الطب > مقالات طبية

أول عملية زرع يدين لطفل

تمّت أوّلُ عمليّةِ زراعةِ يدين للطفل زيون هارفي (Zion Harvey)، الذي يبلغ من العمر 8 سنوات، في بداية شهر تمّوز الحالي 2015، وذلك بمشاركةِ حوالي 40 شخصاً بين جرّاحٍ واختصاصيّ تخديرٍ وكادرٍ تمريضيٍّ وتقنيّ، ولمدّة حوالي 10 ساعاتٍ في مشفى الأطفال في فيلادلفيا. تلك العملية كانت مع الفريق الجراحي بقيادة الدكتور Scott Levin البروفيسور في قسم الجراحة بكلية الطب بجامعة بنسلفانيا ورئيس قسم الجراحة العظميّة في مركز بنسلفانيا الطبيّ.

أُجريت أوّل عملية زراعةِ يدٍ لبالغٍ في الولايات المتحدة عام 1999، أمّا زرع اليد لطفلٍ فهي عمليةٌ أكثر تعقيداً، لأنّ الأوعية الدمويّة عند الأطفال أصغرُ، كما يحتاج القيام بوصلها مع الطرف الجديد لمهارةٍ أكبر.

أما أوّلُ عمليّة زرع يدٍ لطفلٍ على الإطلاق فقد تمّت في ماليزيا عام 2000، وذلك عندما تمّ زرعُ ذراعٍ لطفلةٍ مولودةٍ بذراعٍ مشوّهةٍ من أختها التوأم الحقيقيّة التي ماتت عند الولادة، ولم تحتجِ الطفلة عندئذٍ إلى مثبّطات مناعة لكون الطرف الجديد مأخوذاً من توأمها المطابق لها وراثياً، أمّا بالنسبة لعمليّة زيون فهي العمليّة الأولى التي يتمّ فيها زرع يدٍ لطفلٍ من متبرّعٍ غيرِ مطابقٍ له وراثياً. هذه العملية التي تحتاج إلى تثبيطٍ مناعيّ ومراقبةٍ مدى الحياة تعدّ مثالاً على العمليات المسمّاة (نقل الطعم الخيفيّ المركّب الموعَّى).

تمّت إزالةُ يديّ زيون وقدميه عندما كان في عمر الثانية بسبب إنتانٍ مهدّدٍ للحياة، وبعد سنتين تمّ زرع كليةٍ لزيون تبرّعت له بها أمّه، ولكونه يتلقّى المثبّطات المناعيّة فهو مرشّحٌ جيدٌ لعملية زرع اليدين.

وإن كان لأحدٍ الفرصة في الاستفادة من هذه العملية فهو زيون، فالطفل الصغير ذو الثمانية أعوام المملوء بالطاقة والحيويّة والذي يسير بواسطة قدمين صناعيّتين، قد تعلَّم إطعام نفسه والكتابة ولعب ألعاب الفيديو واللعب بالهواتف الذكيّة كأيّ شخصٍ آخر، وفي الفيديو الذي صُوّر له قبل الجراحة قال زيون "لم أكن دوماً هكذا وسأكون فخوراً باليدين اللتين سأحصل عليهما".

لقد تمّ التخطيطُ لعملية زراعة اليدين لزيون منذ قرابة السنة، وحالما توفّر المتبرّع المناسب كان فريق الجرّاحين جاهزاً لأداء المهمّة. عمل أربعة جرّاحين في الوقت ذاته، اثنان منهما عملا على يديّ المتبرع والآخران على يديّ زيون المبتورتين سابقاً من الرسغين، وبدأت العمليّة بوصل عظميّ الزند والكعبرة بواسطة صفائحَ معدنيّةٍ وبعد ذلك تمّ وصل الشرايين والأوردة بواسطة جراحة الأوعية الدقيقة، وحالما بدأ الدم يتدفّق في اليد الجديدة، تمّت إعادة وصل العضلات والأربطة ومن ثمّ الأعصاب.

بدأ زيون أثناء إقامته في وحدة إعادة التأهيل بعد الجراحة بتعلّم استخدام يديه، وإنّ تطوُّر قدراته مبشّر للغاية، وحسب الجراحين يأمل الفريق الطبي باستعادة زيون للإحساس في يديه كالسابق، وبتحسين عمل الأوتار في اليد المزروعة باستخدام عضلاته نفسها، نظراً لأن عملية البتر كانت في مستوى الرسغ كما يقول الجراح الذي قام بالعملية.

يأمل الأطباء من هذه العمليات بإعادة الأمل لزيون وغيره من الأطفال ذوي القصص المشابهة ليستمتعوا بالحياة كغيرهم من الأطفال.

يستطيع زيون حاليّاً التقاطَ قطعة البيتزا بأصابعه الجدد، ويتمنّى في المستقبل أن يصبح قادراً على التسلُّق على الأعمدة ورمي الكرة والاهتمام بكلبه.

المصدر: هنا