الفلسفة وعلم الاجتماع > أعلام ومفكرون

المفكر الجزائري الفرنسي ... ألبير كامو

ألبير كامو الفيلسوف. الكاتب المسرحي. الروائي. والصحفي صاحب النزعه الانسانية الفريدة والمنادي الأعلى صوتا للاخلاق والقيم.

توفي البير كامو وهو يبلغ من العمر ستة واربعين عاما ولكن ينتابنا السؤال التالي: ماذا لو عاش البير كامو اكثر من ذلك؟؟ ما الذي كان سيحصل ؟؟ وكيف سيكون شكل العالم بعد اسهاماته؟؟ لقد كانت ست واربعين سنة قليلة جدا على ذلك الرائع .

ألبير كامو حياته ونشأته وأشهر أعماله في هذا المقال.

ألبير كامو الفيلسوف الوجودي ذو أصولٍ فرنسية – جزائرية. ولد في 7/11/1913 في قرية موندوف، وهو الطفل الثاني للوسيان أوغست كامو، وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى أي عندما كان عمر كامو أقل من سنة، توفي والده ُمتأثراً بإصابته بشظية، وبعد وفاة والده انتقلت والدته وأخيه الأكبر إلى الجزائر، فعاش مع خاله وجدته في شقّةٍ ضيقة. عملت أمه في تنظيف المنازل لتساعد أسرتها، واعتبر كامو هذه الفترة من حياته ذكرى لن تُنسَ أبداً فهي خليط من الألم والمودة، والفقر المدقع، فقد عاش في شقة من ثلاث غرف، لا حمام، ولا كهرباء، ولا مياه جارية.

دخل المدرسة الابتدائية ثم حصل على منحة ودرس الثانوية، وأصبح قارئاً نهماً، وتعلم اللاتينية والإنجليزية، وكرة القدم، ثم أنهى دراسة الثانوية وتطلع إلى مهنة الصحافة والفنون.

في عام 1933، التحق كامو بجامعة الجزائر لدراسة الدبلوم وتخصص في الفلسفة، كما حصل على شهاداتٍ في علم الاجتماع وعلم النفس. عمل في الصحافة، وكان روائياً وكتب العديد من المقالات الفلسفية، وحاز على جائزة نوبل للآداب في عام 1957، وأشارت لجنة الحكم إلى جهوده في تسليط الضّوء على مشكلة الضمير الإنساني في عصرنا.

لألبير كامو عدة أعمال أدبية لامعة، ومقالات قوية، تًحاكي مجموعةًً واسعةًً من القضايا في الفلسفة الأخلاقية ابتداءً من الإرهاب وانتهاءً بالعنف السياسي مروراً بالانتحار وعقوبة الإعدام.

خطط لمشاريع جديدة في المسرح، والسينما والتلفزيون، وبحثَ بجدٍ عن حل للاضطرابات السياسية التي تمزق بلده الأصلي الجزائر.

كان كاتباً أكثر من كونه فيلسوفاً، واعتبر نفسه في المقدمة وقبل كل شيء كاتباً. ويقول أنا لست فيلسوفاً، فالفيلسوف من وجهة نظره هو مصطلح مرتبط مع التدريب الأكاديمي الصّارم الذي لم يخضع له قطّ، ومرتبط أيضاً مع التفكير المنهجي، والتوازن المنطقي، وهذا لا يعني أبداً أن كامو يفقتر إلى الأفكار، أو أن أفكاره لايمكن اعتبارها فلسفة شخصية، لكنه أشار ببساطة أنه لم يكن منهجياً، على خلاف هيدجر وسارتر على سبيل المثال.

أظهر اهتماماً قليلاً جداً في الميتافيزيقيا وعلم الوجود، وصرّح دائماً أنه لم يعط الكثير للفكر التأملي، أو أي نوع من التنظير المجرد، كان فكره دائماً متعلق وقريب من الأحداث الجارية، كالحرب الاسبانية أو ثورة الجزائر،وذلك ليحاكي الواقع الأخلاقي السياسي.

• الانتحار:

يعتبر كامو الانتحار هو القضية الأساسية للفلسفة الأخلاقية. وعلى عكس الفلاسفة الآخرين الذين كتبوا عن هذا الموضوع مثل شيشرون وسينيا إلى مونتين وشوبنهاور، فهو لا يهتم أبداً في تقييم الدوافع والمبررات التقليدية المعروفة للانتحار مثل: تجنب الصراع الطويل مع المرض والألم، أو كرد فعل على مأساة شخصية أو فضيحة، بل كان يهتم في المشكلة فقط وينظر إليها من داخلها. يرى ألبير كامو أنّ الانتحار هو شجاعة ولا توجد أي مشكلة أخلاقية معه، بل من العبث أن يُواصل الإنسان العيش وهو يعاني ويكابد الأسى، أي أن الانتحار ليس خياراً !

• عقوبة الإعدام:

يُعارض كامو عقوبة الإعدام. معارضته لعقوبة الإعدام ليست معارضة فلسفية، وليس لأنها تقوم على نظرية أخلاقية معينة أو مبداً، كاعتراض سيزار بيكاريا بأن عقوبة الإعدام لا تصح، لأنه لم يُثبَت أن يكون لها تأثيرٌ رادعٌ أكبر من السجن مدى الحياة. معارضة كامو هي إنسانية ضميرية مثل فيكتور هوغو. هو ينظر إلى عقوبة الإعدام باعتبارها عقوبة همجية وبشعة.

• رواياته:

السقوط – الغريب- الطاعون- المقصلة- الإنسان المتمرد

• مسرحياته:

كاليجولا- سوء تفاهم

• من أقواله:

- لايمكنك خلق التجربة، عليك اجتيازها.

- المثقف هو من يستطيع عقله مراقبة نفسه.

- اسمعني جيداً حتى تفهمني، لاتقاطع حديثي لأكمل أفكاري، اخفض صوتك حتى أفهم لغتك، ابتسم حتى أقبل آرائك.

توفي بشكل مأساوي في حادث سيارة في شهر يناير – كانون الثاني عام 1960.

تُرجم هذا المقال عن:

www.iep.utm.edu/camus/