التوعية الجنسية > الصحة الجنسية والإنجابية

اللصاقات المانعة للحمل - Contraceptive Patches

تتنوّع وسائلُ منعِ الحملِ كما تختلفُ آليةُ عملِها، ويتوجّب على الزوجين معرفةُ الخيارِ الأمثلِ والأنسب فيما يتعلّق باستخدامها، نستعرضُ معكم اليومَ إحدى وسائلِ منعِ الحملِ الأنثويةِ المفضلة ضمن مقالنا من سلسلة تنظيم الأسرة.

لصاقةُ منعِ الحملِ لصاقةٌ صغيرةُ الحجمِ رقيقةٌ ملونةٌ بلون لحميٍّ، تشبهُ إلى حدٍ ما لصاقةَ النيكوتين، بمقاس (5×5 سم). تُلصَق على الجلدِ لتقومَ بإطلاقِ هرمونين أساسيين؛ الأستروجين والبروجسترون، وهما نفس الهرموناتِ الطبيعيةِ التي يفرزها المبيضان في جسم المرأة، كما يتواجدان في حبوب منع الحمل المركبة.

وإليكم بدايةً الحقائق التالية الهامة حول استخدام اللصاقات المانعة للحمل:

• فعّالةٌ بمنعِ الحملِ بنسبةٍ تتجاوز 99٪ عندما تُستخدَم بشكلٍ صحيح.

• تُستَعمل كلُّ لصاقةٍ لمدة أسبوع واحد، حيث توضع على الجلد وتُبدَّل مرةً أسبوعياً لمدة 3 أسابيعٍ، في حين لا توضع في الأسبوع الرابع من الشهر.

• تبقى فعّالةً حتى في حالات التقيؤ أو الإسهال، كما ويمكن إبقاؤها على الجسم أثناء الاستحمام وفي حوض السباحة وأثناء ممارسة الرياضة.

• تلعب دوراً مساعداً مُخفِّفاً في حالات الدوراتِ الشهرية غزيرةِ النزف أو شديدة الألم.

• ترفع ضغطَ الدم، وقد تسبب صداعاً كتأثير جانبيٍّ مؤقت، وفي حالات نادرة يمكن أن تسبب تطورَ خثرة دموية.

• تلعب دوراً مساعداً في الوقاية من سرطان المبيض، وسرطان الرحم وسرطان القولون.

• من غير المناسب استخدامُها عند النساء المدخنات ممن هنّ أكبر من 34 سنة، أو 90 كغ فما فوق.

• لا تحمي من الأمراض المنقولة عن طريق الجنس sexually transmitted diseases (STDs)، لذلك يُنصح باستخدام الواقي الذكري بالتزامن مع استخدام اللصاقة للحماية من انتقال الأمراض جنسياً.

والآن لنستعرض أهم الأسئلة المطروحة حول استخدام اللصاقات المانعة للحمل للإجابة عنها.

كيف تعمل اللصاقة؟

تطلِقُ اللصاقةُ جرعةً يوميةً من هرمونَيّ الأستروجين والبروجسترون عبرَ الجلد إلى مجرى الدم، والآلية الأساسية التي تعمل بها هي منع المبايض Ovaries من عملية الإباضة "إطلاقُ البويضةِ كلَّ شهر"، كما أنّها تعمل على زيادة كثافة مخاطِ عنقِ الرحم ممّا يعيق وصول النطاف إلى البويضة، إضافة لكونها تنقصُ من ثخانةِ بطانة الرحم مما يجعلها تحدّ من قابلية البويضة الملقّحة للتعشيش.

كيف يمكنكِ استخدام اللصاقة؟

من المهم جداً معرفةُ كيفيةِ استخدام وسائلِ منعِ الحمل لتحقيق الفعاليّة الأمثل في عملها، يمكنكِ استخدام لصاقة منع الحمل في معظم مناطق الجسم، طالما أنّ منطقةَ الجلد نظيفةٌ وجافّة وقليلةُ الشعر.

تُطبَّق رقعةٌ جديدةٌ مرةً واحدةً في الأسبوع لمدةِ ثلاثةِ أسابيعَ، ومن ثمّ يتوقّف استخدامها لأسبوع واحد؛ قد يحصل خلاله أعراض الانسحابِ كالنزيف بما يشابه الدورة الحيضية، وبعد انتهاء هذه الفترة تٌطبّق رقعةٌ جديدةٌ وتبدأ دورة شهرية جديدة.

"تجنّبي" وضع اللصاقة على:

- الجلد المتهيج أو المؤلم.

- في الأماكن المعرضة للاحتكاك بالملابس الضيقة من الجلد.

- على الثديين.

ويمكنُ تغييرُ موضعِ الالتصاقِ في كل مرة لتقليل مقدار التهيّج الجلدي.

متى يبدأ تأثير اللصاقة؟

وفقاً لكليةِ التوجيهِ الجنسي والإنجابي للرعاية الصحية، فإنّ البدءَ باستخدام اللصاقة المانعة للحمل في الأيام الخمسة الأولى من دورة الطمث سيوفر الحمايةَ المطلوبةَ، ولن يتطلّب الأمر استخدامَ وسائلِ منعِ حملٍ إضافية.

أما في حالِ بدءِ استخدامها خلافاً لما سبق، فإنّ الحاجةَ لاستخدام وسائلِ منعِ حملِ إضافية كالواقيات الذكرية يعد ضروريّاً في الأسبوع الأول.

ماذا تفعلين إذا سقطت اللصاقة؟

إنّ لصاقةَ منعِ الحمل شديدةُ الالتصاق، وغالباً ما تبقى في موضِعها ولا تنفصل عن الجلد بعد الاستحمام أو التعرّض لبخار الماء أو السباحة، أو بعد ممارسة الرياضة.

ولكن في حال سقوطِ اللصاقة فإنّ ما عليكِ القيام به يعتمدُ على الفترة التي بقيتْ فيها اللصاقةُ على الجلد قبل أن تسقط من جهة، وعلى المدّة الزمنية التي تَلَتْ سقوطَها من جهة أخرى. وفيما يلي الإجراءات المتبعة وفقاً للحالات التالية:

- في حال مضى على سقوط اللصاقة مدة أقل من 48 ساعة:

إن كانت ما تزال قابلةً للالتصاق، أعيديها لموضعها بأسرعِ وقتٍ ممكن.

أمّا إذا فقدت لصوقيتَها فيجب استبدالُها بأخرى جديدةٍ، فمن الخطأ محاولة إبقائها في مكانها السابق باستخدام شريطٍ لاصق أو ضمادةٍ مثلاً، وبعد إعادة اللصقِ يتم الاستمرارُ باستخدامها وفق الجدول المعتاد واستبدالُها في يوم التغيير المعتاد لها.

من الجديرِ ذكرُه أنّه في الحالة أعلاه، سيبقيكِ مفعولُ اللصاقةِ محميةً من الحمل في حالِ بقيت متوضِّعةً على الجلد لمدة تقاربُ الأسبوعَ قبل سقوطها، أمّا في حال كانت المدةُ أقلَ من أسبوعٍ فمن الأفضلِ استخدامُ وسائلِ منعِ حملٍ إضافيةٍ -كالواقيات الذكرية - لسبعة أيام تالية.

- في حال مضى على سقوط اللصاقة مدة أكثر من 48 ساعة:

طبّقي لصاقةً جديدة في أقرب وقتٍ ممكن، وابدئي دورةً جديدةً من الاستخدام، واستعملي وسيلةً أخرى من وسائل منع الحمل لمدة سبعة أيام قادمة.

ماذا تفعلين في حال نسيان موعد إزالة اللصاقة؟

إن كنتِ قد نسيتِ إزالة اللصاقةِ بعد الأسبوع الأول أو الثاني، فإنّ ما عليكِ القيامَ به يعتمد على الفترة التي تجاوزت فيها اللصاقة موعد إزالتها:

- إن تجاوزت اللصاقة موعد إزالتها بمدة أقل من 48 ساعة:

أي بما مجموعه ثمانيةُ أو تسعةُ أيام من استخدامها، أزيلي اللصاقةَ القديمةَ وطبّقي واحدة جديدة، واستمري بنفس الدورة المعتادة دون الحاجة لأي وسيلة منعِ حملٍ إضافية.

- إن تجاوزت اللصاقة موعد إزالتها بمدة أكثر من 48 ساعة:

أي بما مجموعه عشرةُ أيام أو أكثر، طبّقي لصاقةً جديدةً وابدئي بدورة شهرية جديدة من الاستخدام، بالتزامن مع استعمال وسائلِ حمايةٍ إضافيةٍ للأيام السبعة التالية. في حال تمت ممارسةُ الجنسِ في الأيام القليلة السابقة يُـفضَّل الحصولُ على استشارة طبية حول ضرورةِ استخدامِ مانعِ حملٍ إسعافي.

- إن كنتِ قد نسيتِ إزالة اللصاقة بعد الأسبوع الثالث:

أزيلي اللصاقةَ بأسرعِ وقتٍ ممكن وابدئي بالأسبوع الخالي من استخدامها، ومن ثمّ طبّقي رقعةً جديدةً في يومِ البدء المُعتاد لدورةِ الاستخدامِ الشهريةِ التاليةِ حتّى مع وجودِ نزيفٍ، وستبقين مَحْمِيةً من الحمل دون الحاجة لأيةِ وسيلةِ منعٍ إضافيةٍ حتى مع عدم الحصول على أسبوعٍ كاملٍ بدون لصاقة. كما يمكن عدمُ حصولِ أي نزف في هذه الحالة أيضًا.

- في حال نسيتِ بدء دورة استخدام شهرية جديدة:

طبّقي لصاقةً بأقرب وقتٍ ممكن، مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجةَ لوسيلةِ حمايةٍ إضافيةٍ في حال تجاوزت مدّة البقاءِ دون لصاقةٍ أكثرَ من عشرة أيام.

من الجدير ذكرُه أنّ النزيفَ في فترةِ الأسبوع الرابع الخاص بالانقطاع عن استخدامِ اللصاقةِ لا يحدث لدى جميع النسوة، وهو ليس بالأمر المُقلِق طالما أنّ تطبيق اللصاقةِ جرى بشكلٍ صحيح دون أخذِ أدوية قد تؤثر عليها.

ويمكن استشارةُ الطبيب وإجراءُ اختبار حمل للتأكد، كما يجب عليكِ استشارةُ الطبيبِ في حالِ مضت دورتين شهريتين من الاستخدام دون حدوث أي نزيفٍ في فترةِ الأسبوع الرابع من كل دورة.

والسؤال الأهم؛ هل تناسبكِ لصاقة منع الحمل؟

في الواقعِ، لا تُعتبَر لصاقةُ منعِ الحملِ الخيارَ الأنسبَ لجميع النساء!. ومن الجديرِ استشارةُ الطبيب قبل اتخاذ القرار باستخدامها لمُراجَعة تاريخكِ الطبي ومعرفة أي أمراض أو عمليات سابقة خضعتِ لها، والأدويةِ التي تتناولينها لأخذها جميعِها بعين الاعتبار.

بعض الحالات التي توجب الاستشارة الطبية:

• إن كنتِ حاملاً أو تعتقدين أنك حامل.

• إن كنتِ في فترة الإرضاع الطبيعي.

• إن كنتِ تبلغين الـ 35 أو أكثر ومدخّنةً، أو توقفتِ عن التدخين قبل أقل من سنة.

• إن كنتِ تعانين من زيادة في الوزن.

• إن كنتِ تتناولين بعض الأدوية مثلِ بعض الصادات الحيوية، أو عشبة القديس جون (التي تستخدم كمضاد اكتئاب و مضاد التهاب)، أو الأدوية المستخدمة لعلاج الصرع أو السل، أو الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشري HIV.

كما ويُمنع استخدامُ اللصاقة المانعة للحمل في حال وجود إحدى الحالات التالية، أو إصابة سابقة بها، وهي:

- حالاتُ الخثراتِ الدموية في الأوردة والشرايين

- أمراض القلب أو اضطرابات جهاز الدوران كارتفاع ضغط الدم مثلاً

- الصداع النصفي (الشقيقة) المترافِق مع النسمة Aura (التي تعد من علامات الإنذار)

- سرطان الثدي

- أمراض الكبد والمرارة

- الداء السكري المترافق مع اختلاطات (مثل القدم السكرية أو اعتلال الشبكية السكري مثلاً) أو الداء السكري القائم لأكثر من 20 عاماً.

وختاماً من المهم معرفة مزايا ومساوئ استخدام اللصاقات المانعة للحمل:

يؤدّي الاستخدامُ الصحيحُ للصاقاتِ إلى الحصولِ على فعاليةٍ بنسبةٍ تفوقُ 99٪ في منع حدوث الحمل، وهذا يعني أنه عند استخدامه من قبل مئة امرأةٍ فسيحدثُ الحملُ لدى أقلِّ من إمرأةٍ واحدةٍ كل سنة.

المحاسن:

1. سهلةُ الاستخدام ولا تؤثرُ على عملية الجماع.

2. تتطلّب يوماً واحداً فقط من الأسبوع لتذكّر تغييرها، على عكس حبوب منع الحمل الفموية المركبة التي تتطلّب موعداً يومياً للاستخدام.

3. لا تخضع الهرمونات المُطلَقَة من لصاقةِ منع الحمل للامتصاص المعدي، وإنّما تُفرز مباشرةً إلى مجرى الدم، ممّا يعني أنّها تبقى فعّالة حتّى في حالات الاضطرابات الهضمية كالتقيؤ والإسهال.

4. كما في حبوب منع الحمل؛ تصبح دورتك الشهرية أكثر انتظاماُ وأخف غزارةً وأقل إيلاماً، ومن الممكن أن تخفف من أعراض متلازمة ما قبل الطمث PMS.

5. قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض و الرحم وسرطان الأمعاء.

6. قد تقلل من خطر الإصابة بالأورام الليفية، وكيسات المبيض وأمراض الثدي غير السرطانية.

المساوئ:

1. قد تكون مرئيةً

2. يمكن أن تسبّبَ تهيّجَ الجلد أو الحكّة أو الإيلام.

3. لا تقي اللصاقة من الأمراض المنقولة جنسياً، لذلك قد يتطلّب الأمر استخدام واقٍ ذكري بالتزامن مع استخدامها.

4. للصاقة بعض الآثار الجانبية المؤقتة عند البدء باستخدامها، مثل الصداع، والغثيان والدوار، وآلام في الثديين وتغيّرات في المزاج. هذه الآثار الجانبية عادةً ما تخفُّ بعد بضعة أشهر.

5. النزيف الحاصل خارج الدورة الحيضية أو النزيف النقطي (نزيف غير منتظم بقطرات دموية قليلة) يعدّ أمراً شائعاً في فترات الاستخدام الأولى، ولا يدعو للقلق في حال التطبيق الصحيح للصاقة.

6. يمكن لبعض الأدوية أن تقلل فعالية اللصاقة، لذا يتوجّب الحصول على المشورة الطبية عند المشاركة مع اللصاقة.

7. يمكن أن يسبّب استخدامُ اللصاقة بعضَ المخاطر الجدية - شأنُها شأنُ وسائل منع الحمل الهرمونية - كزيادة احتمالِ حدوثِ خثراتٍ دموية، لاسيما في حالات التدخين والوزن الزائد والسكري وارتفاع الضغط الدموي، ووجود سوابقَ شخصيةٍ للشقيقة المترافقة مع نسمة أو سوابقَ عائليةٍ للإصابة بالذبحة القلبية أو السكتة الدماغية.

8. كما وترشّح بعض الدراسات الحديثة زيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم عند الاستخدام المُطوَّل لوسائلِ منعِ الحملِ الهرمونية.

ختاماً، وعلى الرغم من مزايا اللصاقات المانعة للحمل التي تفوق مساوئها لدى الكثير من النساء، إلّا أنّه من المهم جداً مناقشةُ الحالةِ الفرديةِ لكل امرأةٍ مع طبيبها لمعرفة فيما إذا كان من المناسب استعمال وسيلة منع الحمل هذه، والمخاطر المُترَتِّبة في حال التطبيق غير الصحيح لاستخدامها.

المصادر:

هنا

هنا