الغذاء والتغذية > تغذية الأطفال

الطفلُ المتطلبُ في الطعام - الأسباب والدوافع

هل تذكرك أي من العبارات التالية بأولادك الصغار؟

• "ابني لا يحب تناول أي شيء من الخضراوات، بسبب اللون فقط!"

• "ابني لا يتناول الدراق لأنّ له زُغباً، ولا الإجاص لأنّه قاسٍ"

• "ابتني لا تجلس إلى طاولة الطعام جيداً خلال فترة الوجبة، كما أنّها لا تبدي انتباهاً كافياً"

• "كان الموز طعامه المفضّل، الآن لا يقوم بلمسه حتى!"

• "ابنتي تتناول أي طعام طالما أنّ لونه أبيض، بطاطا بيضاء، خبز أبيض، فاصولياء بيضاء. يجب أن يكون كل شيء أبيضاً.. من الجيد أنها تشرب الحليب على الأقل!".

أنتِ لستِ وحيدةً في ذلك، في الحقيقة إنّ رفض الطفل للطعام هو سلوكٌ معتادٌ لدى العديد من الأطفال بعمر ما قبل المدرسة، والطفل في مثل هذه الحالة يُعرف بـ Picky Eater.

يمكن أن يتحول سلوك الأطفال إلى هذا الشكل لعدّة أسباب؛ بعض الأطفال أكثر حساسيةً للطعم، والرائحة، والقوام بطبيعتهم، بينما يقوم آخرون بتقليد آباءهم في عادات أكلهم مما يجعلهم يتبعون هذا السلوك. ومن المحتمل أن تتطور هذه العادات بشكل خاص عندما يقوم الآباء بمعاقبة أطفالهم أو رشوتهم ومكافئتهم نتيجة إبداء سلوك معين في تناول الطعام.

النموذج الشائع:

عادة ما يميل الأطفال إلى استكشاف الطعام أولاً دون تناوله، حيث يُظهر العديد من الأطفال واحداً أو أكثر من التصرفات التالية خلال السنوات السابقة لدخول المدرسة. علماً أن معظم هذه الحالات تتلاشى من تلقاء نفسها بمرور الوقت:

• قد لا يكون لدى الطفل رغبةً في تجربة أنواع جديدة من الأطعمة، وخاصة الخضار والفواكه. من الجيد أن تُدرك أنّه من الطبيعي للأطفال في هذا السن أن يفضلّوا الأطعمة المألوفة لديهم ويشعروا بالخوف من تجربة الأشياء الجديدة.

• قد يقوم الطفل في هذا العمر بتناول نوعاً معيناً من الطعام بشكل مستمر لفترة من الوقت. وقد يقوم باختيار نوع أو اثنين من الأطعمة التي يحبها رافضاً تناول أي شيء آخر.

• قد يقوم الطفل في هذا العمر بإضاعة الوقت على طاولة الطعام مع إبداء الاهتمام بفعل أي شيء آخر إلا تناول الطعام.

• قد يرفض الطفل تناول بعض أنواع الأطعمة من لون أو قوام محدد. على سبيل المثال، قد يرفض الأغذية ذات اللون الأحمر أو الأخضر، أو الحاوية على البذور أو ذات القوام الطري.

يمكن أن يكون هذا السلوك ناتجاً عن ردة فعل الطفل تجاه تحكم الأهل، أو رشوتهم له باستخدام الطعام كوسيلة، علماً أن المعركة على الطعام ستؤدي إلى مقاومة الطفل أكثر فأكثر. علينا أن نتذكر أن الخيار عائدٌ للطفل فقط في اختيار ما سيأكله وإن كان سيتناول الطعام المقدم إليه، ولا داعي للقلق من تناوله كميات قليلة، حيث سيقوم بتعويض المغذيات الضرورية في وجبات أخرى إما خلال اليوم أو لاحقاً في يوم آخر خلال الأسبوع.

يميل الأطفال إلى تجربة الأطعمة التي ساعدوا في تحضيرها، ولذلك فإنّ إشراكهم في التحضير فكرة رائعة للمساعدة على تناول الخضار والفاكهة إلى جانب تعرفهم على الأنواع المختلفة منها خلال مشاركتهم بتحضير الوجبة. سيشعرون بالحماس لتجربة الوجبة بعد كل عمليات الخلط والسحق والقياس التي قاموا بها معكم في المطبخ. ويمكنكم الاطلاع على مقالنا عن طهي الطعام الصحي مع الأطفال هنا

عادةً ما ينتهي هذا الأمر بشكل كلي قبل الدخول إلى المدرسة، وخاصةً إن لم يقم الأهل بإعطاء الموضوع حجماً أكبر مما هو عليه. وبالمقابل يستطيع الأهل القيام ببعض الأمور الإيجابية للتعامل مع هذا السلوك وتشجيع الطفل على تعلّم تناول الأطعمة الجديدة وهذا ما سنتعرف عليه في مقالنا القادم.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

5. هنا