الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

سلسلة الفيتامينات: فيتامين C - ماذا يحدث في حال نقصه أو زيادته المفرطة؟

تحدثنا في مقالنا السابق عن الفيتامين C ووظائفه الحيوية وأهم مصادره الغذائية بالإضافة إلى الحاجة اليومية منه (هنا) ... وسيتناول مقالنا اليوم الحالات المرضية الناجمة عن نقصه أو فرطه بالإضافة إلى تأثير المعالجات الحرارية عليه وكيف نحافظ على محتوى طعامنا من هذا الفيتامين...

عوز فيتامين C:

ينجم عوز فيتامين C vitamin c deficiency عن نقص أو عدم توافر فيتامين C في الجسم بسبب عدم وجود كميات كافية من فيتامين C في النظام الغذائي. وعلى المدى الطويل، فإن نقص فيتامين C يقلل من تركيب الكولاجين في الجسم مما يسبب تخرب الأنسجة المختلفة في الجسم وانخفاض قدرة الجسم على الاستشفاء. كما أن نقص فيتامين C المزمن، حوالي ثلاثة أشهر أو أكثر، يمكن أن يؤدي إلى مرض يعرف باسم داء الاسقربوط scurvy.

يميل الناس إلى الاعتقاد بأن الاسقربوط هو أحد الأمراض غير المتواجدة في وقتنا هذا لأن نظامنا الغذائي ومستوى المعيشة قد تحسنت على مر السنين. ومع ذلك، على الرغم من ندرته، لا يزال يعتبر نقص فيتامين C مشكلة بالنسبة لفئات معينة من الناس، بما في ذلك:

• كبار السن غير القادرين على الحفاظ على نظام غذائي صحي

• المدخنين أو المدمنين على الكحول أو المخدرات

• الأشخاص الذين يعانون من سوء هضم وامتصاص الأغذية مثل مرضى داء كرون والتهاب الكولون التقرحي

• الناس من ذوي الدخل المنخفض

• الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد autism spectrum disorder (ASD)

• مرضى غسيل الكلية

• المرضى الذين خضعوا لجراحة

• الأفراد الذين يتعرضون لفترات طويلة من درجات الحرارة الباردة

كما أن بعض الحالات قد تزيد الحاجة لفيتامين C. ومنها: الحمل والإرضاع، الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسب)، إدمان الكحول، الحروق، السرطان، الإسهال المزمن، الحمى (طويلة الأمد)، الأمراض المعوية، فرط نشاط الغدة الدرقية، قرحة المعدة، الإجهاد (طويل الأمد)، الاستئصال الجراحي للمعدة، مرض السل.

ومن بعض أعراض الاسقربوط: نزيف اللثة، والشعور بالكسل، وآلام العظام، وآلام المفاصل، وعدم التئام الجروح أو انفتاحها بعد التئامها. ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى: جفاف الجلد، تساقط الشعر، فقدان الأسنان وفقدان الوزن.

عادة ما يكون الطبيب قادراً على تشخيص داء الاسقربوط بالسؤال عن الأعراض والنظام الغذائي، وقد يقوم أيضاً بإجراء فحص الدم لقياس مستوى فيتامين C في الدم.

أما العلاج فيعتبر واضحاً ومباشراً نسبياً، ويتضمن تناول مكملات فيتامين C وتناول الطعام ذو المحتوى العالي من فيتامين C، وهذا ينبغي أن يعكس الأعراض الضارة لمرض الأسقربوط بسرعة. كما يمكن أن يستخدم عصير البرتقال لعلاج داء الاسقربوط عند الرضع، حيث تبدأ الأعراض بالتحسن في 1-2 أيام، وتنتهي تماما في غضون سبعة أيام. وينبغي أن يكون العلاج تحت إشراف طبي صارم.

فرط فيتامين C:

فيتامين C هو فيتامين قابل للذوبان في الماء لا يستطيع الجسم إنتاجه أو تخزينه، وبالنسبة لمعظم الناس، فإن برتقالة كبيرة أو كوب من الفريز، أو الفليفلة الحمراء أو القرنبيط يكفي لتوفير الحاجة اليومية من فيتامين C. وببساطة يمكن طرح أي كمية اضافية من الجسم في البول.

إن الحد الأعلى المسموح من الفيتامين C للبالغين هو 2000 ملغ يومياً. ولا تكون زيادة فيتامين C من المصادر الغذائية ضارة عادة، ولكن مع هذا فإن جرعات كبيرة من الفيتامينات C قد تسبب الإسهال، الغثيان، التقيؤ، الحموضة المعوية، الانتفاخ وتقلصات في البطن، الصداع، الأرق و حصى الكلى.

وقد وجدت دراسة حديثة وجود صلة بين تناول مكملات فيتامين C التي تحتوي عادة على 1 غرام من فيتامين C وبين الحصى الكلوية. حيث وجدت دراسة سويدية أن الرجال الذين يتناولون مكملات فيتامين C هم أكثر احتمالاً بمعدل الضعف للإصابة بحصى الكلى مقارنة بالرجال الذين لا يتناولون أي مكملات فيتامين C.

مكملات فيتامين C

يجد معظم الخبراء وأخصائيي التغذية أن المصادر الغذائية الطبيعية كافية لتزويد الجسم بفيتامين C، ولكن تحتاج بعض الحالات الخاصة التي ذُكرت سابقاً لتناول مكملات فيتامين C، حيث يتم تناول هذه المكملات إما عن طريق الفم أو كحقن أو كريمات حسب الحالة.

ويجب عدم أخذ المكملات دون وصفة واستشارة طبية لمنع حالات الفرط، كما لابد من الحذر من بعض الحالات التي قد يتداخل فيها هذا الفيتامين مع بعض الأدوية كالمركبات الدوائية التالية:

• الألمنيوم الذي يتواجد في أغلب الأدوية المضادة للحموضة: حيث يزيد الفيتامين C من امتصاصية الجسم للألمنيوم.

• هرمونات الأستروجين Estrogens: من الممكن أن يقلل الفيتامين C من سرعة تخلص الجسم من الأستروجين.

• Fluphenazine (Prolixin) المستعمل لعلاج الشيزوفرينيا: يقلل الفيتامين C من فعاليته.

• المعالجة الكيميائية للسرطانات: يقلل الفيتامين C من فعاليتها.

• الأدوية المستخدمة لعلاج الإيدز: يؤدي تناول جرعات عالية من الفيتامين C إلى انخفاض فعالية أدوية الإيدز.

• الأدوية المستخدمة لخفض الكوليسترول من مجموعة الستاتينات statins: يقلل الفيتامين C من فعاليتها.

• النياسين Niacin: يقلل الفيتامين C من فعاليته.

• مميعات الدم الفموية Warfarin (Coumadin) : يؤدي تناول جرعات عالية من الفيتامين C من تخفيض فعالية مميعات الدم الفموية، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالخثرات الوعائية.

تأثير المعالجات الحرارية وكيفية الحفاظ على الفيتامين C

يمكن للمعالجة بالمياه والحرارة كالطبخ أن تؤثر على تركيز فيتامين C في الأطعمة وتقوم بتفكيكه، حيث أن غليان الخضار قد يسبب فقداناً لهذا الفيتامين، كما أن القلي والتعليب يخفض من تركيزه.

فمثلاً يمكن أن يوفر ½ كوب من البروكلي الطازجة نحو 80% من الحاجة اليومية من هذا الفيتامين. بينما يوفر نفس القدر من البروكلي المطبوخ 60% فقط من الحاجة اليومية. وكذلك القرنبيط فإنه يمكن أن يوفر نحو 45% من الحاجة اليومية من هذا الفيتامين بينما يوفر نفس القدر المطبوخ منه حوالي 40%.

يوفر ½ كوب من الفليفلة الخضراء 100% من الحاجة اليومية مقارنة بـ84% فقط تقدمها نفس الكمية من الفليفلة المطبوخة.

ولتقليل هذا الفقد فيجب تناول الطعام الطازج أكثر كالفريز والبرتقال والكيوي والغريفون والشمام والبروكولي والبندورة و الفليفلة الخضراء والحمراء والبروكلي والقرنبيط وفي حال كان لابد من طبخها فالمايكرويف والطبخ بالبخار يقلل خسارة هذا الفيتامين. وكذلك يجب استخدام ماء السلق في الشوربات والمرقات، والإكثار من تناول العصائر، كما أن هنالك أنواع من الخضار تحافظ على نسبة الفيتامين فيها حتى بعد التخزين كالبطاطا الحلوة.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

5. هنا

6. هنا

7. هنا

8. هنا

9. هنا

10. هنا