الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة

كرة شمع رينيه ديكارت

مثال كرة الشمع أو المعروف أيضاً باسم "حُجة الشمع" مثال مُستخدم في تأملات رينيه ديكارت في الفلسفة الأولى، لتحليل ومعرفة أي الخصائص أساسية في الأجسام، ترينا كيف أن معرفتنا بالعالم غير أكيدة مقارنة بمعرفة عقولنا لها. بأخذ الخصائص الملموسة لكرة الشمع بعين الاعتبار، يشير كيف أنها تتغير عند تقريبها من النار، وفقط خصائص التمدد والقابلية للتغير والقابلية للتحريك هي التي تبقى بالضرورة.

على لسان رينيه ديكارت:

دعونا نبدأ من خلال النظر في المسائل الأكثر شيوعاً، تلك التي نعتقد أنها الأكثر وضوحاً. الأجسام التي نلمسها ونراها ليست في الواقع أجساماً بشكل عام، وهذه الأفكار العامة عادة ما تكون أكثر قابلية للخلط، ولكن دعونا نتكلم عن جسم واحد محدد. فلنأخذ مثلاً قطعة الشمع هذه: قد أخذت طازجة من الخلية، ولم تفقد بعد حلاوة العسل الموجود فيها، وما تزال تحتفظ إلى حد ما برائحة الزهور الذي صنع منها ذلك العسل.

لونها وشكلها وحجمها واضحين، وإنها باردة وصلبة ويمكن التحكم بها بسهولة وإذا ضربتها بإصبعك سوف تصدر صوتاً, أي أن كل الأشياء التي نحتاجها لتمييز الجسم موجودة فيها، ولكن لاحظ كيف أنني بينما أتحدث قربتها من النار وما تبقى من الطعم اختفى, وتبخرت الرائحة وتغير اللون وخُرِّب الشكل وازداد الحجم وأصبحت سائلة وساخنة، بالكاد يستيطع المرء التعامل معها، وعندما نقوم بضربها لا ينبعث منها صوت.

وبعد كل هذه التغيرات هل بقي لدينا الشمعة ذاتها؟! يجب أن نعترف أنها كذلك، ولن يحكم أحد آخر بالعكس. إذن ما الذي عرفته بوضوح عن قطعة الشمع هذه؟! بالتأكيد لا شيء مما نقلَته لي حواسي بما أن كل هذه الأشياء التي تندرج تحت الرؤية والسمع واللمس والتذوق والشم قد تغيرت، ولكن الشمعة ما زالت هي ذاتها.

ربما كانت ما أعتقده الآن أن قطعة الشمع هذه ليست بحلاوة العسل ولا برائحة الزهور ولا بذلك البياض ولا الشكل ولا الصوت، بل هي ببساطة جسم قبل أن يظهر لي بقليل بشكل يمكن إدراكه ضمن هذه القوالب، وهو الآن قابل للإدراك بالنسبة لي تحت قوالب أخرى.

ولكن ماذا أتخيل بالضبط عندما أشكّل مفهوماً كهذا؟!

إذا نظرنا إلى هذا باهتمام وأزلنا كل ما لا ينتمي إلى الشمعة دعونا نرى ماذا يتبقى، بالتأكيد لا شيء ما عدا شيء محدد متمدد مرن قابل للنَّقل. هذه الخصائص لا يُنظر إليها مباشرة من خلال الحواس أو المخيّلة بدلاً من ذلك لاستخلاص جوهر الشمع علينا أن ننظر إليها من خلال العقل: علينا أن نعترف أنني حتى من خلال المخيلة لم أستطع أن أفهم ماهية قطعة الشمع هذه. وأن عقلي وحده هو الذي يدركها.

ترجمة: سارة درويش.

تدقيق: عامر صالح.

تعديل الصورة: عامر صالح.

المصدر:

هنا

هنا

مصدر الصورة: هنا


لمزيد من الأبحاث والأخبار العلمية زوروا موقع الباحثون السوريون على الرابط

www.syr-res.com

#الباحثون_السوريون #سورية #مصر #الجزائر #فلسفة #ديكارت

#Syrian_researchers #Syria #Egypt #Algeria #Philosophy #descarte