علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

التأتأة أو التلعثم Stuttering

التأتأةُ أو التّلعثم ُ مشكلة ٌ نُطقيّة ٌشائعةُ تبدأُ في مرحلةِ الّطفولة ويمكنْ أنْ تستمّرَ إلى مرحلةِ الرّشدِ

وتتصفُ بـ :

• تكرارِ المقاطعِ الصّوتيّة ِ كأنْ يُناديَ الطّفلُ أُمّهُ فيقول: (ماااا ماااا ماااا ماااا ما).

• إطالةِ الأصواتِ كأنْ يُنادي قائلاً: (ممممممممممممامما).

• التوقّفِ "الاختناقِ" عندما تعلقُ الكلماتُ في حلقهِ فلا تخرجُ.

وتظهرُ عادة ًفي بداية ِالحديث، فيتجنّبُ الأشخاصُ لفظَ كلماتٍ أو جزاءَ أحاديث َ معينةً لإخفاء ِالمشكلةِ. وتختلفُ شدّة ُ "التّلعثم" من شخصٍ لآخرَ. فقدْ يمرُّ الشّخصُ بفتراتٍ يعاني فيها منَ التلعثم تتبعُها فتراتٌ أخرى يتحدّثُ فيها بطلاقة.

أنواع ُ التّلعثم:

• التأتأةُ المرتبطةُ بمراحلِ النّموِ " التّطوريّة أو النمائيّة": وهي أكثرُ الأنواع ِشيوعا ً وتتطوّرُ خلال مرحلةِ الطّفولةِ عندما يبدأُ الطّفلُ بتعلّم ِالنّطقِ والحديثِ .

• التأتأة ُالمتأخّرةُ والتّي تحدثُ عندَ الأطفالِ الأكبرِ سنّاً والبالغينَ نتيجةً لأذيّةٍ أو إصابةٍ شديدةٍ في الرأسِ أو مرضٍ عصبيٍّ مُتّقدّم ٍ (مرضٍ يؤثرُ على الجهازِ العصبيِّ) وقدْ يحدثُ بسببِ العقاقيرِ أو الأدويّةِ أو الصدماتِ العاطفيّةِ و النفسيّةِ...

و حديثُنا هذا سيكونُ عن النّوعِ الأوّل: التأتأةُ التّطوريّةُ

ماالذي يسببُ التّلعثمَ؟

لا يزال السببُ الرئيسيُّ للتأتأةِ غيرَ واضحٍ بالرغم من الاعتقادِ الكبيرِ بأنْ يكونَ نتيجة ً لاختلاف ٍ في "الموصلاتِ " العصبيّة ِ بين أجزاء ِالدّماغ ِالمسؤولة ِعن الكلام ِ والنطقِ مما يتسبّبُ بخللٍ ما في السيّالةِ العصبيّة ِالّتي يُرسلها الدّماغ ُإلى هذه الأجزاءِ. حيثُ أظهرتِ الدّراساتُ اختلافاتٍ في بنية ِالدّماغ ِووظائفه ِعندَ الأشخاصِ الذين َيعانونَ منَ التأتأة ِ مقارنةً بالأشخاصِ الآخرين.

فنمو الدّماغ ِعند الأطفالِ لمْ يكتملْ بعدُ و كذلكَ موصلاتُه العصبيّة ِو هذا ما يفسّرُ "تجاوزَ" الأطفالِ في النهايةِ لمشكلة ِالتأتأة ولماذا يكون علاجُهمْ أسهلَ بينما لا يزالون صغاراً .

ويُعتقدُ أيضاً أنّ الجيناتِ تلعبُ دورا ً في كثيرٍ من حالاتِ التأتأة ِ. حيثُ أنّ ما يُقاربُ اثنين من كلّ ثلاثةِ مصابينَ بالتأتأةِ لديهمُ تاريخٌ مرضيّ عائلي بهذه الحالة. وهذا يعني أنّ الجيناتِ التّي يرثُها الطّفلُ منْ أبويهِ قدْ تجعلُ احتمالَ اصابته ِبالتأتأة وتطويرهِ لها أكبرَ.

وقدْ حدّدتِ الأبحاثُ عدّة َجيناتٍ قدْ تُساهم ُفي حدوثِ التأتأةِ "التّلعثم" ولكنَّ الطّريقةَ الّتي تعمل بها هذه الجيناتُ لا تزالُ مجهولةً إلى الآنِ.

مَنِ المتأثِّرُ؟

التأتأةُ شائعةُ الحدوثِ بينَ الأطفالِ الصّغارِ وهناك اختلافٌ في تقديرِ نِسَبِ حُدوثِ التأتأة ِ"التّطوريّة" وما يُقترحُ عادة ً أنَّ ما يقاربُ طفلاً من عشرين سيختبرُ مرحلةً يُعاني فيها من مشاكلَ في سلامةِ النُّطقِ ..

وأنّ ما يُقاربُ ثلاثاً من أربعِ حالاتِ إصابةٍ بينَ الأطفالِ الصّغارِ ستتحسن وتختفي مع الّزمنِ بعلاج أو بدون علاجٍ. إلاّ أنّهُ منَ الصّعبِ التكّهنُ بوقتِ حدوثِ ذلك وبعضُ الأطفالِ سيحتاجُون إلى معالجةٍ لتفادي استمرارِها إلى مرحلة ِالرُّشدِ.

و تتميّزُ هذهِ الحالةُ باستمرارها عند الذكورِ بنسبةٍ تُعادلُ أربعةَ أضعافِ حدوثها عند الإناث، ولا يزالُ السّببُ مجهولاً. ويٌقدّرُ أنّ واحداً بالمئةِ منَ البالغينَ يُعانونَ من هذه المشكلة.

الحصولُ على المساعدةِ..

انْ كانت لديك مخاوف فيما يتعلق بنُطقِ ولدكَ و تطور لغته، فلتطلب المساعدةَ.

فالعلاجُ النّاجحُ يبدأُ في وقت مبكر، عادة ً عندَ الأطفالِ في سنّ ما قبلِ دخولِ المدرسةِ وكلّما أسرعنا في ذلكَ حقّقنا نتائجَ أفضلَ. إذاً الإحالة ُالمبكرةُ إلى اختصاصيٍّ مهمةٌ جداً.

إنّ أفضلَ شخصٍ يمكنك التواصل معه في البدايةِ هوَ طبيبكَ العامُ (GP) و الذي يستطيعُ مناقشةَ مخاوفكَ ويُحيلك إلى معالجِ اللّغة ِوالنّطقِ (SLT) لتقييمِ الحالةِ انْ لَزِمَ الأمرُ. وقدْ تقبلُ العديدُ من مرافقِ علاجِ مشاكلِ اللّغةِ والنّطقِ الإحالة َالشّخصيّةَ منَ المريضِ أو أهلهِ .

و منَ المهمِّ أيضاً أنْ تطلبَ النُّصحَ من طبيبكَ العامِ أو منْ معالجِ النّطقِ انْ كُنتَ بالغاً تُعاني من مشكلة َالتأتأةِ، في حال كانت هذه المشكلة تُؤثر على حياتكَ الاجتماعيّةِ والعمليّةِ ...

كيفَ تُعالج التأتأة ُ؟

هناكَ أساليبُ مختلفةٌ في علاجِ الّلغةِ والنّطقِ والتّي يمكنُها مساعدةُ النّاسِ على تطويرِ مهاراتِ التّواصلِ وطلاقةِ اللّسانِ لدى مَنْ يُعاني منَ التأتأةِ .

حيث يعملُ المعالج ُمعكَ على ايجادِ الطّريقةِ الملائمةِ لحالتكَ أو حالةِ طفلكَ .

و قدْ يتضمنُ ذلكَ:

• العملَ على خلقِ بيئةٍ يشعرُ فيها الطّفلُ براحةٍ واسترخاءٍ وثقة ٍأكبرَ في استخدامه للّغةِ..

• العملَ على المشاعرِ المرتبطةِ بالتأتأةِ كالخوفِ والقلقِ

• استراتيجياتٍ لتطويرِ مهاراتِ التّواصلِ وطلاقةِ اللّسانِ.

وتتوفّرُ أيضاً أجهزةُ الكترونية "مُضادةِ للتأتأةِ" والّتي يمكنُ أنْ تكونَ مفيدةً لبعضِهم فهي مصمّمةٌ لمساعدتِهم ْعلى التّحكّمِ بكلامِهم وذلك بتزويدهم بارتدادٍ للصوت ِيقومُ بتنبيههم في كلِّ مرّة ٍيتلعثمونَ بها خلالَ الحديثِ.

المصادر:

هنا