علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

التأديب الجسدي للأطفال قد يؤدّي إلى الأذى الدماغي!

بيّنت دراسة كندية أنّ التأديب الجسدي للأطفال وخصوصًا "الصفع" لا يؤدي إلى تأخر في النمو فقط، بل يقلّل نسبة الذكاء IQ أيضًا، كيف ولماذا؟ أُجريَت هذه الدراسة في مشفى الأطفال في اوتوا، لتوفّر لنا أدلّةً جديدةً حول حقيقة ارتباط التأديب الجسدي بضعفٍ إدراكي وإعاقاتٍ في التطور على المدى الطويل.

في فترة العشرين عامًا الماضية كان الجدلُ قائمًا على أنّ التأديبَ الجسدي "التعنيف" غيرُ أخلاقيّ، ولكن هُنا نحاول أنْ نبيّن مدى جدّية مخاطر التعنيف من الناحية الصحيّة والطبية.

وحسب التقرير التابع لهذه الدرسة فإنّ التأديب الجسدي (الصفع) قد يقلّل من المادة الرمادية التي تتواجد في الدماغ وهي المسؤولة عن تأمين الاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ، حيث أنّ المادةَ الرمادية هي جزءٌ متكاملٌ من الجهاز العصبي المركزي، وتُؤثر على اختبارات الذكاء وقدرات التعلّم، وتتضمن مناطقَ في الدماغ مسؤولة عن الاستقبال الحسي والقدرة على الكلام والتحكّم بالعضلات، ومناطقَ أخرى مسؤولة عن العواطف والذاكرة.

وهنالك أيضًا دراساتٌ أخرى داعمةٌ لنتائج هذه الدراسة والتي تؤكّد أنّ الأطفال الذين تعرّضوا للتعنيف والإهمال تكون لديهم المادةُ الرمادية أقلَّ من أقرانهم الذين تربّوا بشكلٍ صحي.

في الحقيقة قد يؤدّي الصفع إلى نتائج تأديبية سريعة و لكنّ ذلك لا يبرّر هذا السلوك المُستَهجَن، بالإضافة إلى ذلك قد ينتج عنه:

- نتائج نفسيّة ضارّة.

- الإحساس بالأذيّة العاطفية.

- تأثير سلبي على العملية التربوية.

- فقدان الثقة بين الطفل ووالديه.

- خلق مشاعر عِداء تجاه رموز السلطة.

- التعرّض للضرب في المدارس يؤدّي إلى خللٍ في العلاقة الاجتماعية داخل الصّف حيث يكون فارقُ القوّةِ كبيرّا بين الطفل والمعلّم.

أما النتائج طويلة الأمد فهي على الشكل التالي...

لقد وُجِد رابطٌ بين ميل الأطفال للعدائية و بين تعرّضهم للصفع، وبشكلٍ خاص يميل الأطفال المعنّفون في المدراس إلى العدائية خارج المدرسة كما يتعرّضون لمشاكل في التعلّم، والنتائج الأهم ميلُ الفتيات للإصابة بالإكتئاب والذكور للانعزال الاجتماعي.

كما وتذهب بعض الدراسات إلى نتائجَ أبعد من ذلك فتجد رابطًا بين العقوبة الجسدية للإطفال والسلوك في بعض الإعتداءات الإجرامية.

ومن المهم الإشارة إلى دور الطريقة التي تَربّى بها الوالدان، فهم في الغالب يربّون أولادهم كما تربوا، وهذا قد يُضاف إلى حصيلة النتائج طويلة الأمد أي أنّ الأطفال المعنَّفين هم آباءٌ يُعنِّفون أبناءهم في المستقبل.

نصائح تربوية :

قد يتعرّض الآباء لمواقف يضطرّون فيها لاستخدام الصفع، وعندها وجب عليهم شرح ذلك بهدوء لأبنائهم بأنّهم فقدوا السيطرة على أعصابهم، وأنّهم شعروا بغضب شديد بعد ذلك، وإذا أمكنْ فالاعتذار من طفلك قد يساعد هذا الصغير على فهم وتقبّل الصفع وتجعل من نفسك مثالًا حيًّا عن كيفية تصحيح الأخطاء.

ثمّ إنّ على جميع المُربّين طرحُ هذا السؤال على أنفسهم: ماذا نُريد أن نُعلّم أبناءنا وتلاميذنا؟

قد تتعدّدُ الإجابات لهذا السؤال ولكنّ الجواب الأكيد أنّ الأطفال سيتعلّمون من الصفع بأنّ الضربَ هو وسيلة التعبير المقبولة عن الغضب، ولكنّ هذا المفهوم خاطئٌ وعلى هذا؛ واجبُنا تجاه الأجيال القادمة تأمين مستقبل أقل عنفًا بأنْ نكون المثال لهم اليوم في السيطرة على غضبنا وعدم استخدام العنف.

المصادر:

هنا