التاريخ وعلم الآثار > تاريخ العلوم والاختراعات

نقاط التحول الرئيسية في تاريخ التصميم الجرافيكي

يمكن القول أنَّ التصميم الجرافيكي قد بدأ من اللحظة التي بدأ فيها البشر بالنقش على جدران الكهوف. ومع تطور الحضارة الإنسانية، استخدم الانسان التصميم الجرافيكي لتزيين الأواني والمباني والمنسوجات التي كان لها أهمية دينية أو ثقافية. وفي مقالنا هذا سنقوم بالحديث عن أهم التواريخ الرئيسية والتي تشكل نقطة تحول في مسيرة التصميم الجرافيكي، للتعرف عليها تابعونا في المقال التالي....

انجذب البشر في بداية انطلاق الحضارة الإنسانية للتصميم الجرافيكي بشكل خاص، وتنوعت استخداماته، فبالإضافة لكونه طريقة للزينة فقد كان يرمز إلى القوة أيضاً. من الجداريات إلى التصميم الهندسي للمباني المصنوعة يدوياً كرسوم توضيحية، كان التصميم الجرافيكي جزءاً لا يتجزأ من حقوق التعبير، وتعد الأعلام والقطع النقدية التي تحمل وجوه الأباطرة الأمثلة الأولى للشعارات والعلامات التجارية.

نقاط تحول في تاريخ التصميم الجرافيكي:

١ – رسومات في كهوف فرنسا:

تم اكتشاف مجموعة من الرسومات الجدراية في كهف لاسكو بالقرب من مونتيجناك في فرنسا، وذلك من قبل أربعة مراهقين أثناء ملاحقة كلبهم، ليجدوا أنفسهم في كهف ضيق وأمام مجموعة من الرسومات الجدارية التي تعود إلى عصر ما قبل التاريخ.

تعبر أكثر هذه اللوحات عن الحيوانات، وتعد من أروع الأمثلة على الفن من فترة العصر الحجري القديم الأعلى. ويعتبر عالم الآثار الفرنسي (هنري إدوارد بروسبار برويل) أول من دَرسَ هذه الرسومات، وتتكون مغارة لاسكو من كهف رئيسي بعرض يقدر ب (٦٦) قدم و ارتفاع (١٦) قدم. وعلى جدران الكهف هناك مزيج من رسومات للحيوانات والرموز يقدر عددها (٦٠٠) وحوالي (١٥٠٠) نقش. وتعطي الرسومات تفاصيل دقيقة عن الحيوانات المتنوعة مثل الخيول والأبقار والماكرون والغزلان والأيول بالإضافة إلى بعض المخلوقات الأسطورية. كما يمكن ملاحظة أنَّه لايوجد سوى رسمة واحدة تعبر عن الإنسان (حيث هناك رسمة لرَجُل وبيده رأس طائر في فالوس)، ويعتقد علماء التاريخ أن هذا الكهف كان يستخدم من أجل الصيد والقيام بالشعائر الدينية.

افتتح كهف لاسكو للناس في عام ١٩٤٨ لكن سرعان ما تم إغلاقه في عام ١٩٦٣ ، ويعود سبب إغلاقه إلى تلاشي الألوان بسبب الأضواء الاصطناعية ونمو بعض الطحالب على الرسومات مما استدعى الأمر بناء كهف آخر طبق الأصل في مكان لا يبعد عن الكهف الأصلي وتم ذلك في عام ١٩٨٣ ، ويتلقى الكهف سنوياً الآلاف من الزوار. ولقد قمنا بتوفير عناء البحث عن الصور حيث تقدم مؤسسة برنارد العديد من الصور ويمكن الاطلاع عليها من هنا

الشكل(1): رسم للدب الأحمر

٢- اختراع الورق:

أظهرت العديد من الدراسات التاريخية أن عام ١٠٥ قبل الميلاد هو العام الذي تم اختراع الورق فيه، وتدل السجلات التاريخية أن أفضيلة اختراع الورق تعود إلى الامبراطور تساي لون، المسؤول الأعلى في المحكمة الامبراطورية .

وبحسب دراسات أثرية حديثة، اتضح أن الورق تم اختراعه قبل ٢٠٠ عام من العام ١٠٥ قبل الميلاد، وتم العثور على أوراق في أنقاض مدينة Xuanquanzhi (شوان تشيوان شي) المهدمة في مقاطعة قانسو شمال غرب الصين حيث اتضح أن الورق قد تم صنعه في فترة حكم الامبراطور( فو هوو) الذي حكم في فترة (١٤٠) قبل الميلاد و (٨٦) قبل الميلاد.

ويقول المؤرخون "بغض النظر على أن تساي لون هو من اخترع الورق أم لا، فأنه يستحق شرف التخليد في التاريخ الصيني لدوره في تطوير المواد التي أحدثت ثورةً في بلاده".

الشكل (2): رسم توضيحي لصناعة الورق في الصين

3 –وصول الطباعة الى أوروبا:

لقد كانت الكنيسة هي المسيطر الوحيد على جميع مصادر الكتابة في أوروبا، وعند وصول الطباعة إلى أوروبا في عام 1227 ميلادي وإنشاء مصنع الورق في فابرينو بإيطاليا، فقد أصبح الورق يصنع بكمية إنتاج ضخمة، مما شجع الناس على استخدامه والرسم عليه، وأدى ذلك إلى انخفاض قوة التبعية الدينية بشكل ملحوظ.

الشكل (3): معمل الورق في فابرينو

٤- اختراع يوهان غوتينبرغ:

قام المخترع الألماني يوهان غوتينبرغ في عام 1445 ميلادي بابتكار طريقة جديدة للطباعة على شكل كتب، مما يعد حدثاً ثورياً في عالم التصميم الجرافيكي. كان اختراع يوهان كبيراً بشكل لا يصدق، حيث كان مصنوعاً بالكامل من الخشب والمعدن، ويعد هذا الاختراع شرارة الثورة في عالم الاتصالات البشرية في عصرنا الحديث. وكان أول كتاب يطبع يحمل عنوان "أربع وعشرين سطراً في الكتاب المقدس".

الشكل (4): آلة يوهان غوتينبرغ

٥- الثورة الصناعية في أوروبا:

عند بدأ الثورة الصناعية في أوروبا عام ١٧٦٠ ميلادي، أُتيحت الفرصة للتقدم في مجال الرسم الجرافيكي، ومع تطور العديد من الصناعات في تلك الفترة، أدى ذلك لوجود الحاجة للمواد المطبوعة وبالتالي انتشار الرسم الجرافيكي في أوروبا بشكل أوسع.

٦- أول آلة طباعة من الحديد:

برز رجل الدولة والعالم تشارلز ستانهوب ببنائه أول طابعة مصنوعة من الحديد بشكل كامل، وذلك في حوالي عام ١٨٠٠ ميلادي. أدى هذا الإنجاز إلى تحسن جودة المنشورات الورقية وذلك بسبب صلابة الحديد عوضاً عمَّا كانت عليه في الخشب. وبهذا فإنَّ الإنتاجية الكلية تحسنت بمعدل الوسط، حيث كانت آلة الطباعة الخشبية تعطي ٢٠٠ ورقة في الساعة، فقد كانت آلة الحديد تعطي ٢٥٠ ورقة مطبوعة على الوجهين في الساعة بالاستعانة مع عاملين فقط.

الشكل (5): أول طابعة من الحديد

٧ – اختراع فأرة الحاسوب:

وخلال 100 سنة تقريباً قام العديد من الأشخاص بإضافة لمستهم والتي ساهمت في تطور التصميم الجرافيكي بشكل كبير. إلا أن اختراع العالم دوجلاس إنجلبرت لأول فأرة للحاسوب في عام 1969 ميلادي مهد الطريق لأداة التصميم الجرافيكي المستقبلية.

الشكل (6): العالم دوجلاس إنجلبرت مع أول فأرة للحاسوب

٨– اختراع حاسوب ماكينتوش:

أصدرت شركة آبل في عام 1984 ميلادي أول حاسوب تجاري يحوي واجهة مستخدم بشكل أنيق، والذي يحتوي على الرسومات النقطية. وكان هذا الاختراع بداية الثورة في عالم التصميم الجرافيكي.

الشكل (7): حاسوب ماكينتوش

٩ – إصدار أول نوع من برنامج فوتوشوب:

بدأ مطورو البرنامج وهم الأخوة توماس وجون نول في عام ١٩٨٧ بالعمل على تصميم برنامج للفوتوشوب. وأُطلق الإصدار الأول في عام ١٩٩٠ حيث كان البرنامج معداً للتلاعب بالصور، والتي يتم مسحها عبر الماسح الضوئي (السكنر) والذي كان باهظ الثمن و نادراً في تلك الأيام.

الشكل (8): برنامج الفوتوشوب

وهكذا كانت مسيرة تطور التصميم الجرافيكي عبر التاريخ. حاولنا تسليط الضوء على أهم الأحداث التي أثرت بشكل مباشر وملحوظ، فقد قمنا بذكر النقاط الرئيسية فقط، وإذا كنت عزيزي القارئ مهتماً بتفصيل محدد يمكنك مراجعة المصادر فهي غنية بالمعلومات المفصلة.

المصادر :

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا