الطب > طب الأنف والأذن والحنجرة

سلسلة نقص السمع (1) - مقدمة

يعدُّ السمع واحداً من أهم طرق تواصلنا مع العالم الخارجي، فهل لنا أن نتخيل حجم المشاكل التي قد نقع فيها لو فقدنا هذه الحاسة الأساسية. في مقالنا هذا الذي سيتبعه سلسلة من المقالات سنتناول نقص السمع وأسبابه المتعددة عند الأطفال والبالغين وطرق العلاج المختلفة التي تتطور سريعاً يوماً بعد يوم. فلنبدأ بلمحةٍ سريعةٍ عن حاسة السمع ونقص السمع بشكلٍ عام.


حقائق مهمة:

- يعاني حوالي360 مليون شخصٍ في العالم من فقدان السمع بحسب منظمة الصحة العالمية (who).

- يمكن أن تؤدي الأمراض المعدية مثل التهاب السحايا والتهابات الأذن المزمنة إلى نقص سمع، ومن الأسباب الشائعة الأخرى التعرض للضجيج وإصابات الأذن و التقدم في السن و استخدام أدويةٍ سامةٍ للأذن وقد يكون نقص السمع كذلك وراثياً أو نتيجةً لإصابة الأم بالحصبة الألمانية Rubella أثناء الحمل.

- يمكن الوقاية من نصف هذه الحالات عن طريق التشخيص المبكر واتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية.

- كمية المعينات السمعية المنتجة حالياً تؤمِّن أقل من 10% من الاحتياجات العالمية.

ماهو نقص السمع ؟

هو فقدان السمع بطريقةٍ تمنع الشخص من استقبال كامل الأصوات عبر الأذن، إن كان نقص السمع خفيفاً سيواجه الشخص صعوبةً في سماع الأصوات البعيدة أو الخافتة، ومن الممكن أن يستخدم الشخص الذي يعاني من هذه الدرجة من نقص السمع معينةً سمعيةً لتضخيم الصوت، أما إذا كان الشخص يعاني من نقص سمعٍ شديدٍ فربما لن يكون قادراً على تمييز أي أصوات.

كيف نسمع ؟

تقسم الاذن لثلاثة أقسام:

1-خارجية

2-متوسطة

3-داخلية

الأذن الخارجية: تتضمن مجرى السمع و غشاء الطبل، ينتقل الصوت عبر مجرى السمع ليصطدم بغشاء الطبل مسبباً حركته.

الأذن الوسطى: هي الفراغ خلف غشاء الطبل ويحتوي على ثلاث عظيمات، المطرقة و السندان و الركابة، هذه السلسلة من العظام الصغيرة متصلة بغشاء الطبل بإحدى نهايتيها وتفتح على الأذن الداخلية بالنهاية الأخرى، إن اهتزازات غشاء الطبل تسبب اهتزاز هذه العظيمات و التي بدورها تسبب حركة السوائل داخل الأذن الداخلية.

إن حركة السوائل في الأذن الداخلية أو الحلزون، تسبب تغيراتٍ في بنىً صغيرةٍ تدعى الخلايا المشعرة، تؤدي حركة هذه الخلايا إلى إرسال إشاراتٍ من الأذن الداخلية إلى العصب السمعي ومنه إلى الدماغ، يترجم الدماغ هذه الموجات الإلكترونية كصوت.

أنواع نقص السمع و أسبابه:

1-نقص السمع التوصيلي: (conductive hearing loss) يتظاهر هذا النمط من نقص السمع عندما لا يصل الصوت بشكل فعَّالٍ عبر الأذن الخارجية إلى غشاء الطبل و العظيمات السمعية للأذن الوسطى. يعاني المصاب بنقص السمع التوصيلي من صعوبةٍ في سماع الأصوات أو خفوت الأصوات. وهذا النوع من نقص السمع بإمكاننا تصحيحه عبر الأدوية أو الجراحة.

أسبابه:

• سوائل في الأذن الوسطى نتيجة الإصابة بنزلات البرد.

• التهاب أذن وسطى.

• حساسية.

• سوء وظيفة نفير أوستاش.

• انثقاب غشاء الطبل.

• أورام حميدة.

• سدادة صملاخية.

• التهاب مجرى السمع ( التهاب أذن خارجي).

• أذن السبَّاح ( التهاب أذن خارجية).

• تواجد جسم أجنبي بالأذن.

• غياب أو تشوه الأذن ( خارجية أو مجرى السمع أو الأذن الوسطى).

2- نقص السمع الحسِّي العصبي SNHL Sensorineural Hearing Loss

يتظاهر هذا النوع من نقص السمع عند إصابة الأذن الداخلية ( القوقعة) أو الطريق العصبي من الأذن الداخلية إلى الدماغ، هذا النوع من نقص السمع غالباً غير قابلٍ للعلاج سواءً دوائياً أو جراحياً و هو أشيع أنواع نقص السمع الدائم.

ينقص نقص السمع الحسِّي العصبي القدرة على سماع الأصوات المعتدلة، وتبدو الأصوات المرتفعة أيضاً غير واضحة.

أسبابه:

• أدوية سامة للأذن.

• نقص السمع الوراثي.

• التقدم بالعمر.

• رض على الرأس.

• تشوُّه بالأذن الداخلية.

• التعرُّض لأصواتٍ مرتفعة.

3- نقص السمع المختلط Mixed Hearing Loss:

في بعض الأحيان قد يترافق نقص السمع التوصيلي مع نقص السمع الحسي العصبي، بعبارة أخرى هناك أذية للأذن الخارجية أو الوسطى بالإضافة إلى الأذن الداخلية ( القوقعة) أو العصب السمعي. عند ترافق هذين النوعين من نقص السمع يطلق عليه نقص السمع المختلط.

كيف يمكن تشخيص نقص السمع ؟

هناك عدة أنواعٍ من الاختبارات التي يمكن من خلالها تقييم نقص السمع نذكر منها :

• تخطيط السمع بالنغمة الصافية.

• اختبار الكلام.

• فحوص الأذن الوسطى.

• تخطيط جذع الدماغ.

• البث الصوتي الأذني.

المصادر:

هنا

هنا

حقوق الصورة:

مبادرة "الباحثون السوريون"

(تصوير وتعديل الصورة: كنان المصري)