الطب > متلازمات طبية

49_ متلازمة ما قبل الطمث PMS

تُعرَف هذه المتلازمةُ أيضاً بالمتلازمة السابقة للحيض Premenstrual Syndrome وهي عبارةٌ عن مجموعةِ الأعراضِ الجسديةِ والنفسيةِ التي تشكو منها الإناثُ في سنِّ النشاطِ التناسلي قبيل وفي أثناءِ الدورةِ الشهريةِ. تشتملُ متلازمةُ "ما قبل الطمثِ" على مدىً واسعٍ من الأعراضِ، منها: تقلّباتُ المزاج، ألمٌ في الثديين، تعبٌ جسدي، إحباطٌ، سرعةُ الغضب. تعاني ثلاثٌ من كل أربعِ نساءٍ من تلك الأعراض.

وغالباً ما تَظهر الأعراضُ وفقاً للنمط المعتادِ لدى كلِّ امرأةٍ، إلا أنّ التغيراتِ الجسديةَ والعاطفيةَ ذاتَها قد تحدث بدرجاتٍ متفاوتةٍ من الحدة. قد تساعد العلاجاتُ الدوائيةُ إلى جانب التغييراتِ في نمط الحياة في التقليل من تلك الأعراض.

الأعراض:

تغيراتٌ عاطفيةٌ وسلوكيةٌ، وتشمل:

• التوترَ والقلق

• المزاجَ المحبَطَ (اكتئاب)

• نوباتِ البكاء

• التقلّباتِ المِزاجيةَ: ومنها سرعةُ الغضبِ أو الحساسيةُ الزائدة

• تقلباتِ الشهيةِ واشتهاءَ أنواعٍ معينةٍ من الطعام

• الأرق

• الميلَ إلى الانعزالِ عن الآخرين

• ضعفَ القدرةِ على التركيز

تغيراتٌ جسديةٌ، وتشمل:

• ألمَ المفاصلِ أو العضلات

• الصداع

• الإعياءَ والتعب

• اكتسابَ الوزنِ العائدَ إلى استردادِ الجسمِ للماء

• انتفاخَ البطن

• ألمَ الثديين

• ظهورَ حبِّ الشباب

• الإمساكَ أو الإسهال

يُعتبَر الألمُ الجسديُّ والضغطُ النفسيُّ لدى بعضِ النساءِ عاملَين كفيلين بالتأثير سلباً على النشاطات اليوميةِ، وبصرف النظرِ عن حدّة الأعراضِ، فإن جميعَها تختفي بمرور أربعةِ أيامٍ من الحيض لدى معظمِ النساء.

المسببات أو العوامل المؤهّبة:

المسبباتُ المباشرةُ لهذه المتلازمةِ غيرُ معروفةٍ؛ إلا أنّ عدةَ عواملَ قد تساهم في ظهور تلك الأعراضِ، ومنها:

• التغيراتُ الدوريةُ في مستويات الهرمونات بالجسم.

• تغيراتٌ كيميائيةٌ في الدماغ؛ حيث أنّ التقلباتِ في مستوى الناقل العصبي السيروتونين والمعروف بامتلاكه دوراً أساسياً في تحديد الحالةِ المزاجيةِ، قد تكون سبباً مباشراً في تحفيز أعراضِ المتلازمةِ السابقةِ للحيض. فقد تؤدّي مستوياتُ السيروتونين المنخفضةُ بشكل مباشرٍ إلى الاكتئاب السابقِ للطمث، إلى جانبِ التعبِ وتقلباتِ الشهيةِ ومشاكلِ النوم.

• الاكتئاب: إنّ بعضَ النساءِ اللواتي يعانين من متلازمة ما قبلَ الطمثِ ذات الأعراضِ الحادةِ جداً، قد يكون لديهنّ أيضاً اكتئابٌ لم يتمّ تشخيصُه. إلا أنّ الاكتئابَ بمفرده لن يتسبب بجميعِ أعراضِ المتلازمة.

الفحوصات والتشخيص:

ليست هناك نتائجُ جسديةٌ أو مخبريةٌ تؤكد التشخيصَ النهائيَّ لمتلازمة ما قبلَ الطمثِ، إنما قد ينسِب الطبيبُ أعراضاً معينةً لهذه المتلازمة إذا ما كانت جزءاً من النمط السابقِ للطمث المعروفِ لدى تلك المريضة. وللمساعدةِ في معرفة ذلك النمطِ، قد يقوم الطبيبُ بتدوين العلاماتِ والأعراضِ على السجل الطبيِّ للمريضة على الأقل لدورَتين طمثيّتين متتاليتين. لذا يجب على المريضة معرفةُ أول يومٍ بدأت فيه بملاحظة هذه الأعراضِ، وأولِ يومٍ اختفت فيه، إضافةً إلى معرفتها لموعد بدايةِ ونهايةِ العادة الشهرية.

العلاجات:

عند العديدِ من النساء يكون تغييرُ نمطِ الحياةِ كافياً للتخفيف من أعراض المتلازمةِ، ولكن بناءً على حدة الأعراضِ قد يلجأ الطبيبُ لوصف دواءٍ أو اثنين لهذا الغرض. وقد تختلف قدرةُ الدواءِ في تخفيف الأعراضِ من سيدة لأخرى.

تنتمي الأدوية التي توصَف عادةً لأعراض المتلازمةِ السابقةِ للحيض إلى أيٍّ من الفئات التالية:

• مضاداتِ الاكتئاب: من زمرة مثبطاتِ عَودِ التِقاطِ السيروتونين الانتقائيةِ وتُعرَف اختصاراً بأدويةSSRI ، لها دورٌ فعالٌ في التقليل من التقلباتِ المزاجية. تعتبر أدويةُ SSRI الخطَّ العلاجيَّ الأولَ لمتلازمة ما قبل الطمث ذاتِ الأعراضِ الحادة، تؤخذ هذه الأدويةُ غالباَ بشكلٍ يومي، إلا أنّها قد تُوصَف لبعض النساءِ لمدة أسبوعين فقط قبل موعد الطمث.

• مضاداتِ الالتهابِ اللاستيروئيدية NSAIDs، تؤخذ قبل أو مع بدءِ الطمث، وتشمل: أيبوبروفين ibuprofen، أو نابروكسين naproxen، وهي تزيل المغصَ وألمَ الثديين.

• مدرّاتِ البول: في حال كان التمرينُ الرياضيُّ والتقليلُ من تناول الأملاحِ غيرَ كافيَين في التخفيف من زيادة الوزنِ والانتفاخِ التابعِ لمتلازمة ما قبل الطمثِ، فإن تناولَ مدرّاتِ البولِ قد يساعد الجسمَ في التخلص من كميات الماءِ الزائدةِ والتخفيفِ من هذه الأعراض.

• موانعِ الحملِ الهرمونية: تمنع عمليةَ الإباضةِ، ومن ثَمّ تزيل أعراضَ هذه المتلازمة.

التغييرات في نمط الحياة:

التعديل على الحِمية أو الطابع الغذائي، ومن ذلك:

• تناولُ وجباتٍ أصغرَ وأكثرَ تكراراً على مدار اليومِ للتخفيف من الشعورِ بالانتفاخ.

• التقليلُ من تناول الأملاحِ والأطعمةِ المملّحةِ للتخفيف من الانتفاخ واستردادِ الجسمِ للسوائل.

• اختيارُ الأطعمةِ الحاويةِ على السكريات (الكربوهيدرات) المعقّدةِ، كالفواكه والخضرواتِ والحبوب.

• اختيارُ الأطعمةِ الغنيةِ بالكالسيوم: إذا كانت السيدةُ المصابةُ بالمتلازمة تعاني من عدم تحمّلِ مشتقاتِ الحليب، أو لا تتناول كميةً كافيةً من الكالسيوم في غذائها اليوميِّ فإنّ إضافةَ مكمّلاتِ الكالسيوم قد تفي بالغرض.

• تجنبُ تناولِ الكافيين أو المشروباتِ الكحولية.

إضافة التمرينِ الرياضيِّ إلى الروتينِ اليومي:

القيامُ بتمرين رياضيٍّ كالمشيِ أو الركضِ أو ركوبِ الدرّاجةِ الهوائيةِ أو السباحةِ وغيرِها لمدة نصفِ ساعةٍ في معظم أيامِ الأسبوع (الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية هو خمسة من سبعة أيام). يساعد ذلك في تحسين الصحةِ عموماً والتخفيفِ من أعراض المتلازمةِ على وجهِ الخصوصِ، كالشعور بالتعب أو الإحباط.

التقليل من الضغط الجسديِّ والنفسي:

وذلك عن طريق..

• الحصولِ على كميةٍ كافيةٍ من النوم.

• القيامِ بالتمارين المُرْخيةِ للعضلات، أو أخذِ نفسٍ عميقٍ للتقليل من الصداع والقلقِ واضطراباتِ النوم (كالأرق).

• القيامِ بتمارين اليوغا أو التدليكِ لغرضِ الاسترخاء والتقليلِ من الضغط.

كذلك يمكن القيامُ بتسجيل أعراضِ المتلازمةِ لعدة شهورٍ، وذلك قد يكشف عن العوامل المحفزةِ للأعراضِ ومواقيتِ تلك الأعراض، مما يساعد المصابةَ على اتّباعِ استراتيجياتٍ معينةٍ للتقليل من حدوثِها أو تخفِيفها.

تناولنا في هذا المقال:

- تعريفاً بمتلازمة "ما قبل الطمث"

- الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية لها

- المسبّبات المحتملة وكيفية تشخيصها

- العلاجات الدوائية وغير الدوائية المستخدمة للتخفيف من أعراض المتلازمة

- أهمية تغييرات نمط الحياة، كتعديل الحمية الغذائية وتخفيف التوتر، في تحسّن الأعراض.

المصدر:

هنا