الطب > السرطان

سرطان الثدي من الألف إلى الياء (الجزء الثاني)

• تحديد المرحلة:

يصف هذا المصطلحُ انتشارَ السرطانِ في جسد المريض وهو مبنيٌّ على ما إذا كان السرطانُ غازياً أو غيرَ غازٍ، وحجم الورم وإصابة العقد اللَّمْفيّة وعددها وفيما إذا كان قد أعطى نقائلَ بعيدة إلى أعضاء أخرى في الجسم.

تُعتبر مرحلةُ الورمِ عاملاً حاسماً في تقرير خياراتِ العلاجِ، وتحديدِ إنذارِ المريض.

يتم تحديدُ المرحلةِ بعد تشخيصِ السرطان. وللقيام بتحديدِ المرحلةِ يمكن أن يقومَ الطبيبُ بطلبِ اختباراتٍ مختلفةٍ متعددة، بما فيها اختباراتٌ دمويةٌ وصورةُ الثّديِ الشعاعيةُ (ماموغرام) وصورةُ صدرٍ بسيطةٌ، وتصويرُ عظامٍ وتصويرٌ طبقيٌّ محوريٌّ أو تصويرٌ مقطعيٌّ مُطلِقٌ للبوزيترون PET.

العلاج:

• يحتاج علاجُ سرطان الثديِ إلى فريقٍ متخصصٍ مؤلّفٍ من طبيب أورامٍ وطبيب أشعةٍ واختصاصيٍّ في جراحة الأورام، إضافةً إلى ممرضةٍ متخصصةٍ وطبيبِ تشريح مرضيٍّ وطبيب تجميل، وقد يحتوي الفريقُ أيضاً على اختصاصيِّ تغذيةٍ وطبيبٍ نفسي واختصاصِيِّ علاجٍ فيزيائي.

• هناك عدةُ عواملَ يجب أخذُها بعين الاعتبار عندما يقرر الفريق الطبيُّ المختصُّ علاجَ مريضة مصابة بسرطان الثدي ونوعَ هذا العلاج، أهمها:

a. نوعُ أو نمط هذا السرطان.

b. مرحلةُ وتصنيف الورم (كما ذكرنا سابقاً).

c. حساسيةُ الخلايا السرطانيةِ للعلاج الهرموني.

d. الحالةُ العامةُ للمريضة (قد لا تتحمل بعضُ المريضات نوعاً معيناً من العلاج).

e. رغبةُ المريضة بنوعِ الإجراء المتّبَع في العلاج، فقد لا توافق كل المريضات على العلاج الجراحي أو الكيميائي أو الإشعاعي!!

العلاجات الأساسية لسرطان الثدي:

1. الجراحة.

2. العلاج الكيميائي.

3. العلاج الإشعاعي.

4. العلاج الهرموني.

5. العلاج الحيوي.

1. الجراحة surgery:

a) استئصال الكتلة Lumpectomy: يتم هنا استئصالُ الكتلةِ الورمية فقط مع قليلٍ من الأنسجة السليمة المحيطةِ بها، وتُدعى بالجراحةِ المحافظةِ على الثدي Breast-Sparing، وتُستخدم هذه الطريقةُ عندما يكون الورمُ صغيراً ويكون الجراحُ متأكداً من قدرته على استئصالِه كلياً دون بقايا.

أشار باحثون بريطانيون في تقريرٍ لهم أنّ (عشرين بالمئة) 20% من المريضاتِ اللاتي خضعنَ للجراحة المحافظة بدلاً من استئصال الثديِ الكاملِ احتجْنَ لإعادة الجراحة مرةً أخرى.

b) استئصال الثدي Mastectomy: لها نوعان؛ البسيطةُ والجذريّةُ. تتضمن جراحة استئصالِ الثديِ البسيطةُ إزالةَ كلٍّ من الفُصيصات والقُنَيّات والنسيجِ الشحمي مع الحلَمةِ واللّعوةِ حولها وبعض الجلد، أما الاستئصالُ الجذريُّ للثديِ Radical Mastectomy فإضافةً لما سبق يجري استئصالُ عضلات جدارِ الصدر والعقدِ اللمفية في الإبط.

تشير الدراساتُ إلى أنّ العديدَ من السيدات الصغيرات في السن يفضّلنَ استئصالَ الثديِ السليم إضافة إلى الثديِ المصاب بالسرطان بسبب الخوف، ولكن لسوء الحظ أنّ هذه الإجراءَ لا يحسّن معدّلاتِ البُقْيا!!

c) خزعة العقدة الحارسة sentinel node biobsy: تدعى العقدةُ اللمفيةُ الأولى التي ينتقل إليها الورمُ بالعقدة الحارسة، حيث يتم أخذُ خَزْعةٍ منها، وتشير إصابتُها إلى التنبّؤ ببدء انتشار الورم إلى باقي العقدِ اللمفية في الجسم.

d) جراحة إعادةِ تصنيعِ الثدي: تهدف إلى إعادة هيكلة الثدي بعد الجراحةِ الاستئصالية. يمكن إجراء هذه العملية في نفس عملية الاستئصال؛ حيث تُستعمَلُ زرعاتٌ صناعية أو شرائحُ نسيجيةٌ من عضو آخر في جسم المريضة.

2. العلاج الكيميائي Chemotherapy:

يهدف إلى قتلِ الخلايا السرطانيةِ باستخدام الأدويةِ السامّةِ للخلايا، ويُجرى للمريضات اللاتي لديهنّ خطرٌ عالٍ لنُكسِ الإصابةِ أو لديهنّ نقائلُ سرطانيةٌ في الجسم، وهنا يدعى بالعلاج الكيميائيِّ المساعدِ Adjuvant (وهو العلاجُ الذي يُعطى بعد الجراحة، أما العلاجُ الذي يُعطى قبل الجراحةِ فيُدعى Neo-adjuvant).

وتتضمن الآثارُ الجانبيةُ: الغثيانَ والإقياءَ وفقدانَ الشهيةِ والتعبَ وقرحاتِ الفمِ وتساقطَ الشعرِ وزيادةَ احتمالِ الإصابةِ بالإنتانات، ولكنّ معظمَ هذه التأثيراتِ يمكن السيطرةُ عليها بالأدوية الموصوفةِ من قِبَل الطبيب.

من أهم الأدوية الكيميائية المستخدمةِ في علاج سرطانِ الثدي: Doxorubicin، Cyclophosphamide، Docetaxel، Paclitaxel، Carboplatin، Vinorelbine... وغيرها

3. العلاج الإشعاعي Radiotherapy:

يتم توجيهُ كمياتٍ مدروسةٍ ومضبوطة من الأشعة إلى الورمِ لتدمير الخلايا السرطانية. عادةً ما يُجرى العلاجُ الإشعاعي بعد الجراحةِ، مثل العلاجِ الكيميائيِّ للقضاء على الخلايا الورميةِ المتبقّية. تكون مدةُ العلاج في أغلب الحالاتِ حوالي الشهر بعد الجراحةِ والعلاجِ الكيميائي، وتستمر كلُّ جلسةٍ عدةَ دقائقَ وقد تحتاج المريضةُ من ثلاثِ إلى خمسِ جلساتٍ أسبوعياً لمدة ثلاثةِ إلى ستة أسابيع.

قد تظهر على المريضة بعضُ الأعراضِ الجانبية خلال جلساتِ الأشعةِ مثلَ: التعبِ والوهنِ وتورّم العقد اللمفية، إضافةً إلى اغمِقاق لون الجلدِ والحكّة.

4. العلاج الهرموني:

يُستَخدَم هذا العلاجُ عندما يكون سرطانُ الثدي حساساً للهرمونات (البروجسترون والإستروجين)، وعادةً يكون بعد الجراحةِ، ولكنْ قد يُستخدم قبل الجراحةِ لتقليص حجمِ الورم مما يسهّل استئصالَه.

وفي حال عدم تحمّلِ المريضةِ للجراحة والعلاجِ الإشعاعي والكيميائي لأسبابٍ صحيةٍ يبقى هذا العلاج هو الخيار الوحيد لها.

من أهم الأدوية الهرمونية المستخدمة: Tamoxifen، مثبطات خميرة الأروماتاز (مثل Anastrazole، Letrozole..).... وغيرها

5. العلاج الحيوي (الهدفي):

a) Trastuzumab (Herceptin®): يدمر الخلايا السرطانيةَ ولكن بشرط أن تكونَ إيجابيةً لمستقبلاتِ HER2، وتتضمن الآثارُ الجانبيةُ له: طفحاً جلدياً وصداعاً وأذيةً قلبية.

b) Lapatinip (Tykerb®): يُستعمل لعلاج النقائلِ المتقدمةِ والمنتشرةِ في الجسم، وذلك في حال عدم الاستجابة للدواء السابق، وتتضمن الآثارُ الجانبية هنا: آلاماً في اليدين والقدمين وطفحاً وتقرّحاتٍ في الفم إلى جانب الإسهالِ والتعب.

c) Bevacizumab (Avastin®): يمنع الورمَ السرطانيَّ من تشكيل أوعيةٍ دموية جديدة وبذلك يحرمه من المغذّيات والأوكسجين وبالتالي يتنخّر ثم ينكمش ويموت، ولكنّ الآثارَ الجانبيةَ هنا قد تكون خطيرةً جداً متضمّنةً إصاباتٍ قلبيةً وكلويةً وارتفاعَ الضغطِ الشرياني. بالرغم من عدم موافقة إدارةِ الأغذيةِ والأدويةِ الأمريكيةِ FDA عليه واعتبارِه غيرَ فعّالٍ وغيرَ آمنٍ في علاج سرطانِ الثدي، لكن لا يزالُ بعضُ الأطباءِ يصفونه بشكل غير رسمي!!

أظهرت بحوثٌ أُجريَت على فئران التجاربِ أنّ استخدامَ جرعاتٍ منخفضة منتظمة من الأسبرين قد يوقِف نموَّ وانتشارَ سرطان الثدي.

تعطي هذه الأبحاثُ أملاً واعداً ولكنها ما زالت في مرحلة مبكرة جداً من التجارب، ولم تثبُت فعاليتُها عند الإنسانِ حتى الآن..

• الوقاية من سرطان الثدي:

هنا: هنا

هنا: هنا

ويمكن الاطّلاعُ على مقالنا حول العلاج الوقائي الكيميائي لسرطان الثدي هنا:

هنا

المصدر:

هنا

حقوق الصورة:

لمبادرة "الباحثون السوريون"

(المصمم كنان المصري)