علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

حقيقة: أنت لا تظهر للآخرين كما تعتقد!

وفق دراسةٍ جديدةٍ أُقيمت في جامعة ويلز الجنوبية في أستراليا (UNSW)؛ نحن لا نستطيعْ تمييز أنفسِنا في الصور جيدًا، ومن الأفضل طلبُ مساعدة الآخرين في اختيار صورنا الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها إنْ رغبنا في أن نظهر بأقرب ما يمكن إلى الحقيقة...

وفي سياق البحث عن طرقٍ جديدةٍ لتحسين آليات التعرّف على الصور والوجوه وجد الباحثون أنّ الأشخاص أسوأ (بمقدار 7% على الأقل) من غيرهم في التعرّف على صورهم الشخصية وتقاربها مع وجوههم كما تبدو للآخرين، ورغم أنّ ذلك يبدو منافيًا للعقل بأنّ غريبًا نظر إلى صورتِكَ لأقلِّ من دقيقةٍ يستطيعُ مقارنة التشابه مع وجهك على نحوٍ أفضل منك؛ إلا أنّ هذا هو الواقع حسب رأي الدكتور دافي وايت القائم على هذه الدراسة ويكمل قائلاً: "برغم رؤيتِنا لأنفسنا خلال المرايا عدّة مراتٍ في اليوم إلا أنّ هذا يؤدي إلى التداخل بين ذاكرتنا وبين ما نبدو عليه حقًا."

خلال الدراسة، طلب الفريق من (130) طالبًا جامعيًا تحميل (10) صورٍ شخصية لهم من _فيسبوك_ و ترتيبها من أقربها لما يظنون أنها صورتهم الحقيقية على أرض الواقع إلى أبعدها، ثم طلبوا منهم رفع فيديو شخصيٍّ لهم مدّته دقيقةً واحدة وأخذ صورتين لهم منه إحداها في وضع الابتسام والأخرى عادية.

وعلى هذا تم الطلب من (16) شخصًا لا يعرفون المتطوعين ترتيبَ الصور من فيسبوك، كما طلبوا من (73) شخصًا آخرين (على الانترنت) ترتيب نفس الصور بحسب ما يبدو عليه المتطوعون في الحقيقة...

وكانت النتيجة بأنْ يكون ترتيبُ الغرباء للصور مغايرًا كليًّا لترتيب الأشخاص لصورهم، كما كان أدقَّ بنسبة 7% من عملية المطابقة على الانترنت.

ولكن لماذا ؟

تعود هذه الظاهرة إلى نفس ما يحدث عندما نسمع أصواتنا مسجّلةً ونستغرب من تَغيُّرها وابتعادها عما نسمعه داخل رؤوسنا عند التحدّث، فقد أظهرت الدراسات أنّ هذا التأثير ينطبق أيضًا على كلّ ما نفعله من فنونٍ أو كتابةٍ أو موسيقا.

وفي حالتنا هذه؛ فإنّ الصورة التي نراها في مرايانا كلّ يوم هي الأكثر إلفةً لنا وهو ما يجعلنا نفضّل صور السيلفي التي نلتقطها أكثر من الصور التي يلتقطها لنا الآخرون فهي معكوسةٌ أيضًا كما في المرايا.

بالإضافة إلى ذلك وجد الفريقُ أنّ التعرّف على الوجوه ومطابقتها كان أفضلَ عندما كان الشخصُ مبتسمًا في الصورة، حيث اقترح الدكتور وايت أن يُسمح بإظهار التعابير المختلفة في الصور الخاصة بجوازات السفر.

ها نحن الآن لدينا الدليل العلمي لتفسير أيّ الصور نبدو بها أقرب إلى الواقع... فهل سنصل إلى مرحلةٍ نتخلى بها عن صور السيلفي؟

المصادر:

هنا