الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

درنات البطاطا الحلوة للطعم اللذيذ وأوراقها لمزيدٍ من الفائدة

يعد نقص الغذاء ظاهرةً عالميةً يسعى العلماء إلى الحد منها بشتى الوسائل. وهدر الغذاء لا يقتصر على الهدر الحاصل جراء إتلاف كمياتٍ كبيرةٍ من الغذاء الخام أو المصنع بل يشمل أيضاً إتلاف المركبات الغذائية أو عدم الاستفادة من جميع أجزاء النبات القابلة للاستهلاك فالكثير منا يعتبر أن الجذور (الدرنات) في بعض الخضروات مثل الجذر والبطاطا وأمثالها هي الجزء الوحيد القابل للأكل، فعند ذكر البطاطا الحلوة فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو درنات البطاطا الحلوة اللذيذة المشوية على المدفأة ولكن هل درنات البطاطا فقط هو ما نستطيع استهلاكه وما الذي يهدر عند رمي الأوراق.

تعد درنات البطاطا الحلوة مصدراً جيداً لحمض الأسكوربيك (فيتامين C) وعددٍ من فيتامينات المجموعة B التي تعتبر أساسيةً لصحة الإنسان. كما توجد بعض الأجزاء النباتية الأخرى تتصف بارتفاع قيمتها التغذوية والتي يمكن تناولها إضافةً إلى الدرنات. وقد أثبتت العديد من الدراسات وجود الفيتامينات الذوابة في الماء في جذور وأوراق البطاطا الحلوة، لكن المعلومات حول توزعها في أجزاء النبات ما زالت محدودة.

لدراسة هذا التوزع قام كل من Wilmer Barrera وDavid Picha - وهما باحثان في المركز الزراعي في جامعة لويزيانا الحكومية (Louisiana State University Agricultural Center)- بنشر دراسةٍ في مجلة HortScience توضح أن الأوراق الناضجة والفتية في نبات البطاطا الحلوة تستطيع تأمين كمياتٍ مقبولةٍ من فيتامين B6 وغيره من الفيتامينات الأساسية.

حيث عملا في هذه الدراسة على قياس تراكيز كل من فيتامين C (حمض الأسكوربيك) Ascorbic acid، والتيامين Thiamin، والريبوفلافين Riboflavin، وفيتامين B6 في طيفٍ واسعٍ من النسج القابلة للأكل (كالأوراق الناضجة واليافعة، والسويقات، والبراعم بالإضافة إلى النسيج الجذري) لصنفين من أصناف البطاطا الحلوة.

هذا وقد جاءت نتائج الدراسة لتأكد نتائج معظم الدراسات السابقة حول غنى الأوراق بالفيتامينات الذوابة بالماء بل وباحتواء الأوراق والبراعم والسويقات على محتوى فيتاميناتٍ أعلى من محتوى الدرنات (الجذور). حيث احتوت الأوراق الفتية على أعلى تركيز لفيتامين C مقارنةً ببقية الأجزاء وتليها الأوراق الناضجة ثم البراعم ولتأتي الدرنات بالمركز الأخير مقارنةً ببقية الأجزاء. وكذلك الحال مع محتوى الريبوفلافين حيث تواجد في الأوراق أكثر من الدرنات ولكنه كان بتراكيزٍ أعلى في الأوراق الناضجة مقارنة بالفتية.

أما فيما يخص المحتوى الكلي لفيتامين B6 فقد كان متركزاً في الأوراق الناضجة أكثر من الجذور بـ3.4 أضعاف وفي السويقات بمقدار 2.3 ضعف عما عليه في الجذور أيضاً.

هذا ولم تشر التجارب إلى وجود التيامين في النسيج الورقي، وهو ما يخالف نتائج الدراسات السابقة بحسب القائمين على الدراسة وقد أرجع الباحثون احتمالية هذا الغياب إلى الاختلافات بين الأصناف المزروعة.

هذا وقد ختمت الدراسة التي أجراها كل من Barrera و Picha بأن محتوى فيتامين C (حمض الأسكوربيك)، والريبوفلافين، وفيتامين B6 أعلى في الأوراق مقارنةً مع غيرها من أنواع النسج المدروسة وأنه بالإمكان استخدام الأوراق الناضجة والفتية لنبات البطاطا الحلوة لتأمين كميات جيدة من فيتامين B6 للنظام الغذائي كما أشارت إلى إمكانية مقارنة محتوى أوراق البطاطا الحلوة من فيتامين B6 مع غيرها من أنواع الخضار والفواكه التي تعرف بغناها به، كالبروكولي، والأفوكادو، والجزر، والموز، والقرنبيط.

المصدر:

هنا

الدراسة المرجعية:

Wilmer A. Barrera, David H. Picha. Ascorbic Acid, Thiamin, Riboflavin, and Vitamin B6 Contents Vary between Sweetpotato Tissue Types. HortScience, November 2014