العمارة والتشييد > التصميم المعماري

مشروع مستوطنة سكنية على المريخ

تتزايد الأدلّة القوية على وجود الماء بشكل سائل على كوكب المريخ، ولو بشكل محدود جدا وغير دائم الجريان، ولكن هذا يشير إلى احتمالية حياة بشرية في المستقبل على هذا الكوكب. إلى جانب أن كوكب المريخ كان ومازال من أهم القضايا التي تشغل علماء العالم. والآن إمكانية وجود ظروف مناسبة للحياة على المريخ ناهيك عن فرصة وجود نوع من أنواع الحياة تؤدي إلى ضرورة التفكير الجدّي بالعمارة المناسبة لسطح هذا الكوكب. وهذا ما بدء به المعماريون فعلياً.

لقد تمّ اختيار التصميم المقترح من قبل Foster+Partners للسكن الذي يعتمد نظام الوحدات على كوكب المريخ من بين 30 منافساً نهائياً لهم في مسابقة تدعى (تحدي الطباعة ثلاثية الأبعاد للسكن) والتي تم تنظيمها من قبل منظمة ناسا والمعهد الوطني للاختراعات الصناعية الإضافية والمعروف باسم America Makes.

تمّ وضع التصميم من قبل فريق من المعماريين بمشاركة مجموعة من الشركاء الصناعيين والأكاديميين، ويعرف هذا الفريق باسم GAMMA.

إنها تصاميم من المتوقع أن تحقق سكن متين من خلال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام الثرى الموجود على سطح المريخ.

سوف يتم تسليم المشروع على مرحلتين قبل وصول رواد الفضاء.

المرحلة الأولى: سوف يختار رجال آليون شبه ذاتيي التحكم الموقع بالاعتماد على معلومات لوجستية ستزودها بها طائرات بدون طيار يتم اختبارها الآن في مختبرات ناسا. بعد ذلك ستبدأ الروبوتات بعملية حفر فوهات بعمق 1.5 متراً في أرض المريخ ستشكل مكانا آمنا لتموضع الوحدات السكنية المنفوخة المقترحة في التصميم.

المرحلة الثانية: سيقوم فريق آخر من الروبوتات باستخراج مادة الثرى وصهر مكوناتها لتشكيل قشرة ترابية باستخدام الأمواج الدقيقة (مايكرويف) وهي آليه عمل تقليدية للطباعة ثلاثية الأبعاد. هذه القشرة ستعمل كدرع دائم يحمي المستوطنة من الإشعاع المفرط ودرجات الحرارة الخارجية المتطرفة حيث أن الوحدات السكنية القابلة للنفخ ستوضع داخل الفوهات المحفورة لتشكل نواة المستوطنة.

نظراً للمسافة الشاسعة بين الأرض والمريخ والتأخير في زمن الاتصالات الحاصل نتيجة لهذا البعد، تمّ التخطيط لأن تتم عمليتا الانتشار والبناء بأقل تدخل ممكن من الإنسان، والاعتماد على قواعد وأهداف محددة مسبقاً أكثر من الاعتماد على التعليمات المحددة بشكل متتابع ومتقارب. هذا المنطق يجعل نظام البناء أكثر قدرة على التكيف في حال حصول أي تغيير أو تحديات غير متوقعة، وهي أمور ممكنة جداً لمهمّة بهذا الحجم.

تمّ إيصال ثلاث أنواع من الرجال الآليين إلى سطح المريخ من خلال المظلات يختص كل منها بنوع محدد من المهمات ضمن عملية البناء واسعة النطاق باستخدام مادة الثرى. الحفارة الأكبر تشكل الحفرة الأساسية من خلال حفر الثرى. بعد هذا، يقوم النوع الثاني المتوسط الحجم من الروبوتات بنقل مادة الثرى التي تم استخراجها ضمن الحفر ووضعها فوق الوحدات السكنية –القابلة للنفخ- بشكل طبقات الواحدة تلو الأخرى. يأتي هنا دور النوع الثالث من الروبوتات والتي تستخدم الأمواج الدقيقة (مايكرويف) لصهر مادة الثرى التي تم وضعها فوق الوحدات السكنية لتشكيل قشرة تعمل كدرع دائم يحمي المستوطنة من الإشعاع المفرط ودرجات الحرارة الخارجية المتطرفة كما ذُكِر سابقاً.

إنّ فصل المهام بين العديد من الرجال الآليين ونمط الوحدات المتبع في السكن يعني وجود الكثير من التكرار النمطي في المهام وهذه جيد لأنه في حال حصول فشل أو أي خلل في أي رجل آلي فإن هنالك العديد من الآليين الآخرين المشابهين والمزودين بنفس المهام قادرين على القيام بمهمته. مما يؤدي إلى زيادة فرص نجاح المهمة.

تصميم الوحدات الصغير والمدمج بمساحة (93) متر مربع هو عملية تبدأ بالجمع بين الكفاءة المكانية (قدرة وظروف المكان مناخياً وجغرافياً) مع فيزيولوجيا وعقلية الإنسان (ظروف العيش المناسبة للبشر)، بالإضافة لتداخل المساحات الخاصة والعامة واستخدام مواد إكساء ناعمة ولطيفة وعمل بيئة افتراضية محسّنة والتي تساعد بدورها على الحدّ من الآثار السلبية للرتابة، وتأمين بيئة معيشية إيجابية لروّاد الفضاء.

فاز الفريق سابقاً أيضاً بمسابقة فضائية أخرى حول تصميم قاعدة للقمر من خلال منافسة نظمتها الوكالة الفضاء الأوروبية ESA.

----------------------------------------------------------------------------------------------------

من الواضح أنو استكشاف الفضاء هوي عمل بيتطلب قدر عالي من التكامل بين العلوم ويعتبر خلاصة هالعلوم، ودور المعماري فيه أساسي جدا. بعد ما صارت فكرة إقامة البشر عالمريخ فكرة حقيقية، شو رأيك بفكرة إنك تعيش عكوكب غير الأرض مع عيلتك او رفقاتك؟ وشو برأيك نقط القوة والضعف بهالتصميم؟

شرح الكلمات:

الثرى: هي طبقة من مادة فضفاضة غير متراصة سطحية غير متجانسة، تغطي الصخور الصلبة. وتشمل الغبار والتربة وكسر من الصخور والمواد الأخرى ذات الصلة والموجودة على الأرض والقمر والمريخ وبعض الكويكبات والكواكب والأقمار الأخرى.


المصدر:

هنا

هنا