الكيمياء والصيدلة > كيمياء

أملٌ جديدٌ لعلاج إدمان الكوكايين والكحول

نجح الباحثون في جامعة تكساس بأوستن فى ايقاف الإدمان على الكوكايين والكحول باستخدام دواءٍ مُصرّح به من قبل إدارة الغذاء والدواء الامريكية FDA. يستخدم الدواء حالياً لعلاج ارتفاع ضغط الدم ولو ثبت نجاح الدواء على البشر سيكون الأول من نوعه الذى يمنع الإنتكاس والعودة للإدمان ثانيةً عن طريق محوه للذكريات اللا شعورية المُرتبطة بالإدمان.

اعتقد العلماء فى الماضي أن إدمان المخدرات هو احتياج جسديٌّ فقط وما إن يتم علاج المُدمن من الإدمان فإنه لا يوجد سببٌ يدفعه للعودة للمخدرات ثانيةً سوى ضعف إرادته.

لكن هذا التفسير بدأ فى التراجع منذ السبعينات،ويعتقد اغلب الخبراء حالياً أن إدمان المخدرات مُدفوعٌ جزئياً بذكرياتٍ قويّةٍ ناتجة عن الإشارات الحسيّة المرتبطة بأخذ المخدر. تلك الاشارات والظروف المحيطة التي تعرض لها المُدمن خلال فترة الإدمان كالأشخاص أو الأماكن أو المناظر أو حتى الأصوات،هى التي تنشّط مراكز الإدمان فى دماغه وتؤدي إلى عودته ثانيةً للمخدرات بعد شفائه.وهذا أشبه ما يكون بتجربة بافلوف الشهيرة،عندما حفّز رنُّ الجرس (فى هذه الحالة التعرض للظروف المحيطة بالإدمان) اللعاب لدى الكلب حتى قبل أن يرى أو يشم الطعام.

وقد قامت مجموعة من الباحثين بقيادة الدكتور هيتوشي موريكاوا – المُدرس المُساعد لعلم الأعصاب بجامعة تكساس بأوستن – بتدريب فئران التجارب على الربط بين أخذ المخدر ولون الغرفة سواء كان أبيضاً او أسوداً. لاحقاً عندما تُرِك للفئران المُدمنة حرية الاختيار بين الذهاب الي أيٍّ من الغرفتين اختارت دائماً الغرفة المُرتبطة فى أدمغتهم بالمخدر.

ثم وفي مرحلةٍ لاحقة تمّ إعطاء الفئران المُدمنة جرعةً عاليةُ من عقار الإسراديبينisradipine (وهو دواء يستخدم في علاج ضغط الدم المرتفع) قبل ترك الفئران لتختارإحدى الغرفتين. وعلى الرغم من أن الفئران اختارت الغرفة المُرتبطة بالإدمان في اليوم الأول من التجربة، لكن وفي الأيام اللاحقة كان الإختيار بين الغرفتين عشوائياً تماماً بدون تفضيلٍ للغرفة المرتبطة بالمخدر. في الواقع إن هذا التغير في سلوك الفئران لا يمكن تفسيره سوى بأن ذكريات الإدمان والإشارات المُرتبطة به لم تُكبَح و إنما قد مُحيت تماماً.

وقد صرّح موريكاوا بإن الإسراديبين isradipine قام بمحو الذكريات التي قادتهم لربط غرفة معينةٍ بإدمان الكوكايين أو الكحول" .

يُذكر أن المخدرات بشكلٍ عام تغيّر طبيعة الترابط بين الخلايا العصبية المختصة بالتعلم،وتشكّل ذكريات قوية مُرتبطةً بظروف أو ذكريات أخذ المخدر. حيث يغلق الإسراديبين والخاص أساساً بارتفاع ضغط الدم قنواتً أيونية معينة موجودة في القلب والشرايين وهى كذلك موجودة في الخلايا العصبية،ووجدَ الباحثون أنه وبإغلاق تلك القنوات الخاصة في الخلايا العصبية باستخدام الدواء المُذكور ينعكس هذا الترابط الخاص بذكريات المواقع المرتبطة بالإدمان.

يوجد حالياً العديد من الأدوية التي تساهم فى منع المُدمنين من الإحساس بالنشوة عند أخذ المخدرات وبالتالى تمنعهم من الإدمان. لكن العلاج المُذكور فى هذا البحث سيكون أكثر فعاليةً حسب الدكتور موريكاوا " لاستهدف هذا العقار الذكريات المتصلة بالإدمان وهى التي تدفع المُدمن لأخذ المخدر".

"حيث يأتى المرضى إلى مراكز التأهيل وهم فى حالة إدمانٍ بالفعل" ويضيف " هؤلاء المُدمنون يريدون التوقف عن استخدام المخدر ولكن أدمغتهم مُهيئةٌ على وضع معين. هذا الدواء قد يساعدهم على إزالة حالة الإدمان هذه"

موريكاوا يستكمل ويقول " نظراً لأن الإسراديبين isradipine هو دواءٌ مُصرّح باستخدامه بالفعل من FDA فإن التجارب السريرية على العقار ستكون أسرع من الأدوية الجديدة كلياً غيرالمُصرّحة".

ويبقى هنالك تحدٍ أخير أمام استخدام الإسراديبين isradipine في علاج الإدمان، فعند أخذ جرعاتٍ كبيرة منه ينخفض ضغط دم المريض لذلك سيكون من الضروري أن يضاف للعلاج أدويةٌ أخرى لمنع انخفاض ضغط الدم بشكل حاد.

المصدر

هنا

هنا