الكيمياء والصيدلة > كيمياء

حبوب إلكترونية وبطّاريات قابلة للهضم!

يملك العلماء المعرفة البيولوجية من أجل تصنيع جهازٍ كالحبوب الدوائية الإلكترونية، لكن ما ينقصهم هو المعدّات الإلكترونية (كالبطاريات والدارات الكهربائية) التي لن تسبّب أيّ أذىً في حال التصاقها بأجسامنا.

إنّ فكرة الأجهزة الطبيّة "الصالحة للتناول" ليست جديدة تماماً، فمنذ سبعينات القرن الماضي طلب الباحثون من الناس أن يبتلعوا نماذج أوليّة من أجهزةٍ تقيس درجات الحرارة وغيرها من العلامات الحيوية. وفي الوقت الحالي، تتواجد كاميرات قابلة للهضم تُستخدم في الجراحات الهضمية بالإضافة إلى أجهزة الكشف الحساسّة التي تُستخدم لدراسة كيفية تفكّك الأدوية داخل الجسم.

لقد صرّح كريستوفر بيتينغر Christopher J. Bettinger، بروفيسور علم وهندسة المواد، أنّ الخطر الأساسي يتمثّل في السمّية الجوهرية التي تسبّبها هذه المواد. على سبيل المثال، إذا علِقت البطارية في السبيل الهضمي. لكنّ هذا يمثّل خطراً معروفاً، ويبقى هناك عددٌ من الأخطار المجهولة.

يبحث بيتينغر وغيره من العلماء عن إمكانيّة استخدام المواد المعدنية من الأغذية، وحتّى الأصبغة في الجلد والعين، في الأجهزة الإلكترونية الحيوية. حيث أنّ الأجهزة القابلة للهضم المستخدمة اليوم تُزوّد ببطاريّات جاهزة متوافرة تجارياً on-the-shelf ، تماماً كتلك المستخدمة في الساعات. بينما يسعى بيتينغر لاستخدام بطاريّاتٍ مجزّأة segmented batteries ، حيث تلعب السوائل الطبيعية في الجسم دور الكهارل electrolytes التي تنقل التيار عبر الجهاز. وقد أثبتت التجارب المخبرية أنّ الأجهزة الإلكترونية المبنيّة باستخدام هذه الطريقة يُمكن أن تتحلّل في الماء بمرور 2-3 أشهر.

توجد أدلّة أيضاً على أن تصنيع هذا النوع من "الحبّات الذكية" يُمكن أن يكون فعّالاً من ناحية التكلفة وأنه سينال استحساناً تنظيمياً. حيث مُنِح الضوءُ الأخضر لاستخدام الأجهزة الطبّية القابلة للهضم، وحتّى الحبوب المصنّعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، من قِبل المرضى على الرّغم من خصائصها غير الاعتيادية.

وفيما يخصّ التكلفة، فإنّ أحد أسباب التكلفة المرتفعة للأدوية التقليدية هو أنّ نسبةً قليلة من الحبّة الدوائية في واقع الأمر تُستخدم من قِبل الجسم لإحداث التأثير الدوائي المطلوب. لذلك يعتقد بيتينغر أنّه لو كان بوِسع حبّة إلكترونية أن تقدّم استخداماً أمثل لدواءٍ مرتفع الثمن، عندها يُمكن أن تُخفّض الكمية اللازمة لكلّ مريض من هذا الدواء.

هناك تقدّمٌ سريعّ وملحوظٌ في المواد والاكتشافات التي تُعنى بإيجاد حلولٍ للمشاكل الطبّية، وإذا تمكّن العلماء من تصميم أجهزةٍ للتخلّص من نسبةٍ كبيرة من الأدوية الموجودة حالياً، فإنّ ذلك سيمثّل فتحاً جديداً ومجالاً جذاباً من عرض القيمة. ويقول الباحثون أنّ هذه الأجهزة ستدخل نطاق التجارب على المرضى في غضون السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

المصدر

هنا

الدراسة الأصلية

هنا