الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

To D or not to D... مكملات الفيتامين D، أتناولها أم أتجنبها؟

عندما تم سؤال الدكتور John Young وهوالمدير الطبي لمركز Young Foundational Health Center في فلوريدا عن كيفية بقاء الناس بصحة جيدة خلال فصل الشتاء، كانت إجابته غير متوقعة حيث قال: مكملات فيتامين D. إذاً فهو يُشجع على تناول كميات إضافية من الفيتامين D عبر المكملات الغذائية (قد تصل إلى 10000 وحدة دولية) والتي قد تزداد جرعتها عند الأشخاص المرضى (40000 وحدة دولية).

على الرغم من أنَّ المنظمات الصحية الوطنية حددت الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين D بين 400 و 1000 وحدة دولية، إلا أنه خلال السنوات الماضية لم يكن الدكتور Young الوحيد الذي نصح بزيادة الجرعات لزيادة فعالية الفيتامين D، فقد برز لهذا الفيتامين العديد من التأثيرات الصحية الهامة فهو يقلل منخطر الإصابة بهشاشة العظام وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، والتصلب المتعدد، وحتى الأنفلونزا الموسمية، وفقاًHarvard School of Public Health. يقول الباحث Michael Holickمن جامعة Boston "تحوي كل خلية في الجسم مستقبلات لفيتامين D، مما يؤكد أن كل خلية هي بحاجة لهذا الفيتامين لضمان أقصى قدر من الصحة الخلوية".

بالمقابل نشرت مجموعة من الباحثين في يناير/كانون الثاني عام 2014 مقالاً مرجعياً حول فيتامين D، يؤكد ضرورة اعتماد نهج أكثر توازناً في الترويج لمكملات الفيتامين D.

إذاً هل تناول مكملات الفيتامين D بكيمات كبيرة ضروري أم أنه مجرد دعاية... لنتابع معاً...

إنّ الفيتامين D هو في الواقع هرمون مصدره الأساسي في الجسم، حيث ينتج عبر اصطناعه في الجلد نتيجة التعرض لأشعة الشمس. لذا يؤكد الدكتور Young على أن الجسم يصبح غير قادر على تأمين حاجته الأساسية من الفيتامين خلال أشهر عديدة من السنة (فصل الشتاء)، ويصبح فيتامين D حينها متاحاً فقط من خلال الطعام والمكملات الغذائية. وهذا ما دفع العديد من الباحثين من بينهم الدكتور Young إلى تحفيز تناول المكملات الغذائية من الفيتامين D من قبل كافة الأشخاص للحفاظ على مستوى محدد من هذا الفيتامين نظراً أيضاً لصعوبة اتباع نظام غذائي غني بفيتامين D الذي يتواجد في عدد محدود من المصادر الغذائية تشمل الأسماك الزيتية مثل السلمون و الألبان المدعمة ومنتجات الحبوب.

بالمقابل

نشر Mark Bolland مقالاً مرجعياً حول فوائد فيتامين D بيَّن فيه أن مكملات فيتامين D تقلل من خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان أو كسور العظام بنسبة لا تتجاوز15%، على عكس المزاعم السابقة.

وبحسب رأي Bolland وزملائه فإن الفوائد الصحية للمكملات الغذائية صغيرة لدرجة أنهالا تتناسب مع الكلفة الإجمالية التي يتم انفاقها سنوياً عليها.

بالنتيجة

لاتعتبر مكملات الفيتامين D أول العناصر الغذائية التي أثارت حولها جدلاً كبيراً فقد اعتبرت الفيتامينات A و E من المكملات الأساسية لفترة زمنية طويلة إلا أنها فقدت شهرتها بسبب عدم توصل الباحثين لنتائج وفوائد واضحة. إلا أن أهم العوامل الداعمة لانتشار استعمال مكملات الفيتامين D هي العدد القليل جداً من الدراسات التي أثبتت وجود خطر لدى تناولها بجرعات كبيرة.

تؤكد تقاريرHarvard School of Public Health "يعاني حوالي بليون شخص حول العالم من انخفاض مستويات الفيتامين D في الدم، وينتشر ذلك بين جميع الأعراق والفئات العمرية".

ويؤكدYoung أن الحالة الوحيدة التي يمكن أن يكون تناول مكملات الفيتامين D فيها ضاراً هي عندما تكون مستويات الكالسيوم مرتفعة جداً، ويمكن تجاوز ذلك من خلال مراقبة مستويات الكالسيوم قبل وصف هذه المكملات.

أخيراً يؤكد Holick على أن تناول المغذيات لا يمكن أن يكون علاجاً سحرياً، إلا أنه يقول "حتى لو أن تناول4000 وحدة دولية من هذا الفيتامين في اليوم الواحد قد يكون فعالاً في الوقاية من مرض واحد فقط إلا أن ذلك يعتبر مفيداً للصحة".

المصدر:

هنا