الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

البنكرياس الصناعي والعلاج النهائي للنمط الأول من داء السكّري

يُعدُّ النمط الأولُ من داء السكري أو ما يُعرف أحياناً بـ "سكّري الأحداث" أو "داء سكري الأطفال" من الأمراض الخطيرة والمتزايدة بشكلٍ ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.

يبدأ المرض في سنٍّ مبكّرةٍ حيث يقوم الجهازُ المناعيُّ للإنسان بمهاجمة الخلايا المنتجةِ للأنسولين في البنكرياس (والتي تُعرف بخلايا بيتا)، ممّا يؤدّي إلى نقصِ ثمّ انعدامِ إنتاجِ الأنسولين في الجسم مسبّباً الإصابةَ بالنّمط الأول من داء السكّري، ولسوء الحظ فإنّه لا توجد وسائلُ معروفةٌ للوقاية من الإصابة بهذا الداء.

ويتمُّ التعاملُ مع النمط الأول من داء السكري حاليّاً عن طريق متابعةِ وقياسِ نسبةِ السكر (الغلوكوز) في الدم، ومن ثم حقنِ الكمية المناسبةِ من الأنسولين عدّةَ مراتٍ يومياً، مما قد يسبّب الألمَ لدى الأطفال، وكما يتعذّر تعيينُ الجرعة المناسبة بشكلٍ دقيقٍ بسبب وجود فارق زمني بين وقت قياس نسبة السكر في الدم والوقت الذي يستغرقه امتصاصُ الأنسولين من موضع الحقن ليصل إلى الدم، وبالتالي فقد ازدادت الحاجةُ لإيجاد وسيلة فعّالة لمراقبة نسبة الغلوكوز وضخِّ الأنسولين مباشرةً إلى الدم دون استعمال الحقن ودون وجود هذا الفارق الزمني.

لذلك بدأ الباحثون بتطوير خوارزميّة تستطيع مراقبةَ نسبة الغلوكوز في الدم ومن ثمّ حسابَ النسبة اللازمة من هرمون الأنسولين للحفاظ على مستوى الغلوكوز ضمن مجاله الطبيعي وتقديمها بسرعةٍ وبشكل أوتوماتيكيّ عند الحاجة، وسيتمّ تطبيق هذه الخوارزميّة باستخدام أجهزة صناعيّة وقابلة للزراعة تُعرف بـ "البنكرياس الصناعي"، حيث يقوم هذا الجهاز - وبمساعدة الخوارزميّة - بقياس نسبة السكر، وضخِّ الأنسولين إلى الدم دون تأخير ودون أيِّ وخز من الإبر، مشابهاً في ذلك طريقةَ عمل البنكرياس الطبيعي لدى البشر الأصحّاء، ويُظهر الجهازُ نتائجَ مُبشّرةً حتّى الوقت الحالي، حيث استطاع الجهازُ أن يُحافظ على مجال نسبة السكر الطبيعيّة في الدم لحوالي 80% من الوقت عند المريض، شاملاً بذلك أوقات الارتفاع السريع لنسبة الغلوكوز بعد الوجبات أو خلال النوم .

وقد صرّح الباحثون أنّهم على وشك اختبار الجهاز على الحيوانات قريبًا، ومن ثم البشر وبعد ذلك سيبدأ طرحُ الجهاز في الأسواق خلال السنوات القادمة .

المصادر:

هنا

هنا

حقوق الصورة:

www.shutterstock.com