البيولوجيا والتطوّر > التقانات الحيوية

التعديل على الأجنة البشرية| فريق من معهد Francis Crick في لندن يطلبون الإذن لاستخدام CRISPRCas9 في الأبحاث الأساسية

لا يزال التعديل الجيني يثير الكثير من الجدل حول العالم منذ إعلان فريق صيني إجراءهم تجارب في هذا المجال على الأجنة البشرية في نيسان/ أبريل الماضي، ومنذ أيام تقدم فريق بريطاني بطلب رسمي للحصول على رخصة لقوننة هذا البحث، فما هي أهميته؟ وكيف سيتم ضبط العملية؟

تقول الباحثة Kathy Nikanالعضو في معهد Farancis Crick أنها طلبت استخدام التعديل الجيني لتقديم "رؤى رئيسة حول التطول المبكر للإنسان" وذلك في 18 أيلول – سبتمبر 2015.

وفي تصريح عبر المعهد، قالت Niakan أنَّ فريقها أراد استخدام التكنولوجيا المبنية على نظام CRISPR/Cas9 وهي تقنية تم تطويرها مؤخراً للتعديل الدقيق على الجينومات، وأصبحت ذات شعبية هائلة في المجتمع البيولوجي. (لمعرفة كيفية عمل هذا النظام يمكن قراءة مقالنا السابق هنا هنا )

يُعدُّ تعديل جينومات أجنة البشر لاستخدام علاجية- مثلاً لاجتثاث مرض جيني- غير قانونيٍّ في المملكة المتحدة، لكن العمل البحثي ممكن تحت رخصة من هيئة التخصيب البشري والأجنة (HEFA). وأكدت الهيئة، التي تنظم علاج الخصوبة وأبحاث الأجنة، أنها قد استلمت الاستمارة الأولى لرخصة التعديل الجيني باستخدام CRISPR/Cas9.

وفي نيسان من هذا العام، كشفت مجلة Nature عن قيام فريق صيني للمرة الأولى باستخدام تقنية CRISPR/Cas9 لتعديل جينومات أجنة البشر. (راجع مقالنا- هنا)

وتضمَّن العمل، آنذاك، محاولاتٍ لتعديل الجين المسؤول عن داء الثلاسيميا بيتا، حيث استخدم البحث أجنة غير حية لم تكن ستؤدي لولادات حية، ولكن بالرغم من ذلك فإن جدلاً كبيراً قد تمَّ إثارته.

وأكد Robin Lovell-Badge، وهو بيولوجي تطوري، لمجلة Nature أنَّه بينما استكشفت الدراسة الصينيِّة إمكانيَّةَ تصحيح خلل جينيٍّ مسبٍّبٍ لمرضٍ ما، فإنَّ عمل Niakan يستهدف طرح أسئلة أساسيَّة أكثر حول تطوُّر جنين الإنسان، ويقول "ليس لدى Kathy نيَّةٌ لخلقِ تغييرات في الجينوم لأهداف تطبيق سريرية".

كما لدى الصين ضوابطٌ للعمل على التعديل الجيني لدى الأجنة، "لكنَّ هذه لا تعد قوانيناً تماماً، وقد يكون هناك غطاءٌ من لجنة أخلاق محلية فقط". على العكس من ذلك، فإذا تمَّ منح الموافقة على طلب الترخيص الخاص بـ Niakan، فإنَّ ذلك سيُعد "الموافقة الأولى من قبل منظمة وطنيَّة"!

أدى تقرير فريق الدراسة الصيني، الذي تمَّ نشره في نيسان 2015، إلى توليد فيضٍ من اللقاءات والتصريحات العلمية التي أدت لجدل كبير بين خبراء القانون حول كيفيَّة أو إذا كان من الواجب وضع حدٍّ للتعديل الجيني في أجنة البشر.

وبعد مدةٍ قصيرةٍ من نشر العمل، أعادت المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة تأكيد منع تمويل أبحاث التعديل الجيني لدى أجنة البشر، وهو منع ينطبق أيضاً على الأجنة غير الحية، كما ذكرت.

لكن في الثاني من أيلول/ سبتمبر 2015، قدمت خمسُ منظماتٍ بحثيةٍ بريطانيةٍ، تشمل مجلس البحث الطبي، بياناً يناقِشُ الاستخدام المستمرَّ للـCRISPR/Cas9 في البحث، حتَّى في أجنَّةِ البشر عندما يكون الأمر قابلاً للتبرير أخلاقياً وقانونياً.

وصرَّحت شبكةٌ من باحثي الخلايا الجذعية والأخلاقيين الحيويين وخبراء القانون تدعى مجموعة Hinxton، بعد أسبوعٍ تقريباً، وبعد اجتماعات في مدينة مانشستر بالمملكة المتحدة، أنَّهم توصَّلوا إلى أنَّ الأبحاث التي تتضمن تعديل الجينوم في أجنة البشر ذات "أهمية هائلة للأبحاث الأساسية"

وفي 14 أيلول/ سبتمبر 2015، أعلن كلٌّ من المجتمع الملكي البريطاني والأكاديمية الصينية للعلوم أنَّهم قد انضموا للجهود المشتركة مع الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم والأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب لاستضافة قمةٍ في كانون الأول/ ديسمبر 2015 حول تعديل الخط الخلوي التكاثري (التعديلات الجينية على الأجنة، البيوض، النطاف)

ومن المُرَجَّح أن يكون تطبيق (HFEA) مراقباً بعنايةٍ من قبلِ الباحثين حول العالم، لأنَّ لهذه الهيئة سمعةٌ عالميةٌ حول التنظيم الدقيق لكن أيضاً المتقدِّم للأعمال المتعلقة بالأجنة البشرية.

تقول Sarah Chan، و هي باحثةُ أخلاقيات حيوية في جامعة إيدنبرغ في المملكة المتحدة، أنَّ هناك ارتباكاً حول ما هو متاحٌ في مختلف أجزاء العالم في ما يختص بتعديل الجينوم البشري. وتكمل، يستطيع التنظيم الجيد أن يساعد في توضيح ما يمكن ولا يمكن للعلماء القيام به. وتقول: "بسبب تاريخها من التنظيم الناجح، تستطيع المملكة المتحدة أن تفيد كنموذج لغيرها من البلدان".

أخيراً، يضيف Lovell-Badge: "بينما أنا متأكد أنَّ الأشخاص في البلدان الأخرى سيهتمون بشكل دقيق بكلٍّ من طريقة تولي (HFEA) لتطبيق هذه الرخصة، وتقدم البحث، في حال اعتُرِفَ به، فإن ذلك لا يستحق هذا الاهتمام في الحقيقة. إنَّ استخدام تقنيات التعديل الجينومي في هذا المضمون يشابه حقيقة استخدام أيِّ طريقة أخرى على الأجنة التي لن تتم زراعتها في المرأة، والتي سيتمُّ تدميرها بعد مدة قصيرة من الزراعة".

المصدر: هنا