الطب > مقالات طبية

الوفياتُ المنسوبةُ إلى المستويات المتدنّية من التعليم

قام الباحثون في جامعات كولورادو ونيويورك وكارولاينا الشمالية بتقديرِ عدد الوفيات ذاتِ العلاقة باختلاف مستوى التعليم، ووجدوا اختلافاً كبيراً للغاية في خطر حصول الوفاة وفقاً لمستويات التعليم.

وأظهرتِ النتائج التي نُشِرَت في الثامنِ من شهرِ تموز في مجلة (PLOS ONE) أنَّ تدني مستوى التعليم قد يكون قاتلاً كالتدخين.

تقول إحدى المشرفات على الدراسة: نحن نركزُ في السياسة الصحية العالمية على تغيير أنظمة السلوك الصحي، مثل النظام الغذائي والتدخين وتناول المشروبات الكحولية، كما ينبغي أن يكونَ التعليمُ أحدَ العناصر الأساسية للسياسة الصحية المتبَّعة في الولايات المتحدة.

تعتبرُ المستويات المتدنية من التعليم أمراً شائعاً، حيثُ أنَّ أكثرَ من 10% من البالغين في الولايات المتحدة والذين تتراوح أعمارهم ما بين 25-34 سنةً لا يمتلكون شهادة الثانوية العامَّة، كما أنَّ أكثرَ من 25% منهم كان قد التحق بالجامعات ولكنهم لم يحصلوا على شهادات التخرج "البكالوريوس".

أظهرت الدراسات أنَّ هنالكَ علاقةً قويَّةً دوماً بينَ مستوى التعليم ومعدل الوفيات، وأكّدت على أنّ وجودَ مستوىً أعلى من التعليم هو مؤشرٌ قويٌّ على طول العمر، وذلك بسبب العديد من العوامل التي تتضمن ارتفاعَ الدَّخل والمكانةَ الاجتماعية (المركز الاجتماعي)، واعتمادَ سلوكياتٍ صحيَّةٍ بشكلٍ أكبر، وتحسناً أكبرَ بالصحة الاجتماعية والنفسية.

وقد بحثَ الفريقُ في بياناتِ أكثرَ من مليون شخصٍ ما بين عامَيّ 1986 – 2006، وذلك اعتماداً على المسح الوقائي للصحة الوطنية ومراكز السيطرة على الأمراض، لتقييم عدد الوفيات الذي يمكن أن يُعزى إلى المستويات المتدنية من التعليم، وتشيرُ التقديراتُ الخاصَّة بالوفيات إلى عدد الأرواح التي كان بالإمكان حفظها لو امتلكَ هؤلاء مستوىً أعلى من التعليم.

كما قام الفريق بدراسة الأشخاص المولودين في الأعوام 1925- 1935- 1945 وذلك لفهمِ آليةِ تأثيرِ مستوياتِ التعليم في الوفيات عبر الزمن، ولاحظوا أنَّ أغلبَ أسباب الوفاة تضمنت الأمراض القلبية الوعائية والسرطانات.

وقدَّر الباحثون عدد الوفيات بين سكان الولايات المتحدة لعام 2010 وفقاً لما يلي: أن يكون المستوى التعليمي أقل من الشهادة الثانوية العامة، وأن يكون لدى الأشخاص تعليمٌ جامعي ولكنهم لم ينالوا شهادة البكالوريوس. وإنَّ زيادة عدد الخريجين من المدارس الثانوية والكليات بالمقارنة مع الطلاب الجدُد تعتبر من الأهداف القابلة للتطبيق.

كما وجدوا بأنَّ هنالِكَ 145.243 حادثةَ وفاةٍ كان بالإمكان تفاديها لدى السكان في عام 2010 فيما لو تابع البالغون دراستهم الثانوية للحصول على شهادة التعليم العام (GED) أو شهادة الثانوية العامة، والذي بالإمكان مقارنته مع العدد التقديري للوفيات التي أمكنَ تجنبها فيما لو كان معدل الوفيات للمدخنين الحاليين هو ذاته منذ عام 2010.

كما كان بالإمكان تفادي 110.086 حادثة وفاة فيما لو تابع الطلاب الجامعيون دراستهم للحصول على درجة البكالوريوس.

وقد ازداد التباين في معدل الوفيات وفقاً لمستويات التعليم بشكلٍ كبيرٍ عبر الزمن. على سبيلِ المثال، انخفضت معدلات الوفيات بشكلٍ طفيفٍ بين طلاب الشهادة الثانوية، بينما انخفضت بشكلٍ أكبر بكثيرٍ بين طلاب الشهادات الجامعية. وكنتيجةٍ لما سبق، فإنَّ تشجيع البالغين على إتمام دراستهم الثانوية ساهمَ بالحفاظ على أرواح ضِعفَي عدد المولودين في عام 1945 مقارنةً بالمولودين في عام 1925.

ولعبت الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية دوراً أكبرَ من الوفيات الناجمة عن السرطان في ملء الثغرات ما بين معدَّل الوفيات ومعدَّل البقاء على قيد الحياة عند الأشخاص المتعلمين، وذلك على الأرجح بسبب التقدم في الوقاية والعلاج من أمراض القلب والشرايين بين المتعلمين.

وقال أحد الباحثين: تشيرُ نتائجنا إلى أنَّ السياسات والإجراءات التي تعملُ على تحسينِ التحصيل العلمي يمكن أن تزيدَ بشكلٍ كبيرٍ من معدلات البقاء على قيد الحياة لدى سكان الولايات المتحدة الأمريكية. ما لَم تتغيَّر هذه التوجُّهات، فإنَّ الوفيات التي تُعزَّى إلى تدني مستويات التعليم سوف تزداد في المستقبل.

وَضَعَتْ مبادرة (الأشخاص الأصحاء لعام 2020) – وهي مبادرةٌ لتحسين صحة الأمريكيين خلال العقد التالي – أهدافاً بزيادة نسبة الطلاب المتخرجين من المدرسة الثانوية بحلول عام 2020، وقال الباحثون أنَّه اعتماداً على النتائج التي توصلوا إليها، فإنَّ تحقيق هذه الأهداف يمكن أن يكون ذا تأثيرٍ كبيرٍ على أساليب البقاء في المستقبل.

بينما قالت باحثة أخرى: بصورةٍ عامةٍ، فإنَّ متوسط العمر المُتوقَّع آخذٌ بالازدياد، ولكن الأشخاص ذوي مستوى التعليم الجيد هم من يجنون معظم المنافع، وبالإضافة إلى الارتباط الواضح للسياسة التعليمية بتحسُّن فرص التعلُّم والاقتصاد، فإنَّه من الواجب الاهتمام بفوائد هذه السياسة الصحية وأخذها بعين الاعتبار.

وخلاصة القول تتضمَّن الاهتمام بالتعليم باعتباره قادراً على خفض معدل الوفيات بشكلٍ جوهري.

المصادر:

هنا

هنا

حقوق الصورة:

Altaf Qadri/AP

هنا