البيولوجيا والتطوّر > التطور

العثور على مستحاثة أفعى بأربعةِ أطراف!| أكثر من مجرد مستحاثة عادية

يضم جنس الأفاعي مجموعة واسعة من الأنواع المختلفة، وتتميز هذه الكائنات بقدرتها الكبيرة على التكيف في ظروف مختلفة، مما ساعدها على البقاء والاستمرار حتى الوقت الحاضر، لكن أصولها التطورية ماتزال غامضة، فاكتشاف أفاعٍ ذات طرفين سابقاً قد سلّط الضوء على فكرة حدوث عملية انتقال أو "تطور" إذا صح التعبير من سحالٍ إلى أفاعي، لكن لم يحدث من قبل أن وُجدت أيَّ أفعى بأربعةِ أطراف، كما أنَّ البيئة التي عاشت فيها الأفاعي في العصور القديمة غير معروفة تماماً.

لذا، فإنَّ اكتشاف أول مستحاثةٍ لأفعى ذات أربعة أطراف قد دفع بالعلماء لإعادة النظر بكيفية تطور الأفاعي من السحالي، وذلك قد يساعدهم على فهم كيفية فقدها لأطرافها خلال العصور... إذ تعود هذه المستحاثة إلى العصر الطباشيري في البرازيل، وعمرها يقدّر بنحو 110 مليون سنة، مما يجعلها أقدم أفعى عُرفت حتى اليوم.

صورة المستحاثة كاملة:

وعلى الرغم من أنها تملك أربعة أطرافٍ، إلَّا أنَّ Tetrapodophis amplectus تملك سماتٍ أخرى تميزها بشكل واضح كأفعى، وذلك بحسب Nick Longrich، وهو باحث في العصور القديمة في جامعة University of Bath في المملكة المتحدة، وأحد مؤلفي الورقة العلمية التي تصف هذا الحيوان. فمستحاثة Tetrapodophis هي فرخ صغير جداً، طوله 20 سم فقط من الرأس إلى أسفل الذيل، الرأس بحجم ظفرِ إنسان بالغ، وأصغر عظمة في الذيل طولها 4 ملم فقط، ولكن الشيء الأبرز في ذلك هو وجود مجموعتين من الأطراف، أي زوج من الأيدي، وزوج من الأقدام.

الأطراف الأمامية:

الأطراف الأمامية صغيرة جداً طولها نحو 1 سم، ولكنها تملك مرفقين ورسغين ويدين يصل طولهما إلى 5ملم، أما الأطراف الخلفية فأطول قليلاً، والقدمان أكبر من اليدين. ويظن الباحثون أن هذا المخلوق لم يكن يستخدم أطرافه للتنقل، بل ربما للإمساك بالفريسة، أو قد يكون للتمسك بالشريك أثناء التزواج، ومن وحي هذه التكهنات جاء الباحثون باسم هذه الأفعى Tetrapodophis amplectus والذي يعني "الأفعى المعانِقة رباعية الأطراف".

الأطراف الخلفية:

ومن المثير للاهتمام، بأنَّ المستحاثة التي وُجدت تحمل أيضاً بقايا آخرَ فريسة التهمتها في أحشائها، بما في ذلك بعض شظايا العظام، والتي تعود على الأرجح لسُمندل، الأمر الذي يدل على أنَّ الأفاعي كانت آكلة للحوم منذ وقت أطول مما كان يعتقد سابقاً.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الطريقة التي حفظت بها هذه العينة رائعة، حيث يتضح شكل الهيكل العظمي، كما أنَّ تفاصيل العظام والأنسجة الرخوة كالحراشف والقصبة الهوائية واضحة للعيان.

وقد صنف فريق الباحثين مستحاثة Tetrapodophis على أنَّها أفعى وليست سحلية بسبب عدد من السمات التي لاحظوها وهي:

• الهيكل العظمي يتصف بطول الجسم، وليس طول الذيل.

• طريقة انغراس الأسنان، اتجاهها وشكلها، وشكل عظام الفك السفلي جميعها مطابقة لتلك الموجودة عند الأفاعي.

• يظهر من المستحاثة وجود صف واحد من حراشف البطن، وهي علامة فارقة لتمييز الأفعى عن السحلية.

يقول David Martill وهو باحثٌ في علم المناخ القديم من جامعة University of Portsmouth في المملكة المتحدة: "تأكَّدت أنَّ هذه المستحاثة تعود لأفعى عندما نظرت إلى تفاصيلها تحت المجهر.. في الواقع كنا ذاهبين لرؤية Archaeopteryx، وهو الحلقة المفقودة بين الطيور والديناصورات، فاكتشفنا Tetrapodophis، الحلقة المفقودة بين الأفاعي والسحالي!"

المصادر:

هنا

هنا

هنا