الطب > مقالات طبية

ما مقدار حاجتك اليومية للماء؟

تأتي أهميةُ الماءِ من دورهِ الكبير في نقلِ المُغذِّيات إلى الخلايا والتخلصِ من البكتيريا في أجهزة الجسم، إضافةً إلى الوقايةِ من التجفاف وتعويضِ السوائل المفقودة نتيجةَ التعرُّق، كما يحافظُ على درجةِ حرارةِ الجسم، ويقومُ بنقلِ الفيتامينات والمعادن والهرمونات، ويرطبُ المفاصلَ والعينَ والأمعاء.

فهل علينا الإكثار من شربِ المياه؟ أم قد يؤدي الإفراطُ في شربِها إلى مشاكلَ صحية؟

وجد الباحثون أن الجسمَ يحتاج قُرابةَ 1-1.5 ليتر من الماء يومياً، أي ما يعادل شربَ ستةِ أكوابٍ تقريباً. إلا أنّه لا يجبُ الاعتماد كلياً على الماء فقط، بل ينبغي شربُ السوائلِ عموماً للحفاظِ على رطوبة الجسم، وحتى تناول الفواكهِ والخضارِ كالبطيخ الأحمر والخس والسبانخ، والحَساء أيضاً. كلها تزود الجسمَ بالسوائل التي تعملُ بالترادف مع الماء للحفاظ على كمية صحية منه - أي الماء - في الجسم.

أما بالنسبة للنساء الحواملِ والمُرضِعاتِ، وأولئك الذين يمارسون الرياضة فهم بحاجة إلى أكثر من 6 أكواب من الماء يومياً.

وفي دراسةٍ حديثةٍ تمّتْ بالتعاون بين باحثين مختلفينَ حول العالم، أشار القائمون عليها إلى خطر الإفراط في شرب الماء الزائدِ عن حاجة الجسم على الصحة. فالرياضيون مثلاً هم الأكثرُ عرضةً للإصابة بما يُعرَف بـ "نقص صوديوم الدم المرتبط بالجهد أو Exercise-associated hyponatremia"، والذي يحدث عندما تمتلئ الكليةُ بكمياتٍ كبيرةٍ من الماء تحدّ من قدرتها على تصريفِ السوائل بفعالية، كما أن مستويات الصوديوم في الجسم تفشل في تَحمُّلِ كميةِ الماء الكبيرةِ تلك، مما يؤدي إلى انتفاخِ الخلايا بالماء، والذي قد يقود في الحالات الشديدة إلى الوفاة!

كيفَ يعالجُ الدماغُ العطشَ؟

يُنظَّم العطشُ عبر شبكةٍ بين الدماغ وأجزاءٍ عديدةٍ من الجسم، وعندما يشعر أعضاءُ الجسمِ بحاجتهم للماء يرسلون تنبيهاً إلى الدماغ يطلق آليةَ العطشِ فيه لتدفعنا إلى سَكْبِ كوبٍ من الماء.

يقوم الدماغ بالحدّ من شرب الماءِ بشراهةٍ، مما يحول دون الوصول إلى حالة نقص صوديوم الدم، في الوقت الذي يعمل فيه على استمرار تزوّدِ الجسم بالسوائل الأساسية منعاً من التجفاف. يحدثُ كلُ ذلك بالاعتماد على الآلية الأساسية "الغريزية" للعطش للتحكم باستهلاك سوائل الجسم.

العطشُ هو أحدُ غرائزِ النجاةِ الأساسية، وكلُّ ما عليك فعلُهُ هو الاستماعُ جيداً إلى جسدِكَ لتعلم تماماً متى يكونُ عطشاً.

لكن كيف نعلم حقاً أننا عطاش؟؟؟

لا يستطيع البالغون العيشَ دون ماءٍ أكثرَ من أسبوع، في حين يموت الأطفال خلال ساعاتِ فقط في حال بقائِهم داخل سيارةٍ حارةٍ مُغلَقة.

ومع التقدم بالعمر، يمكن للعُرى الكلوية أن تضعف، مما يؤهّبُ المُسنينَ لخطرِ التجفاف ومشاكلَ صحيةٍ أخرى لاحقة.

المصدر:

هنا