الهندسة والآليات > الاتصالات والشبكات

سباق الانترنت من الارض إلى السماء : فيسبوك ضد غوغل

غوغل و مشروع "لون"

فيسبوك ليست الشركة الوحيدة التي تسعى لإيصال الإنترنت إلى أكبر عدد من البشر، فغوغل هي الأخرى خطت خطوات كبيرة في هذا المجال ، "” project loon أو "مشروع لون" كمشروع “Aquila“ يعتمد في مبدأه على التحليق في طبقات الجو المرتفعة و تحديداً في طبقة الستراتوسفير ( 25 كم فوق سطح الأرض). إلا أن الاختلاف الأكبر بينهما هو أن غوغل تعتمد على البالونات بدل الطائرات و من هنا جاءت تسمية المشروع.

فكيف تتحكم غوغل بحركة ببالوناتها إذا ؟

تعتمد غوغل على الهيليوم لرفع البالونات إلى الارتفاع المرجو في طبقة الستراتوسفير . الرياح في تلك الطبقة طبقية وكل طبقة من الرياح تختلف عن الأخرى في السرعة والاتجاه. يستخدم مشروع لون خوارزميات برمجية لتحديد الأماكن التي تحتاج البالونات أن تذهب إليها، ومن هناك ينتقل كل بالون على حدة إلى طبقة من الرياح التي تهب في الاتجاه الصحيح. أي أنه لتحريك البالونات مع اتجاه الساعة مثلاً ،يجب حينها رفع أو خفض البالون ليصل إلى طبقة الرياح المتجهة مع اتجاه الساعة، ويمكن بذلك ترتيب البالونات وتحريكها لتشكيل شبكة كبيرة واحدة للاتصالات. [1[

ويسمى الجزء القابل للنفخ من البالون مغلف البالون. المغلفات جيدة الصنع تسمح للبالون بالبقاء في طبقة الستراتوسفير حوالي 100 يوم تقريباً. فهي مصنوعة من صفائح بلاستيك البولي ايثيلين،وحين تكون تلك المغلفات منفوخة بشكل كامل تأخذ طول خمسة عشر متراً وعرض اثني عشر متراً. أما عندما يكون البالون جاهزاً للخروج من الخدمة و التوقف عن العمل، يتم تحرير الغاز من المغلف لجلب البالون إلى الأرض في هبوط مبرمج وفي حال انخفاض البالون بسرعة كبيرة جداً، تفتح مظلة تعلق على الجزء العلوي من المغلف مع أنه من غير المحتمل حدوث شيء كهذا. [1[

الأجهزة الإلكترونية لبالونات لون تعمل بالطاقة الكهربائية التي تستمدها من خلال مجموعة من الألواح الشمسية. و هي عبارة عن صفائح بلاستيكية مرنة مدعومة بهيكل من الألومنيوم خفيف الوزن. وتستخدم لهذا الغرض الخلايا الشمسية أحادية البلورة عالية الكفاءة. و تتوضع مجموعة الألواح الشمسية في زاوية حادة لالتقاط أشعة الشمس بشكل فعال في أيام الشتاء القصيرة خصوصاً على خطوط العرض العالية. وتنقسم المجموعة إلى قسمين متجهين في اتجاهين متعاكسين، مما يسمح بالتقاط الطاقة في أي اتجاه حين تدور البالونات ببطء في مهب الريح. الألواح تنتج ما يقارب من 100 واط من الطاقة خلال الظروف المثالية (شمس كاملة) ، وهو ما يكفي للحفاظ على الأجهزة الإلكترونية لـ"لون" تعمل إصافة إلى شحن البطارية لتوفر الطاقة المطلوبة في الليل. عن طريق التحرك مع الريح والشحن في الشمس سيكون مشروع "لون" قادراً على تشغيل نفسه بالكامل باستخدام مصادر الطاقة

المتجددة. [1]

أما بالنسبة لتوضع الأجهزة الالكترونية، فإن صندوق صغير يحتوي إلكترونيات البالون سيعلق تحت المغلف المنفوخ، مثل السلة التي يحملها منطاد الهواء الساخن. يحتوي هذا الصندوق لوحات الدارات الكهربائية التي تتحكم بالنظام، هوائيات الراديو للتواصل مع البالونات الأخرى ومع هوائيات الإنترنت على الأرض، وبطاريات أيونات الليثيوم لتخزين الطاقة الشمسية. فيمكن لكل بالون توفير الاتصال إلى مساحة دائرية قطرها حوالي 40 كم باستخدام تكنولوجيا اتصالات الاسلكية تسمى LTE.

مشروعا لون و “Aquila“ لن يكونا مسؤولين مباشرة عن توزيع الانترنت على المستخدمين، و إنما سيشتركان مع شركات الاتصالات المتنقلة المحلية وغيرها من الشركات لتقديم خدمة الإنترنت المجانية الاساسية لكل الناس في كل مكان مباشرة عن طريق هواتفهم أوالأجهزة التي تدعم LTE .

85 بالمئة من سكان العالم يحصلون على التغطية الخلوية في يومنا هذا ولكن 30 بلمئة فقط من أولئك لديهم خدمة الإنترنت، فكيف سيؤثر على حياتنا سباق كبار عالم الانترنت لتوفير الاتصالات اللاسلكية ،و بالأخص حياة أولئك الذين لم يسبق لهم أن استخدمو الانترنت من قبل ؟

المصدر:

[1]Project Loon. (n.d.). Retrieved August 8، 2015، from

هنا