علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

أهمية التفاعل الاجتماعي في تعلم اللغات لدى الأطفال

يتعلم الأطفال اللغات بشكل أفضل عن طريق التفاعل الاجتماعي مقارنة بتلقي التعليم من الفيديو أو التسجيلات الصوتية، إلا أن السبب الذي يعطي التفاعلَ الاجتماعي هذه الأهمية لا يزال مبهماً. تُظهر دراسة جديدة أن السلوك الاجتماعي المدعو بـ"نقل البصر Gaze Shifting" يرتبط بقابلية الطفل للتآلف مع لغة جديدة. إنّ نقل البصر هو قيام الطفل بالتواصل البصري عند النظر إلى نفس الهدف أو المكان الذي ينظر إليه شخص آخر، وهو أحد أولى المهارات الاجتماعية التي يمارسها الأطفال. هذه اللحظات المشتركة من الانتباه البصري تعزز من تفاعل الطفل مع والديه وتؤثر في تفكيره. تأتي الأهمية التي قد يتصف بها الاتصال البصري في المراحل المبكرة لتعلم الأطفال للغة جديدة من ارتباط نقل البصر بالمزيد من المفردات التي يتعلمها الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، ولهذا السبب أراد الباحثون إجراء الاختبارات في هذا المجال.

تمثلت التجربة التي اعتمدت عليها الدراسة الجديدة بإلحاق 17 طفلا يبلغون من العمر 9 أشهر ونصف ويتحدث ذووهم اللغة الانجليزية بجلسات لتعلم لغة أجنبية. تفاعل الأطفال على مدى 4 أسابيع مع المعلم خلال جلسات تراوحت مدتها من 12 إلى 25 دقيقة، وقد قام المعلمون بقراءة الكتب وإجراء الأحاديث واللعب أثناء التحدث بالاسبانية. قام الباحثون بإحصاء المرات التي قام بها الأطفال بنقل نظراتهم بين المعلم والألعاب التي يحملها في كل من بداية الأسابيع الأربع ونهايتها، وعندما انتهت هذه الجلسات؛ قام الباحثون بقياس استجابة أدمغة الأطفال لأصوات باللغة الانجليزية والاسبانية وذلك في سبيل اختبار ما تعلموه من اللغة الاسبانية. استمع الأطفال لمجموعة من الأصوات أثناء ارتدائهم لخوذات EEG التي تقيس نشاط الدماغ لديهم.

أظهرت النتائج أن مزيدا من نقل البصر يرتبط باستجابة متزايدة لأصوات اللغة الاسبانية. تزودنا هذه الدراسة بدليل على أهمية الدور الذي تلعبه مهارات الطفل الاجتماعية في تعلم لغة جديدة، وتشير إلى مدى مساهمة التواصل الاجتماعي في تعزيز قدرات الطفل اللغوية، فهم ليسو مجرد مستمعين وإنما هم قادرون على إعطاء الانتباه وإظهار استعدادهم للتعلم عندما ينقلون أنظارهم هنا وهناك.

بُنيت هذه الدراسة على عمل سابق أشار إلى أن الأطفال الذين يتحدث ذووهم الانجليزية باستطاعتهم تحدث لغة "الماندارين" عن طريق التفاعل المباشر مع المعلم، وليس عن طريق الفيديو أو التسجيلات الصوتية. ومن هنا، يأمل الباحثون أن تساعد نتائجهم الآباء ومزودي الرعاية والمعلمين في تطوير استراتيجيات تعليم الصغار، فالطفل يتعلم الكثير خلال وقت اللعب كما ويحصل على أفضل النتائج عند تلقي التعليم من أناس حقيقيين. ولذا فمن المهم أن تمضي ما يكفي من الوقت مع طفلك، وأن تبقيه مشغولا بأنشطة تساعده في التعلم.

المصادر:

هنا