الكيمياء والصيدلة > صيدلة

سمية الليثيوم والمعالجة الكُلَويّة بالإعاضة

يترافق العلاج بالليثيوم مع حدوث سمّية كلوية لدى نسبة قليلة من المرضى. لذلك، يكون المرضى معرّضين للخطر عندما يترافق العلاج بالليثيوم بالمعالجة بالإعاضة للكلية أو ما يطلق عليه RRT (Renal Replacement Therapy)، وهو العلاج الذي يستخدم في حال خلل وظائف الكلية كغسل الكلى وغيرها.

فوفقاً لأحدث الإحصائيات الأسترالية للأدوية التي تؤخذ بجرعات يومية، يتناول حوالي 1150 شخصاً من كل مليون في أستراليا دواء الليثيوم، حيث يقلّل الليثيوم من خطر الانتحار وإيذاء النفس وحالات نُكْس الذُّهان الهَوَسي manic relapse لدى المرضى المصابين باضطرابات عاطفية شديدة، فيما تبلغ نسبة الحاجة للمعالجة الكلوية بالإعاضة 1 من كل 1470 مريضاً. وهي نسبة أقل بكثير مما هو الحال عند المرضى المعالجين بالليثيوم في السويد (حيث يحتاج 1/187 ممن يعالجون بالليثيوم إلى إجراء المعالجة الكلوية بالإعاضة نتيجة السمّية الكلوية للدواء).

لم يتغير معدل المرضى الذين يأخذون الليثيوم في أستراليا من عام 1995 إلى 2010، مما يعني أن الزيادة اللاحقة في عدد المرضى الذين يحتاجون للمعالجة الكلوية بالإعاضة تعود غالباً لأسباب أخرى غير الليثيوم، كالأدوية الأخرى أو التغيرات في الإجراءات التشخيصية.

يبلغ عدد المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج بالليثيوم لتجنب حالة انتحار واحدة حوالي 50 (أي من كل 50 مريضاً يستخدم الليثيوم كان يمكن لواحد منهم أن ينتحر لو لم يخضع للعلاج). فإذا ما قارنّا النسبتين سنجد أنه من أصل 1470 ممن يخضعون للعلاج بالليثيوم هناك مريض واحد تقريباً سيحتاج للمعالجة الكلوية بالإعاضة في وقتٍ ما، ومن أصل 50 مريضاً يتناول الليثيوم يتم منع حالة انتحار واحدة. وبالتالي في حال إيقاف المعالجة بالليثيوم لتجنب السمية الكلوية المحتملة عند 1/1470 من المرضى، فإننا نخاطر بتعريض حوالي 30 مريضاً للانتحار في حال وقف العلاج بالليثيوم (بتقسيم 1470 على 50 يكون الناتج تقريباً 30)، وسيعاني عدد أكبر من إيذاء النفس أو نُكس (أي عودة) الذّهان الهَوَسي.

لذلك، يكمن التحدّي في التنبؤ بالمرضى الذين سيحتاجون للمعالجة الكلوية بالإعاضة والذين سيسبّب لهم الليثيوم أذية كلوية. إلا أن التأكد من أنّ الانحدارَ المتزايد في وظائف الكلية عائدٌ لتناول الليثيوم قد يأخذ عدة سنوات لدى المرضى الذين يعانون من تغيّر في وظائف الكلية عبر الزمن، مما يجعل اتخاذ القرار المبني على المعرفة* بإيقاف المعالجة بالليثيوم صعباً من الناحية العملية نظراً للفوائد النفسية الجمّة التي يؤديها هذ الدواء لهؤلاء المرضى.

وهذا يتركنا أمام سؤال:

هل من الأفضل إيقاف الليثيوم وتعريض المريض لخطر الانتحار؟ أم علينا الاستمرار بالعلاج به وتعريض المريض للأذيّة الكلوية؟

*يطلق عليه اسم الموافقة المستنيرة informed consent

المصدر:

هنا