الموسيقا > عظماء الموسيقا

جوسيبي فيردي: عميد الأوبرا الإيطالية

جوسيبي فورتينيو فرانشيسكو فيردي " "Giuseppe Fortunino Francesco Verdi (10 تشرين الأول 1813 - 27 كانون التاني 1901) واحدٌ مِن المؤلِّفين القِلَّة الذين عُرِفوا بعبقريتِهِم خلالَ حياتِهِم، وُلِدَ هذا المؤلِّف الإيطالي في منطقةٍ قريبةٍ مِن بارما، بدَأ دراستَهُ الموسيقيَّة في جِوارِ مدينةِ بوسيتو حيثُ أتقَنَ العزفَ على الأورغن منذُ عُمر السَّابعة في كنيسة سان ميتشل لِيغدو في سنِّ الثَّالثة عشر مُساعد لقائدِ أوركيسترا بوسيتو، لكن بَعد أن تمَّ رفضُهُ عام 1832 مِن قِبَل المعهد العالي في ميلانو لأنَّهم رأوه غير جيدٍ بِمَا يكفي، لِيتابعَ بعدَها دراستَهُ الموسيقيَّة بشكلٍ خاصّ.

في سنّ الـ 25 عام 1839 ذهبَ فيردي إلى ميلان حيثُ عُرِضَت الأوبرا الأولى الَّتي ألَّفها Oberto في مسرحِ لا سكالا بنجاحٍ كبيرٍ وكانَ عملُهُ التَّالي الأوبرا الدراميَّة Un giorno di regno (ملك لمدَّة يومٍ) عام 1840 مِن الأعمالِ الفاشلةِ، ورافقَ هذا الفشل صدمةُ أخرى لفيردي بموتِ زوجته وأولاده الاثنين بسببِ المرض، ممَّا جَعلهُ يدخلُ بفترةِ كآبةٍ جعلَتُه يقرِّرُ أن يتوقَّفَ عن التَّأليف.

بعدَ أكثرِ مِن سنةٍ نجحَ مديرُ لا سكالا في تحفيزِهِ على معاودةِ الكتابة والتَّأليف الموسيقيّ.

في عام 1842 أصبحَت الأوبرا "Nabucco"ظاهرةً ومنتشرةً في المُجتمعِ الموسيقيّ حيثُ تنَاولَ موضوعَها أسرُ البابليين لليهودِ، نظرَ إليها العامَّة ُالإيطاليَّة كرَمزٍ للنِّزاعِ ضدَ الحُكمِ النِّمساويّ في شمال إيطاليا، واعتبِرَ نشيد التَّوحد الإيطالي.

كانت كلٌّ مِن I Lombardi 1843 و Ernani 1844 نجاحاً" عظيماً لفيردي، تبعها عشر إنتاجات، عُرِفَ منها فقط Macbeth 1847 و Luisa Miller 1849 في عصرنا الحالي.

جلبَت مؤلَّفات فيردي الثَّلاثة التَّالية "Rigolette 1851" و Il Trovetore" "1853 و "La Traviata 1853" لَهُ الشهرة العالميَّة وبقيَت مِن أشهرِ الأوبيرات.

إنَّ المؤلَّفَات الأوبيراليَّة التي كتبَها فيردي في بحرِ مهنتِهِ كالحفل التَّنكري (اون بالو ان ماستشيرا-1859) وقوَّة القدر " La forza del destino -1862" و Don Carlos -1867"" ، توضِّحُ ملَكَةَ فيردي العظيمة في التَّوصِيفِ المُوسيقيّ ونری فيها تأكِيدَاً أكبر علی أهميَّةِ دَور الأوركسترا أكثر مِن أعمالِهِ السَّابقة، كما أنَّ أوبرا عايدة " "Aida-1870؛ تُعتَبرُ مِن أشهرِ أوبيرات فيردي، حيثُ أمَرَ خديوي مِصرَ بعزفِهِا احتفالاً بافتِتَاحِ قناةِ السويس وقَد قُدِّمَت هذه الأوبرا لأوَّلِ مرَّةٍ في القاهرة، وبعدَ ثلاثةِ أعوامٍ قامَ فيردي بتأليفِ أهمِّ عملٍ موسيقيٍّ غيرَ أوبيرالي وهو قطعةٌ موسيقيَّةٌ لِحفلِ تأبينِ الكاتبِ الإيطاليّ الرَّاحل اليساندرو مانزوني " Alessandro Manzoni".

إنَّ أعمالَ فيردي غير الأوبيراليَّة تَتضمَّنُ أيضاً أغنيةَ الشعوب كانتاتا ديل نازيوني Inno delle nazioni-1826"" وسلسلة الرباعيَّات في e minor"" عام 1873.

في سبعينياتِهِ قدَّمَ فيردي واحِدةً مِن أهَمِّ أعمالِهِ أوتيللو(عطيل) " Otello-1887" حيثُ حوَّلَهَا إلى عملٍ درَاميّ مُوسيقيّ مُقتَبَس بمهارة مِن قِبَل المؤلِّف الموسيقيّ والأوبرالي أريغو بوتيو في التراجاديا أوتيللو (عطيل) لشيكسبير بَعدَها ألَّفَ فيردي الأوبيرا الأخيرة لَهُ فالستاف " Falstaff-1893" وأيضاً استوحَاها مِن بويتو مِن أعمالِ شيكسبير والتي تُعتَبرُ مِن أعظمِ الأوبيرات المؤلَّفة بشكلٍ عَامٍ تصبغُ أعمال فيردي لون الشاعريَّة الحادَّة والنَّغماتِ الجَميلةِ والتَّوصِيف الدرامِي المُبدِع، حيثُ حوَّلَ الأوبرا الايطاليَّة بأدواتِهِا التَّقليديَّة والأوبيرات الكلاسِيكيَّة القَدِيمَة والأهميَّة الصوتيَّة للعروضِ إلى وحدةٍ مُوسيقيَّةٍ ودراميَّةٍ مُتكامِلةٍ.

عِندمَا تُوفِّي فيردي عام 1901 ملأ 28 ألف مِن الجمَاهِيرِ شوارعَ ميلان في جنازتِهِ، حيثُ كَانَ مَحبوباً ومَعرُوفاً كأعظَمِ مؤلِّفٍ إيطاليٍّ لديهم حيثُ اعتُبِرَت مؤلَّفاتِهِ كحجرِ الأسَاسِ في الأوبرا الإيطاليَّة لِمُعظمِ القرن التَّاسع عشر وسارع العدِيدِ مِنَ المؤلِّفين الإيطاليين لملىء فراغِهِ بعدَ وفاتِهِ وألَّفَت العدِيدَ مِن الأوبرات المُتأثِّرة بطريقتِهِ وخاصَّةً (أوتيللو).

من أهمِّ أعمالِهِ:

Oberto:

Nabucco:

Riguletto:

Aida:

Otello:

Falstaff:

المصادر

هنا

هنا

هنا