الطب > علوم عصبية وطب نفسي

كيف يؤثر التوتر على صحتك؟

من الصعب أنْ نجد إنساناً لم يُعانِ من التوتر في فترةٍ ما من حياته. وقد بات معروفاً لمعظمنا ما يُحدِثه التوتر من آثارٍ سلبيةٍ على الصحة النفسية والجسدية والعقلية، وحتى الاجتماعية. وسبق لنا أنْ تحدثنا قليلاً عن التوتر في مقالاتٍ سابقة، أما اليوم فسنتطرق للحديث عن التأثيرات الداخلية الأكثر شيوعاً له.

ولكن في البداية، ماذا تعني كلمة توتر؟

التوتر: هو الشعور بالضَّغط أو الشِّدة نتيجة مشاكل أو أحداث الحياة اليومية، كفقدان من نحب، أو خسارة وظيفةٍ كنا نحلم بها، أو المعاناة من مرضٍ عُضال أو أية مشكلةٍ قد تقف في طريقنا.

ماهي أعراض التوتر؟

للتوتر أعراضٌ عديدةٌ، قد تكون نفسيةً ( كالقلق والعصبية والانفعال والغضب والحزن والندم) أو جسديةً ( تعبٌ وإعياء، أرقٌ واضطراب النوم، إحساسٌ بثقلٍ أو ضيقٍ في الصدر)، كما قد تكون عقليةً أو ذهنيةً (كاضطرابات الذاكرة والنسيان وعدم القدرة على التفكير السليم واتخاذ القرارات). ويمكن لآثار التوتر أنْ تلامس العلاقات الاجتماعية، وتؤثر على عادات الفرد وعلاقته بالآخرين وعلى أدائه المهني.

ولكن وعلى وجه التحديد، ما هي التأثيرات الداخلية الثمانية الأكثر شيوعاً للتوتر؟

1/ أشارت الدراسات إلى أنَّ أولئك الذين يعانون من صعوبةٍ في التغلب على التوتر أكثرُ عرضةً للمعاناة من الاكتئاب أو الحصر النفسي "القلق".

2/ التوتر يؤدي إلى الأرق واضطراب النوم.

3/ التوتر يؤثر على الأداء الجنسي حيث تَبيَّن أنه يقلل من الرغبة الجنسية عند كلٍّ من الرَّجل والمرأة، كما يمكن أنْ يسبب مشاكل جنسيةً عديدةً كالاختلال الوظيفي للانتصاب عند الرجل، وفشل الوصول لهزة الجماع عند الأنثى (تحقيق النشوة الجنسية)، إلَّا أنه لا يؤثر على الخصوبة.

4/ التوتر يؤثر على الوزن:

فأثناء التوتر، يلجأ بعض الأشخاص للطعام كسبيلٍ للراحة خاصةً الأطعمة السكرية والدسمة والمالحة، وبذلك يكون لدينا ارتباطٌ واضحٌ بين التوتر و زيادة الوزن "البدانة".

علاوةً على ذلك، غالبًا ما تكون الزيادة في الوزن حول الخصر، وذلك يزيد من خطر الإصابة بالسكري ومشاكل القلب، ويمكن أيضًا أنْ يكون هناك صلةٌ بين التوتر واضطرابات الطعام كفقدان الشهية رغم أنّ ذلك لم يتم تأكيده بعد.

5/ التوتر يسبب الألم:

حيث يرتبط التوتر طويل الأمد بالصداع، خاصةً الصداع النصفي "الشقيقة"، والألم العضلي مثل آلام الظهر وإصابات الإجهاد المتكررة.

6/ التوتر يجعلك أكثر عرضةً للعدوى:

أشارت الدراسات إلى أنَّ الأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن أكثرُ عرضةً للإصابة بالزكام، ويُعتقَد بأنّ التوتر يكبح عمل الجهاز المناعي مما يجعل من الصعب على الجسم محاربة الهجمة.

7/ كما أنّ الأشخاص الذين يعانون من التوتر طويل الأمد يمكن أنْ يكونوا أكثر قابليةً للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، كالتهاب المفاصل أو مرض التصلب المتعدد. أيضاً نوبات الحساسية قد تشتد أكثر خلال أوقات التوتر.

وتشير بعض الأدلة أيضاً إلى أنّ التوتر المزمن يمكن أنْ يؤدي للداء السكري المعتمِد على الإنسولين لأنّ التوتر يجعل الجهاز المناعي يتسبب بتدمير الخلايا المنتجة للإنسولين.

8/علاقة التوتر بالأمراض القلبية الوعائية:

هناك رابطٌ بين التوتر وارتفاع ضغط الدم، حيث أنه يزيد من خطر إصابتك بالسكتة الدماغية، وأمراض القلب.

كما تؤثر الانفعالات العاطفية على ضربات القلب عند أولئك الذين يعانون من مشاكل سابقة في القلب.

9/التوتر يتسبب بتساقط الشعر وتفاقم أمراض جلدية معينة:

حيث يُعتقد بأنّ التوتر يلعب دوراً في تطور داء الثعلبة وهو تساقط الشعر في بقعةٍ ما من فروة الرأس.

وهناك أمراضٌ جلدية كالأكزيما، وحب الشباب، والصداف، وداء الوردية تتأثر أيضاً بالتوتر والحساسية المفرطة.

كل تلك التأثيرات تدعونا لنتعلم كيفية مواجهة التوتر الذي يتعارض مع صحتنا وعلاقاتنا ونشاطاتنا، لذلك يجب عليك ألا تخجل من طلب المساعدة من أحدهم إذا لزم الأمر.

المصدر:

هنا

هنا

حقوق الصورة:

مبادرة "الباحثون السوريون"