الطب > مقالات طبية

التستوستيرون كعلاجٍ لسوء الانتصاب عند الرجال المصابين بالسكري

تُعتبر العنانة (سوء الانتصاب) من المشاكل المرافقة للداء السكري. لنتابع في هذه المقالة دور تعويض التستوستيرون في علاج سوء الانتصاب وتحسين الحالة الاستقلابية عند مريض السكري ..

أظهرت دراستان أجريتا على رجالٍ مصابين بقصور غددٍ تناسليةٍ وسكري من النمط الثاني، أن العلاج بهرمون التستوستيرون على المدى الطويل يٌحسن من الوظيفة الانتصابية ويعدل من الاضطرابات الاستقلابية بالإضافة إلى قدرته على تغيير تركيبة الجسم.

ولكن ما هو التستوستيرون، وما هي الهرمونات بشكل عام؟

الهرمونات هي مواد كيميائية تُفرز من نسيجٍ وتنتقل في الأوعية الدموية لتؤثر في نسيجٍ آخر، أي أنها بمعنى آخر "رسائل كيميائية". وتختلف كمية الإفراز بين الصباح والمساء وبين ساعةٍ وأخرى ومن دورةٍ طمثيةٍ لأخرى.

هرمون التستوستيرون هو هرمونٌ جنسيٌّ أساسيٌّ يُفرز بشكلٍ طبيعي في الجسم عن طريق الخصيتين اللتين تستمران في إنتاجه مدى الحياة. ورغم أنه يُدعى بهرمون الذكورة، إلا أن المبيض عند الأنثى يقوم أيضاً بإفرازه ولكن بكمياتٍ قليلة. يزيد إفرازه عند الذكور في مرحلة البلوغ، ويعود للهبوط بعد سن الأربعين. يُعدُّ هذا الهرمون مسؤولاً عن ثخانة الصوت وضخامة العضلات وظهور شعر الجسم والصفات الرجولية بشكل عام.

إنَّ عودة التستوستيرون إلى المستوى الطبيعي في الجسم عند الأشخاص المصابين بقصور الغدد التناسلية سيحسِّن من المعرفة والمزاج والطاقة والنشاط الجنسي، ويقلل أيضا من الشحوم المتراكمة في الأوعية الدموية فيقلل من مخاطر المشاكل القلبية والوعائية.

العنانة (سوء الانتصاب) هي مشكلةٌ متعددة الأسباب الفيزيولوجية عند الرجال المصابين بالنمط الثاني من السكري. ويتعامل الأطباء مع قصور الغدد التناسلية كمشكلةٍ أساسيةٍ يقع الرجال في خطرها عند إصابتهم بالسكري.

شملت الدراسة 262 شخصاً مصاباً بقصور الغدد التناسلية مترافقاً مع سوء وظيفة الانتصاب. وكان 77 شخصاً منهم مصاباً بالسكري من النمط الثاني. كان لدى كل الرجال الذين شملتهم الدراسة مستوى تيستوستيرون لا يقل عن 12 نانومول/لتر.

خلال البحث في الدراسة، كان 12% من المرضى المصابين بالسكري من النمط الثاني يعانون من زيادة الوزن، و 88% منهم كانوا بدناء. وخلال المرحلة العلاجية ارتفع مستوى التستوستيرون إلى 17 وحتى 20 نانومول/لتر.

وارتفعت أيضاً نسبة التستوستيرون الحر في الجسم من 150 بمول/لتر إلى 400 وحتى 500 بمول/لتر حيث سُجِّلت هذه النسب بعد ثمان سنوات من المتابعة والعلاج.

في النتيجة كان هناك تحسُّنٌ ملحوظٌ في تركيبة الجسم خلال المرحلة العلاجية، وخسارةٌ ملحوظةٌ في وزن الجسم بما لا يقل عن 18%. كان هناك أيضاً انخفاضٌ في الوسائط الالتهابية.

من المفاجِئ أنّ انخفاض التستوستيرون لوحده غير كافٍ لإحداث مشكلةٍ في الانتصاب. وبدون وجود مشاكل أخرى ترافق انخفاض هذا الهرمون، فإن مشكلة الانتصاب ليست شديدة. ومن المشاكل الهامة التي تسبب سوء الانتصابِ التصلبُ العصيدي والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.

من الضروري مراجعة الطبيب عند ظهور مشكلةٍ انتصابية، حيث يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة للتأكد من مستويات الهرمون ومعالجة الحالة، وخاصةً عند وجود مشاكل مرافقة مثل السكري.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

حقوق الصورة:

مبادرة "الباحثون السوريون"