العمارة والتشييد > التصميم المعماري

مدينة أشباح تعود إلى الحياة (ج1)

الصين التي يشكل عدد سكانها خمس عدد سكان العالم، تعاني من أزمة مدن خاوية تفتقر إلى السكان!!

لنتعرف أكتر على هذه المشكلة و نرَ ما الأفكار التي تُطرح للحل من خلال مقالين..اليوم المقال الأول..


عُرضت مؤخراً مجموعة تقارير حول نشأة المدن المهجورة (مدن الأشباح) في الصين، ظهرت فيها آلاف الأمتار المربعة الشاغرة من الأبنية السكنية الشاهقة ومراكز التسوق. وجود مثل هذه المدن الجرداء أمر مثير للسخرية بالأخص في بلد تخطط لنقل 250مليون نسمة من الأرياف إلى المدن خلال الـ20 سنة القادمة.

الخطة التي واجهت مجموعة من العقبات تتفرد بها الصين، دعونا نناقش الأسباب من خلال أحد النماذج ونعرف ما الحلول البديلة التي تصرفت على أساسها الدولة.

كمثال نموذجي جداً للحالة مدينة تشين غونغ Chenggong، مدينة حديثة، بمخطط يسمح لها أن تستوعب 1.5 مليون نسمة.

معدل النمو السنوي للمدينة 6%، بفضل العديد من الأنشطة الدافعة لهذا النمو. ومع ذلك تحوي المدينة العشرات من المباني الشاغرة تماماً. لماذا؟

-العامل الأول:

سياسة الضرائب الصينية: مع غياب الضرائب على الملكية المحلية (هكذا هي القوانين في الصين) اعتمدت المدن بشكل كبير في تحصيل دخلها على "استثمار الأراضي"، حتى لو لم تكن السوق والخدمات التكميلية للمنطقة جاهزة.

يضاف إلى ذلك رغبة الطبقة المتوسطة في استثمار مدخراتها لذلك تلجأ إلى تملّك العقارات، ومن غير ديون أو ضرائب على الملكية سيكون الاحتفاظ بشقة فارغة أمر غاية في السهولة بالنسبة لهذه الطبقة، إضافةً إلى أن البلد لم تشهد أي انخفاض في قيمة العقارات مؤخراً مما يجعل العملية تبدو أكثر أماناً.

-العامل الثاني:

البنية المرورية للمدينة الغير مكتملة، و العديد من المرافق الخدمية للمدينة والمدارس التي لا تزال طور الإنشاء. نتيجة لذلك يقوم العديد بشراء تلك الشقق مع البقاء في منازلهم الحالية إلى أن تكتمل تلك المجتمعات أو إلى أن يتزوج الأبناء ويسكنوها.

-العامل الثالث:

ويعد الأكثر أهميةً، والذي يناقش مدى استمرارية تلك المدن على الأجل الطويل والمستوى الصحي للمعيشة فيها.

لقد اعتمدت معظم تلك التنميات العمرانية الحديثة في الصين أسلوب ال Superblocks أو الكتل الضخمة إلى جانب الأبراج على غرار نظام التجمعات السكنية المحاطة بحدود مغلقة ومفتوحة على بارك في الداخل. حيث غالبا ما نجد تقاطع بعد كل ربع ميل من المسافة، وشوارع مقسمة إلى ثمانية حارات خاصة بمرور السيارات!! ممايجعل السير على الأقدام أو ركوب الدراجات غاية في الخطورة والصعوبة. فيرتفع معدل قيادة السيارات الذي يؤدي بدوره إلى تفاقم مشكلة الازدحام، وتلوث الهواء، وانبعاثات الكربون، ومتوسط تكاليف المعيشة.


تعد هذه العوامل من أهم المسببات لهذه المشكلة. الحلول المقترحة سيتم مناقشتها في الجزء الثاني من المقال..

المصدر: هنا