منوعات علمية > العلم الزائف

هارب HAARP... هل مرّ من هنا؟!

لدى الحكومة الأمريكية اليوم سلاح جديد، أرضيٌ، لكن بأفكارَ فضائية يجري اختباره في أدغال ألاسكا ليتلاعب بالبيئة بعدة طرق... هذا ما يتهم به الكثير من أنصار نظرية المؤامرة مشروع هارب إذ يعتبرونه المسؤول الأول والأخير عن أي ظاهرةٍ أو ضررٍ لا يعرفون تفسيرها الجغرافي والعلمي. يترافق ذكر مسؤولية هارب عن كل شيء تقريباً بإنكار التغير المناخي ويمكنك القراءة عن منكري التغير المناخي من مقالنا السابق هنا

يدّعي مناهضو هارب HAARP؛ مشروع الـشفق القطبي عالي التردد High Frequency Active Auroral Research Program أنه قادرٌ على تعطيل عمليات الدماغ البشري، تشويش الاتصالات العالمية، تغيير أنماط الطقس على مساحات واسعة، التدخل في هجرة الحيوانات البرية، التأثير السلبي على صحتك، تغيير الغلاف الجوي للأرض بصورة غير طبيعية، نقل الطاقة من جزء لآخر عبر العالم، تدمير الطائرات في أي مكان في العالم، وخلق بلازما اصطناعية على شكل طبقات أو بقع في الأيونوسفير لتغيير الطقس أو استخدامه كسلاح مضاد للأقمار الصناعية.. والقائمة لا تنتهي.

كان هدف المشروع بادئ ذي بدء إرسال أشعة كهرومغناطيسية عبر السماء تسمح بدراسة طبقاتها وليستخدم أيضاً في التواصل مع الغواصات وحتى سبر أعماق الأرض. هو برنامج بحثي مقره ولاية ألاسكا يهدف إلى دراسة الغلاف الجوي المتأين أنشأته القوات الجوية للولايات المتحدة الأمريكية وبحريتها بالتعاون مع جامعة ألاسكا، يتكون من مصفوفة من الهوائيات الممتدة على حقل كبير والمصممة للعمل معاً لتركيز طاقة التردد الراديوية لمعالجة الأيونوسفير. يهتم هارب إذاً بالجزء العلوي من الغلاف الجوي الممتد من 85 كيلومتراً فوق سطح الأرض إلى 600 كم.

يعتقد أن أفكار تيسلا حول إرسال كميات هائلة من الطاقة لاسلكياً لإضاءة الأيونوسفير كانت شرارة انطلاق هارب فليس أكثر إبهاراً من توهج في الغلاف الجوي العلوي فوق منطقة مختارة كمدينة لإلقاء الضوء عليها ليلاً؛ فكرةٌ عملاقة عاشت قرناً من الزمن وقد بدأت تتحقق كما سنرى خلال هذا المقال.

قدّم الدكتور نيك بيغيتش Nick Begich في كتابه "الملائكة لا تعبث بهذا الهارب" ادعاءاتٍ عديدةً عن قدرة هارب على التأثير بالمناخ لعل أبرزها ما نقله عن باحثي شركة لوكهيد لعلوم الفضاء وجامعة ستانفورد الذين وجدوا أن موجات الإرسال ذات التردد المنخفض جداً التي يمكن لهارب أن يفتعلها، لهي قادرةٌ على التسبب بتيارات من الجسيمات التي تؤدي للاستمطار ابتداءً من المناطق البعيدة في الغلاف الجوي، ويذكر الكاتب كيف تم تجاهل هذا التأثير المحتمل أثناء استعراض التأثيرات المحتملة لهارب على البيئة.

يبالغ نيك بتوقع تبعات إرسال موجات باستطاعة تتخطى المليار واط إلى الأيونوسفير ويتوقع تضخيمها أيضاً بفعل العمليات الطبيعية كما يشبه تبعات ذلك بتأثير أحجار الدومينو. يختم الكاتب بالقول أن حفنة صغيرة من العلماء في العالم يعلمون ما تقوم به الولايات المتحدة من توظيف لهارب عسكرياً وليس ثمة تقييم منهجي من قبل المجتمع المدني العلمي لما يتم القيام به.

انتشرت في عالمنا العربي العديد من المقالات والفيديوهات التي تلقي باللوم على هارب في أي إعصار، زلزال، فيضان أو حتى جفاف يحدث وأخيراً وليس آخراً في العواصف الرملية والغبارية فكان لزاماً علينا توضيح بعض النقاط على أن نترك الحكم في النهاية لكم.

ما هو هذا الأيونوسفير الذي يستهدفه هارب؟

تمتد طبقة التروبوسفير حتى ارتفاع 10 كلم تليها الستراتوسفير فالميزوسفير ثم الثيرموسفير. تعتبر الأيونوسفير Ionosphere امتداداً للطبقة الأخيرة (الثيرموسفير) وليست طبقة مستقلة فهي تشكل أقل من 0.1% من كتلة الغلاف الجوي الأرضي الكلية لكنها هامة ففيها يحدث الشفق القطبي لاحتوائها جسيمات مشحونة ناتجة عن تأين الجزيئات المادية بفعل الحرارة الكبيرة وهي تعكس أشعة الراديو إلى الأرض جاعلةً التواصل عبر هذه الموجات ممكناً.

ما هي مكونات HAARP:

يتكون هارب كمشروع إلكتروني عملاق من جزأين أساسيين:

1- المرسل (Transmitter): يستطيع إرسال موجات بقوة 3.6 مليون واط كطاقة قصوى، أي ما يقارب 75 ضعفاً للقوة التي تستخدمها محطة الراديو التقليدية ضمن المدينة. أما المحطات غير التقليدية فهي ترسل موجات بقوة 100 ألف واط، أي أن هارب أقوى منها بـ35 ضعفاً فقط.

2- الهوائي (Antenna): وهو الجزء الأهم والأشهر من هارب، فلإرسال كل هذه الطاقة يجب أن يوجد هوائي كبير، لذا يحتوي هارب على 180 برجاً يعمل كل منها كجزء من خلية ضمن هوائي كبير يسمح بإرسال الموجات الكهرومغناطيسية نحو الأعلى، إلى طبقة الآينوسفير المذكورة آنفاً كما هو موضح في الصورة.

هل تستخدمه الحكومة الأمريكية كسلاح للتحكم بطقس الدول؟

أولاً على كل ادعاءٍ أن يكون مُدعّماً بأدلة، وليست مهمة العلماء مناقشة ما يفتقر إلى دليل، إذ أن "البيّنة على من ادّعى"، وبعبارة أدق فعبء البرهان يقع على صاحب الادعاء كما يشرح الفيلسوف "بِرتراند راسل" وليس هناك دليل حقيقي واحد –حتى اللحظة على الأقل- عن استخدام هارب لتعديل الطقس. رغم ذلك سنذكر فيما يلي الأسباب التي قد تعفي هارب من معظم ما ينسب إليه:

أولاً: الشفافية: على العكس من معظم المؤسسات والأبنية العسكرية، مشروع هارب ليس سرياً! ويستطيع أي شخص زيارته دون الحاجة إلى تصريح أمني. بالإضافة إلى أنه يفتح يوماً كل صيف للعامة ليروا كل شيء ضمن المؤسسة وتجري البحوث العلمية في بقية العام.

لا يقتصر العمل ضمن هارب على موظفين أمنيين أو عسكريين، فالجامعات التي شاركت في البحوث الجارية هناك عديدة منها جامعة ألاسكا، ستانفورد، ولاية بنسلفانيا، كلية بوسطن، دارتموث، كورنيل، جامعة ميريلاند، جامعة ماساشوستس، MIT، جامعة بوليتكنك، UCLA، كليمسون وجامعة تولسا.

يمكنك أيضاً مشاهدة HAARP على خرائط Google من هنا فالمكان ليس مغطى كما هو الحال مع المؤسسات العسكرية الأخرى.

ثانياً: عدم التفرد: بمعنى أن هارب ليس المشروع الوحيد من نوعه إذ يوجد عدد لا يستهان به من المحطات البحثية المماثلة في جميع أنحاء العالم لكنها لا تثير انتباه متبنيي فرضيات المؤامرة ربما لأنها لا تملك أسماءً برّاقة مثل هارب. من هذه المنشآت: Sura في روسيا، EISCAT في النرويج، ومرصد أريكيبوArecibo في بورتو ريكو، ومرصد HIPAS قرب فيربانكس في ألاسكا، والذي تديره جامعة كاليفورنيا.

ثالثاً: مجال التأثير: لا يملك هارب القدرة الكافية على التحكم في الطقس أصلاً. فالترددات التي يصدرها منخفضة جداً لتؤثر في طبقات الـ Troposphere والـ Stratosphere وهي الطبقات الدُنيا من الغلاف الجوي التي لها دور حقيقي في الطقس على العكس من الـ Ionosphereوالتي تقع في النهاية العليا للغلاف الجوي، فهي تعلو الغيوم أصلاً!. لا تؤثر موجات الراديو في الذرات العادية الموجودة في طبقات الغلاف الجوي الدنيا بل بالأيونات المتشردة فقط والموجودة في الطبقات العليا منخفضة الكثافة جداً من الغلاف الجوي، والتي تحوي شوارد حرة بسبب التعرض العالي للرياح الشمسية. ولنفس السبب يظهر الشفق القطبي طبيعياً أو الـAurora في الطبقات العليا فقط كما في الصورة.

لتعرف المزيد عن كيفية حدوث الشفق القطبي اقرأ مقالنا السابق من هنا

رابعاً: الاستطاعة المنخفضة: قدرت كمية الإشعاع منخفض التردد التي يصدرها هارب بواحد بالألف من كمية الإشعاع التي تعكسها الأرض والقادمة أصلاً من الشمس! فتخيل الفرق الشاسع بين الإشعاعين. وكما ذكرنا فإن هارب يصدر موجات أقوى بـ35 ضعفاً من محطات بث الراديو الفائقة. إن عدم قدرتنا على رؤية الشفق القطبي الذي يحدثه هارب مقارنةً بالشفق القطبي الطبيعي الواضح للعيان لهو دليل آخر على ضآلة طاقة هذا المشروع.

فيمَ يستخدم هارب فعلاً اليوم؟

أجري بحث العام 2004 تم فيه تدفئة الأيونوسفير بإثاراته باستخدام إشارات ترددها 1 - 2 كيلو هرتز، يزعم القائمون عليه بأن هدفه الاستفادة من المجال الواسع من الترددات التي يوفرها هارب (بضع هرتزات حتى 30 كيلوهرتز) لدراسة المجال المغناطيسي الأرضي والتفاعل الموجي-الجسيمي فيه. كان إنتاج التوهج الضوئي بالموجات عالية التردد يعتبر أمراً صعباً في الارتفاعات العالية من الغلاف الجوي، لكن حاول هارب في بحث آخر العام 2003 إطلاق تجارب جديدة في ظروف أكثر ملائمةً لإنتاج التوهج الليلي الصناعي Airglow حيث وجه شعاع الإرسال حتى خط المجال المغناطيسي وتم الحصول على توهج به العديد من الخصائص والتحسينات. إذاً هل يستطيع هارب تكوين شفق قطبي مشابه كونه يبثّ طاقةً كبيرة نحو الـ Ionosphere؟ نعم! يستطيع هارب تشكيل شفق قطبي صغير جداً جداً لا يرى بالعين المجردة بل يحتاج إلى كاميرات شديدة الحساسية لرؤيته على العكس من الشفق القطبي الطبيعي الذى يُرى بكل وضوح.

أن تمتلك هوائياً (Antenna) بهذه الاستطاعة كهارب وبتكاليف بسيطة نسبياً لمشروع ضخم (209 مليون دولار) لهو أداة علمية كبيرة قادرة على تحليل الإشارات في الغلاف الجوي وخارجه أيضاً لمسافات تصل لمئات الكيلومترات، فهارب يلتقط مئات الإشارات ويحللها ويحاول معرفة مصدرها، ويتوقع أيضاً استخدامه لدراسة الاتصالات بعيدة المدى، كالاتصال بالغواصات البحرية والمنشآت العسكرية الأخرى في وقت الحرب. وذلك بفضل استطاعته الكبيرة وانخفاض تردده، فكلما انخفض التردد كلما سافرت الإشارة أبعد. لاحظ بأننا نتكلم عن استقبال الإشارات وليس إرسالها، فاستقبال الإشارات لا يترك أي بصمة إشعاعية مهما كان قوياً ولا يتطلب طاقة ليعمل، فكل ما نحتاجه هو هذا الهوائي العملاق.

إذا كان بحثياً فلمَ يمول الجيش هارب؟

قد يسأل سائل "ما الفائدة من HAARP؟ إلّا أن يعيث الدمار العالمي، ما الجيد فيه؟

يرسل هارب إشارات الاتصالات والملاحة عبر الغلاف الجوي لمجموعة واسعة من الأغراض المدنية والعسكرية. تعتمد الصواريخ الموجهة على البث الرقمي التي يمكن أن تتأثر أو يشوّش عليها من قبل مجموعة متنوعة من الأسباب الطبيعية والاصطناعية. من هنا فإن نظام تحديد المواقع العالمي والاتصالات المشفرة ستكون ضرورية للتواصل في زمن الحرب، وبشكل مستقل عن الظروف الجوية والكهرومغناطيسية. قدرة هارب على خلق إشارات منخفضة التردد للغاية تصل إلى 1 هيرتز أمرٌ يمكن استخدامه للتواصل حول العالم بما في ذلك الاتصال بالغواصات. كل ذلك يدفع وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (DARPA) وسلاح الجو الأمريكي والبحرية إلى تمويل الدراسات في هارب.

لا أزال لا أفهم كيف يعمل هارب... هل من طريقة لتوظيف هارب عسكرياً بهجوم مباشر؟

في الواقع فإن الإمكانية الوحيدة التي وجدناها لذلك لا تزال تخيلية تقريباً وتتلخص بالقدرة على اعتراض بعض الصواريخ أو الأقمار الصناعية لكن فهم كيفية حدوث ذلك يحتاج منا الخوض قليلاً في تفاصيل كيفية عمل هارب.

يرسل هارب نبضات قوية مقدرةً بالميغا واط ترتفع إلى الأيونوسفير الواقع فوق منشأة هارب مباشرةً. تنتقل موجات الراديو عبر الغلاف الجوي دون أن تأثر فيه حتى تصل إلى الأيونوسفير على ارتفاع 200 كلم تقريباً من سطح الأرض. تتفاعل هناك الموجات مع الأيونات (الإلكترونات، البروتونات، أو أي أجزاء مؤينة من ذرات الأوكسجين والآزوت) مؤديةً إلى تحرك الجسيمات بشكل عشوائي. تصطدم بعض الجسيمات ببعضها ويعاد تجميعها في ذرات تنزل للأسفل لتصبح جزءاً من مكونات الغلاف الجوي، بينما تنجرف بقية الجسيمات نحو الفضاء وهنا يأتي دور إشارة هارب.

خلال ما لا يزيد عن ربع ثانية تضطر الأيونات المتحركة عشوائياً كما ذكرنا للتحرك جيئةً وذهاباً مع موجات الراديو بسرعة كبيرة هي سرعة الضوء 300 ألف كيلو متر في الثانية. يؤدي ذلك إلى تصادمها مع الذرات وتأيينها لها مما يزيد عدد الأيونات. تدعى هذه الزيادة السريعة والمفاجئة في الحركة بتسخين الغلاف الأيوني "Ionospheric heating". يقوم هارب وغيره من المنشآت المماثلة المدعوة بمنشآت التسخين الأيونوسفيري في أوربا وروسيا بذلك وليس الأمر حكراً على هارب.

لاحظت ربما في صورة هوائيات هارب أنها متعامدة بالاتجاه شرق-غرب وشمال-جنوب. يرسل هارب إشاراته بالتناوب بين هذين الاتجاهين في كل دورة ولو استطعت رؤية الموجات الصاعدة فستبدو بتناوبها بين الاتجاهين كحلزنة البرغي cork-screwing وهذا ما يسمى: الاستقطاب الدائري لإشارات الراديو. ما يفعله هارب هو التبديل بين الاتجاهين بمعدل 0.9 هرتز مما يجعل الأيونات لا تتحرك بشكل جنوني للأمام والخلف فقط بل في دوائر كبيرة.

يـــُــكسب تحرك الأيونات في هذه الدوائر قطبيةً كهربائية فإذا ما تذكرنا أن هارب قريب من القطب الشمالي حيث تصبح خطوط المجال المغناطيسي الأرضي عموديةً تقريباً يمكننا توقع ما سيحدث. وفقاً لجهة دوران الأيونات (مع أو عكس عقارب الساعة) فإنها تنجذب إلى الشمال المغناطيسي أو تنفر منه، فإذا ما انجذبت هبطت باتجاه الغلاف الجوي الأكثر كثافة محدثةً ما يشبه الشفق القطبي البسيط (من هنا جاءت تسمية المشروع). إذا ما تم تدوير إشارة هارب بحيث تدور الأيونات موجهةً قطبها الشمالي للأسفل فإنها ستقذف بعيداً بفعل قطبية المجال المغناطيسي للأرض فيما يشبه مدفع الجسيمات Particle Gun الذي يدفع بالأيونات بسرعة تقارب سرعة الضوء نحو الفضاء. فقط في حال بقيت هذه الأيونات متمغنطة فستتبع المجال المغناطيسي الأرضي لتصل إلى القطب الجنوبي خلال أقل من نصف ثانية الأمر الذي يجعلها فيما لو تم التحكم بها وتوجيهها قادرةً على تدمير أي شيء طائر يعترض طريقها. حتى الساعة فإن أي استخدام عسكري غير ذلك لتنفيذ هجمات بواسطة هارب خصوصاً تلك المتعلقة بالتلاعب بالطقس هي محض ادعاءات لا أساس علمي لها، على الأقل في نطاق ما يمكننا الوصول إليه من معلومات.

خاتمة:

بعد الطرح الذي قدمناه فإننا ندعوك لئلا تقع ضحية المغالطات المنتشرة حول هارب وغير المدعمة بدليل مهما سمعتها من حولك وتذكر أن انتشار الفكرة ليس دليلاً على صحتها على الإطلاق (شاهد مغالطة الاحتكام إلى الشعبية هنا)

قد يكون الطقس القاسي والتغيرات المناخية غير المسبوقة في السنوات الأخيرة دافعاً لانتشار الادعاءات حول هارب. إن الزلازل والأعاصير والعواصف الثلجية الغريبة قد ترتبط بجرائم أخرى ليس لها علاقة بهارب ارتكبناها نحن البشر بحق كوكبنا بدءاً بالتلوث وانتهاءً بالاستخدام المفرط للطاقة. إذا أننا نحرق 89 مليون برميل نفط يومياً! أليس من الأجدر أن نبحث في تبعات هذا التغير السلوكي المفاجئ على الأرض بدلاً أن ننشر التهم جزافاً.

حاولنا في هذا المقال عرض وجهات النظر المختلفة وناقشنا بموضوعية ماهية هارب وآلية عمله. لم يكن هدفنا التأكيد على براءة هارب مما ينسب إليه ولا على مسؤوليته بقدر ما كان بحثاً في المعارف العلمية المتوفرة لكونها ولا شك أفضل من الانقياد وراء الكثير من القيل والقال. ويبقى أن تشاركنا رأيك الخاص.

أخيراً؛ إن تحكم الإنسان بالمناخ بات ممكناً بفضل الهندسة المناخية Geoengineering وهذا ما سنتناوله في مقالات لاحقة نختمها بالحديث عن غاز الكيمتريل الذي ذاع صيته بفضل نظرية المؤامرة كعامل مؤثر آخر في المناخ إلى جانب هارب.

المصادر:

تعريف هارب وطريقة عمله: هنا

مصدر قوة إشارات محطات الراديو: هنا

طبقات الغلاف الجوي: هنا

كلفة هارب: هنا

الدخول مسموح لهارب: هنا

صرف النفط اليومي: هنا

أبحاث جرت في هارب: هنا و هنا

الملائكة لا تعبث بهذا الهارب: هنا