الهندسة والآليات > الروبوتات

روبوت يصنع أطفاله! تكاثر الربوتات حقيقة علمية!

قام مهندسون في جامعة كامبريدج بتصميم روبوتٍ قادرٍ بنفسه على تطوير أجيال متعاقبة من الروبوتات الصغيرة التي تتطور مع كل جيل جديد.

إذا كانت التطورات الحديثة في علم الروبوتات والذكاء الصنعي لم تعزز حتى الآن مخاوف العامة من نهاية العالم على يد الروبوتات كما يحدث في أفلام الخيال العلمي التي تُنتَج في هوليود، فإن هذا المقال قد يكون كفيلاَ بذلك.

في البحث الذي قام به مهندسون في جامعة كامبريدج، فإنه عند إطلاق العنان للروبوت الأم يكون لديها الأستقلالية الكاملة لتصميم عشرة أجيال من الروبوتات الصغيرة باستخدام البلاستيك والمكعبات المزودة بمحركات. وفي خمسة اختبارات منفصلة تم بناء خمسمائة روبوتٍ صغيرٍ بشكل مستقل، حيث استغرق تصميم كل واحد منها عشرة دقائق.

صورة الروبوتات الصغيرة

تقوم الروبوت الأم بعد بناء كل جيل بإجراء اختبارات لتحديد النجاح أو الفشل. حيث أن كل روبوت صغير لديه "محتوى وراثي (genome)“ مميز ،يحوي من جين إلى خمسة جينات ، يحدد صفاته من حيث الشكل والأوامر الحركية.

هذه المورثات (genes) يتم تعديلها خلال الأجيال المتعاقبة بما يشبه حدوث الطفرة الوراثية في الكائنات الحية.

تقوم الروبوت الأم باختبار كل من صغارها لتحديد لياقته وذلك عن طريق قياس المسافة التي يقطعها خلال فترة زمنية معينة. حيث تستبقي الصغار الناجحين بينما تعدل الصغار الفاشلين في الجيل التالي.

لقد وجد الباحثون في نهاية العملية أن أسرع روبوت صغير لديه أكثر من ضعف سرعة الصغار في الجيل الأول. وقد تحقق ذلك لأن الأم صممت أشكال وطرق مشي جديدة في كافة مراحل التجربة.

يقول رئيس الباحثين في قسم الهندسة في جامعة كامبريدج (Fumiya Iida) " أحد أهم الأسئلة التي تواجه علم الأحياء هو كيف أتى الذكاء إلى الوجود، حيث يحاول الباحثون استخدام علم الروبوتات لاكتشاف هذا الغموض" ويوضح أن الإعتقاد السائد هو أن الروبوتات قادرة فقط على إنجاز المهام المتكررة ،لكنه يرى أنها قادرة على الإبتكار والإبداع.

تساهم هذه الإختبارات في علم الروبوت التطوري (evolutionary robotics) حيث يتم البحث في تصميم روبوتات مستقلة بدون تدخل بشري. حتى اليوم فإن معظم الأبحاث في هذا المجال تتم عن طريق المحاكاة .

الانتقال من المحاكاة إلى العالم الحقيقي لفكرة تكاثر الروبوتات يبدو مثيراً ومخيفاً في الوقت نفسه. على مستوى الصناعة، عندما يحتاج مُصنِّع إلى قوة عمل آلية، فهو ببساطة يمكنه شراء قطع غيار رخيصة بكميات كبيرة ويترك للروبوت مهمة بناء عدد من العمال الآليين.

لكن كيف يمكن إيقاف الروبوتات من بناء وإعادة تصميم روبوتات جديدة بلا نهاية؟ هل يمكن لهم أن يصمموا ويطوروا برامج الذكاء الصنعي إلى الدرجة التي تنافس أو حتى تتجاوز ذكاء البشر؟ حتى الآن فإن ذلك يبدو غير ممكن.

إن الطريق لا يزال طويلاً للوصول إلى روبوتات تبدو وتتصرف وتفكر مثل البشر، لكننا نستطيع أن نستفيد من علم الأحياء في تطبيقات هندسية. لكن إذا حدث وتطورت الروبوتات لتفكر مثلنا يجب أن نتذكر أن نعلمهم أن لا يؤذوا البشر!

برأيكم ماهي التطبيقات العملية التي يمكن أن تفيد البشر في حال نجاح الروبوتات بالتطور بشكل مستقل حتى تتمتع بالذكاء؟ وما هي المخاطر التي قد تجلبها هذه التقنية.

المصدر:

هنا