المعلوماتية > عام

كيف استطاعت «غوغل» أن تقلص حجم شعارها من 6KB إلى 305B؟

كثر الحديثُ في الأيام الأخيرة عن تغييرِ «غوغل» لشعارها، خصوصاً أنه جاء بعد وقت قصيرٍ من إعلان «غوغل» لانضمامها تحت راية شركة Alphabet. وكثرت التأويلاتُ في أسباب هذا التغييرِ والرسالةِ التي تريد «غوغل» إيصالَها إن كانت هناك رسالة. فيقول البعض بأن الخطَّ المستخدم في الشعار الجديد والخالي من الزوائد الجمالية يرمز إلى البساطةِ والعصريةِ والتركيز على إيصال المعلومات المطلوبة دون الكثير من التفاصيل الجمالية التي لا تخدمُ صلب الموضوع. ويقول البعض الآخر أن استخدامَ هذا الخطِ والعمل على تقليلِ حجم الشعار يساهم ولو قليلاً في تقليل حجم البيانات المنقولة عبر الإنترنت والتي لا تفيدُ أحداً وتشغل جزءاً من حزمة اتصال المستخدمين، خصوصاً إذا فكرنا بأن أقل المعلومات حجماً تتراكم إلى حجومَ كبيرة إذا ازدادت كمياتها بشكل ضخم. ولكن كيف يفيد الخط الجديد المستخدم في تقليل حجم الشعار؟

تستخدم «غوغل» في الشعار القديم خطاً ذا زوائدَ جماليةٍ. ولتمثيل الشعار بصورة، يلزم المبرمجون مئةَ نقطةِ ارتكازٍ كما في الصورة التالية لبناء الشكل المطلوب[1]:

مما يجعل حجمَ الرمازِ اللازمِ لتشكيله حوالي ستة كيلوبايت أو 6380 بايت بالتحديد. في المقابل، يمكن تشكيلُ الشعارِ الجديد باستخدام أشكال هندسية معينة كالدوائر والمستطيلات باستثناء حرف الـg. وبشكلٍ أكثر تفصيلًا، يمكن الحصول على الشعار الجديد باستخدام عشرِ دوائر (دائرتين لكل o، واثنتين لكل من الـG والـg واثنتين لـe) وخمسةِ مستطيلات (مستطيلين للـG واثنين للـe ومستطيل لحرف الـl). بالإضافة إلى شكل واحد من سبع نقاط ارتكاز لتشكيل الجزء المتبقي من حرف الـg كما في الشكل التالي:

وذلك باستخدام نوع من الملفات كانت «غوغل» قد قامت بتقديمه سابقاً ويسمى الرسوميات المتجهية متغيرة الحجم (SVG)، والذي يعدُّ الطريقة الأفضلَ لبناء صورِ الشعارات. ويدّعي بعضُ الناشطين على الإنترنت أن الشعار الجديد يمكن تشكيله بحجم أقل من ذلك باستخدام خطوط قليلة العرض كضربات فرشاة بدلاً من أشكال ممتلئةِ الألوان، وبهذه الطريقة يمكن تشكيل الشعار باستخدام دائرتين فقط (لحرفي o) وأربعة خطوط (لحروف الـG والـg والـl والـe) كما في الشكل التالي:

وفيما يلي الرمازُ المستخدم لتصميم الجزء العلوي من الشكل السابق كما يقترح "Jaume Sanchez Elias"، ويبلغ حجمه 290 بايت فقط: [2]

وللحديث عن الأساس الأكثر منطقيةً والذي دفع «غوغل» في هذا الاتجاه، يجب النظر بعناية إلى المشاكل التي جلبها الخط ذو الزوائد الجمالية، وأولى هذه المشاكل هي أن هذه الزوائد لا تصغر وتكبر بشكل متناسق عند تغيير شاشة العرض والانتقال بين أجهزة الكومبيوتر والأجهزة اللوحية وشاشات الهواتف الخلوية مختلفةِ الحجوم. وفي إطار البحث عن حلٍّ لهذه المشكلة كان التخلي عن هذه الزوائد في نهاية الأحرف مطلباً أساسياً.

كما توجدُ مشكلة أخرى لدى مستخدمي «غوغل» من ذوي خطوط الإنترنت محدودة السرعة، إذ تشغل الحجوم الزائدة حيزاً من حزمة الاتصال بشكل غير مرغوب به مهما كان صغيراً، وتعرض بذلك هدف «غوغل» بالوصول إلى أكبر قدر ممكن من المستخدمين للخطر. ولذا بدأت «غوغل» سابقاً بعرض نسخة نصية بدلاً من النسخة الصورية تشبهها إلى حد ما لأصحاب الإنترنت البطيء. واليوم، يأتي الشعار الجديد ليقدم حلاً جيداً لهذه المشكلة[3].

هذا وقد نشر البعض صوراً فكاهية على الإنترنت لما يتوقعون أن يصل إليه شعارُ «غوغل» في رحلته التطورية حتى عام 2030 وما بعد ذلك، كما في الصورة التالية:

-----------------

المصادر:

1: هنا

2: هنا

3: هنا