الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

تقنية جديدة لأمراض الذبحة الصدرية

يمكن للجلطات الدموية أن تكون مفيدة عندما تقوم بإيقاف النزيف وإغلاق الجروح ولكنها أيضاً مؤذية جداً عندما تتشكل في الأماكن غير المناسبة كالدماغ أو القلب. سنتحدث في مقالنا اليوم عن كبسولة تستطيع إنقاذ حياة الأشخاص فور تعرضهم لذبحة قلبية أو سكتة دماغية، وذلك داخل سيارة الإسعاف ومن دون الانتظار حتى وصولهم إلى المشفى لمعالجتهم، الأمر الذي يستغرق وقتاً في بعض الأحيان.

فقد طوّر مجموعة من الباحثين الأستراليين طريقة جديدة للتعامل مع الجلطات الدموية وذلك باستخدام التقنيات النانوية. ويتوقع أن تقوم هذه التقنية بإنقاذ العديد من الأرواح على اعتبار أن الجلطات الدموية هي السبب في معظم حالات الوفاة السنوية.

للتعرف على أنواع الجلطات الدموية وطرق علاجها تابعوا معنا الفيديو التالي:

تعتمد التقنية الجديدة على استخدام حقنة تحوي كبسولة نانوية يمكن إعطاؤها للمريض مباشرةً عن طريق الوريد لتقوم برصد الجلطة و تفتيتها على الفور. لا تتوقف أهميتها على أنها تعمل خلال دقائق قليلة بل لكونها محمولة أيضاً، أي أنّه يمكن استخدامها في الحالات الإسعافية وحتى قبل الوصول إلى المشفى. يقول كريستوفر هاجيميير - أحد الباحثين في معهد بيكر للقلب والسكري- مؤكّداً على أهمية هذه التقنية "يمكن أن تٌعطى هذه الحقنة في سيارة الإسعاف مباشرةً مما يوفر الكثير من الوقت ويعيد تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية المهمة بشكل أسرع بكثير من التقنيات المتوفرة حالياً".

تحدث حوالي 80 بالمئة من السكتات الدماغية عندما تقوم كتلة دهنية أو جلطة دموية بسد أحد الشرايين التي تزوّد الدماغ بالدم. وفي حال قامت تلك الجلطات (الخثرات) الدموية بإيقاف تدفق الدم إلى القلب فيمكن أن يتبع ذلك ذبحة قلبية. وكلّما بقي الدماغ أو القلب بلا أوكسجين أكثر فإن خطر موت الأنسجة الحيوية يصبح أكبر. هذا هو سر نجاح الكبسولة النانوية التي تستطيع التعامل مع الجلطة بسرعة كبيرة.

في حال تمكن الفريق من تسويق الجهاز فإنّ ذلك سيُحدث تطوراً كبيراً للمرضى المصابين بالسكتات الدماغية والقلبية اللذين لا يستجيبون للعلاجات المتوفرة حالياً. ووفقاً لجامعة ميلبورن التي ساهمت أيضاً في تطوير هذا الجهاز فإن نصف من بين 55،000 أسترالياً عانَوا من ذبحة قلبية أو سكتة دماغية لا يستطيع إستخدام العلاج الخاص بالجلطة الدموية الذي يقوم به الممرضون وذلك بسبب التأثيرات الجانبية الشديدة التي يمكن أن تؤدي إلى نزيف داخلي حاد. أحد هذه التأثيرات الجانبية هو أنه وبسبب حرية الدواء بالحركة داخل مسرى الدم فإنه يمكن أن يهاجم خثرات قديمة كانت قد تشكلت في السابق لوقف نزيف في الوعاء الدموي، الأمر الذي يؤدي إلى نزيف جديد.

ولكن ما الذي يميّز هذه التقنية الجديدة؟

يقوم الجهاز ذو الكبسولة النانوية بتحرير الدواء فقط في المناطق التي تنمو فيها الجلطة بشكل كبير والتي يمكن أن تغلق الوعاء الدموي، بحيث لا ينتشر الدواء في كل أنحاء الجسم على طول مسرى الدم. حيث تكون الكبسولة التي تحتوي على العقار محاطة بأجسام مضادّة تستهدف بشكل خاص الصُفيحات الدموية الفعّالة المشكلة للجلطة الدموية.

عند وضع الكبسولة في مكان الجلطة فإنّ الثرومبين – وهو جزيء يتوضع في مركز الجلطة – يقوم بفتح الطبقة الخارجية للكبسولة النانوية محرراً بذلك الدواء الذي يقوم بدوره بتفتيت الجلطة. " نحن نقوم باختراق نظام تشكيل الخثرة الدموية كي نتمكن من إزالة العائق في الوعاء الدموي " يقول هاجميير.

تم تمويل هذا البحث من قبل المؤسسة الاسترالية للقلب ومجلس الصحة والبحوث الطبية NHMRC ومجلس الأبحاث الاسترالي ARC. والذي استمر الباحثون في العمل عليه لمدة خمس سنوات، وباعتبار أن النتائج كانت إيجابية جداً فإن الأمر قد يتطلب خمس سنوات أخرى حتى يصبح الجهاز متاحاً للمرضى.

إذاً لاخوف وقلق بعد اليوم من الذبحة القلبية و الجلطة الدماغية ولاخوف من أن نفقد أحبائنا وأصدقائنا بعد أن توصل الباحثون إلى الدواء المناسب، على أمل أن يتوصلوا يوماً إلى العقار المناسب لأمراض الإيدز والسرطان التي تودي بحياة المئات من الأشخاص يومياً حول العالم.

المصادر:

هنا

هنا