الطب > متلازمات طبية

متلازمة إيغل (تطاول الناتئ الإبري) Eagle syndrome

وُصِفَت هذه المتلازمةُ النادرة في عام 1937م من قبل أخصائي الأذن و الأنف والحنجرة (Dr Watt W. Eagle)، ودُعيَت بهذا الاسم نسبةً له. وتتميَّز بأعراضٍ تحدثُ بشكلٍ خاصٍّ بعد أذيَّةٍ في منطقة البلعوم أو استئصال اللوزتين.

تعودُ هذا المتلازمة إلى تطاول الناتئ الإبري (1) أو تكلس الرباط الإبري اللامي (2) وما يرافقهما من أعراضٍ. وهي عادةً ثنائية الجانب. ويحدث تطاول الناتئ الإبري عند 4% من مجموع السكان عامَّةً، بينما نسبةٌ صغيرةٌ من هؤلاء المصابين (4-10.3%) تكون إصابتهم مصحوبةً بالأعراض.

الأعراض السريرية:

إنَّ الأعراض السريرية متنوعةٌ ويعتبرُ تأسيسُ علاقةٍ سببيةٍ ما بين الناتئ الإبري/الرباط الإبري اللامي والأعراض أمراً صعباً. وبشكلٍ تقليدي، فإنَّ الألم يتطور بشكلٍ تالٍ لاستئصالِ اللوزتين، ومن المحتمل أن يكون سببُ ذلك هو حدوثُ تشوُّهٍ في المنطقة بشكلٍ تالٍ للجراحة، إلَّا أنَّه و في كثيرٍ من الأحيان قد يتواجد الألم رُغم عدم إجراء جراحةٍ في هذه المنطقة.

يمكن تصنيف الأعراض وفق ما يلي:

أولاً: بسبب الاصطدام بالأعصاب القحفية.

ثانياً: بسبب الاصطدام بالشريان السباتي.

أولاً: بسبب الاصطدام بالأعصاب القحفية:

قد يعاني المرضى من أعراضٍ ناتجةٍ عن انضغاط وتخريش الأعصاب القحفية في المنطقة (الأعصاب القحفية الخامس، والسابع، والتاسع والعاشر) وتتضمَّن ما يلي:

ألماً وجهياً عند دوران الرأس.

صعوبة البلع.

الإحساس بوجود جسم غريب.

ألماً عند مدِّ اللسان.

تبدلاً في الصوت.

الإحساس بزيادة إفراز اللعاب. (فرط الإلعاب)

طنيناً أو ألماً أذنياً.

ثانياً: بسبب الاصطدام بالشريان السباتي:

إنَّ الانضغاط الإضافي للشريان السباتي من الممكن أن يُحدِث أعراضاً وعائيةً/إقفاريةً إضافةً إلى الألم على طول الشريان وحتى المنطقة التي يتم تزويدها بالتروية الدموية بواسطة هذا الشريان (تم الاعتقاد بأنَّه متواسطٌ بالضفيرة الودِّية) وتتضمَّن هذه الأعراض:

نتيجة الانضغاط الميكانيكي:

أعراضاً بصريةً.

الغشي أو فقدان الوعي ((syncope .

تسلُّخ الشريان السباتي

نتيجة تخريش الضفيرة الودية (إيلام السباتي):

ألماً عينياً

ألماً جدارياً (parietal pain).

التشخيص:

يتمُّ التشخيص من خلال التصوير الشعاعي والفحص السريري. حيثُ تُعتبر قابلية جس الناتئ الإبري في الحفرة اللوزية مؤشراً على تطاوله، لأنَّه في الحالة الطبيعية غير قابلٍ للجس في هذه المنطقة. كما أنَّ جس ذروة الناتئ الإبري يجب أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض الموجودة. إذا كانَ هنالِكَ اشتباهٌ كبيرٌ بالإصابة بهذه المتلازمة، فإنَّ تأكيد التشخيص يمكن أن يتم من خلال دراسة الصور الشعاعية. في معظم الأحيان، يتم استخدام الصورة الشعاعية البانورامية لتحديد فيما إذا كان الناتئ الإبري متطاولاً.

وعند دراسة هذا الصور، يجب ملاحظة أنَّ الطول التقليدي للناتئ الإبري 2.5 سم تقريباً، ويعتبر متطاولاً إذا تجاوز 3 سم.

كما أنَّ التصوير الشعاعي الجانبي للجمجمة يمكن أن يكون بديلاً للصور الشعاعية البانورامية، كما يتوجَّب أيضاً إجراء التصوير الأمامي الخلفي للجمجمة لتحديد فيما إذا كان هنالك انحراف جانبي للناتئ الإبري. كما يعتبرُ التصوير المقطعي المحوسَب (CT) نافعاً للحصول على معلوماتٍ متمِّمَةٍ لما تمَّ الحصول عليه من خلال دراسة الصور الشعاعية السابقة.

كما تمَّ الاقتراح بأنَّ الحالات التي يكون فيها الانضغاط الوعائي الميكانيكي هو سبب الأعراض الإقفارية يُمكن عندها استخدام التصوير الوعائي لإظهار التضيق الميكانيكي في الشريان السباتي.

السبب:

هذا الأمر ما زالَ قيد الجدال. فقد اعتبر الدكتور (Eagle) (1937-1948) بأنَّ الرض الجراحي (استئصال اللوزتين) أو التخريش الموضعي المزمن قد يسبب التهاباً عظمياً، أو التهاب السمحاق، أو التهاب الوتر في المُركَّب الإبري اللامي وما ينتج عنه من فرط تنسُّجٍ تعظمي ارتكاسي. كما قام الدكتور (Lentini) (1975) بصياغة فرضية أنَّ عناصراً من اللُّحمة المتوسطة (mesenchymal elements) قد تبقى وتخضع لحؤولٍ عظمي كنتيجةٍ للرض أو الضغط الميكانيكي أثناء تطور الناتئ الإبري. كما اعتبر (Epifanio) (1962) بأنَّ تعظم الناتئ الإبري ذو علاقةٍ باضطراباتٍ غديةٍ عند النساء في سن اليأس، ويكون مترافقاً مع تعظُّم الأربطة في أماكنَ أخرى (مثل، الرباط الحرقفي القطني أو الرباط الدرقي اللامي).

وقد أشار الدكتور (Gokce C) وزملاؤه إلى أنَّه رُبَّما للتكلس المنتبذ دوراً في تطاول الناتئ الابري، وخاصةً في المرضى الذين لديهم استقلاب غير سوي للفيتامين D، والفوسفور، والكالسيوم.

المعالجة:

في العديد من الحالات وحالما يتبيَّن بأنَّ سبب الألم مرتبط بالناتئ الإبري، فإنَّ المعالجة الإضافية غير مطلوبة، ويمكن استخدام مسكنات الألم.

كما تمَّت تجربة حقن الستيروئيدات/عوامل التخدير الموضعي عبر البلعوم.

كما يمكن في الحالات الشديدة إجراء الاستئصال الجراحي، وذلك باستخدام الطريق عبر الفم، أو الطريق الجانبي. وإحدى السلبيات لاستخدام الطريق عبر الفم هي زيادة معدل العدوى، ولكن بغياب وجود تندُّبٍ خارجي. كما قد يتبقَّى الألم حتى بعد الاستئصال الجراحي بما يعادل 20%.

الهوامش (توضيح لبعض المصطلحات):

(1) الناتئ الإبري: هو جزءٌ رفيعٌ و مدبَّبٌ من العظم الصدغي، ويبرز باتجاه الأسفل و الأمام من الحافة الأمامية للعظم الصدغي، ويشكل مرتكزاً لعددٍ من عضلات اللسان و الحنجرة.

(2) الرباط الإبري اللامي: وهو حبلٌ ليفي يمتد بين ذروة الناتئ الإبري للعظم الصدغي والقرن الصغير للعظم اللامي.

(3) العظم اللامي: وهو بنيةٌ عظميةٌ ذات شكلٍ يماثل "حدوة الحصان" وتساهم كبنية داعمة في منتصف العنق.

مصادر الهوامش:

هنا

هنا

هنا

مصادر المقال:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

تعديل الصور ضمن المقال:

إيهاب قردوح

حقوق الصور:

wikimedia.org

radiopaedia.org

هنا