الفنون البصرية > فلكلوريات

الفلكلور الياباني: قصص الأشباح اليابانية

يمكنكم الاستماع للمقال عوضاً عن القراءة

عالم النسيان:

وفقاً للتعاليمِ البوذيّةِ، بعدَ وفاةِ الشّخصِ فهو لايذهبُ مباشرةً إلى الحياةِ الأخرى، بل يقضي فترةً من الزمنِ في عالمِ النسيانِ، حيثُ تعودُ الروحُ للحياةِ وتموتُ 7 مراتٍ. وتحدث الوفاةُ على مراحلَ في 7 أيّام. لذا فالموتُ النهائيّ يكونُ 49 يوماً بعد مماتِ الجسد. وفي هذه المدّة يُصلَّى عليه وتُقدَّم القرابينُ لهذه الروح.

في كلِّ يومٍ تقضيه الرّوح في "ليمبو" يُترَك الطعامُ على المذبحِ العائليِّ لأنهم يعتبرون أنّ الروحَ مازالت على قيدِ الحياة. وفي هذه الفترة فإنّ الإلهَ العظيمَ يقرّر بشأن هذه الروح لذا تقومُ العائلة بالصلاةِ بخشوعٍ طمعاً بقرارٍ مناسب. وبعد اليومِ ال49 فإنّ أغراضَ الميتِ الشخصيةِ تُوزّعُ على العائلةِ والأصدقاءِ وحتى على الخدم. وبعد ذلك يتم الاحتفال بالذكرى الثالثة والخامسة والخامسة عشر على موتهم.

Tatari

وهي زيارةٌ من روحٍ مقدّسةٍ أو لعنةٍ تحلُّ على شخصٍ لعصيانٍ أو إهانةٍ لأمنيةٍ قدسيّة. فقد يُلعن الشخص لإهانتِه لضريحٍ أو لشجرة مقدسة أو حتى لقتله لحيوانٍ ما. وقد يتضرّع شخصٌ ما للTatari ويُنهي الهربَ بأخذ أسلحتِهم الحربية ودفنها. ويمكن أن يظهر الTatari على شكل مرضٍ أو إصابةٍ أو حتى على شكل موت. وممكن أن يدوم َلأجيالٍ أو حتى لعدّة أعمارٍ. فإذا كان للشخص Tatari في حياتِه السابقة فإنّه من الممكن أن يؤثرَ بحياتِه بعد تناسخِ الأرواح (عودةُ الروحِ إلى جسدٍ جديدٍ بعدَ الموت) على الرغم من تأثير الTatari على سُلالتِه بعد موته. فالوفيّات المفاجِئة أو الأمراض غير مُتوقَّعة تؤدّي في أغلب الأحيان إلى تصرفٍ سيءٍ من الأسلاف.

Hitodama

أي كرة الروح الانسانية وهي توهّجٌ لكرةٍ من الضوء الأبيض والأزرق والتي تظهرُ بعد موتِ أشخاصٍ معينين. حيث أنّه تحت ظروفٍ معينةٍ لموتِ شخصٍ ما مع حقدٍ أو الارتباط بالأملاك المادية عندها ستظهر كرةُ الروحِ الإنسانيّة وتطوفُ حولَ بؤرةِ الشّخص الاستحواذيّة. ومن حينٍ لآخر تنشأ هذه الكرة عندما يموت شخصٌ بحبٍّ غير متبادَل.

Shinigami

يُقالُ أنّ حياةَ كلِّ شخصٍ مُقاسَةٌ وأنّ وقتَ موتِهم محددٌ في كتاب ال Shinigami. في وقتِ مماتِ الشّخصِ يشيرُ ال Shinigami له للمجيء فيطيعه ويموت. مباشرةً قبلَ موتِ الشخص فإنّ ظلَّه سوف يبهت فيقول الناس أنهم يعرفون أنّ موته قريب من بهتان ظله. كما أنّ أسلوبَه يتغير عند الموت، ففي ساعاتِه الأخيرةِ يعودُ للنُّبْلِ والطيبةِ التي وُلِدَ عليها.

Migawari

يوجدُ اعتقادٌ أنّ الشخصَ ممكنٌ أنْ يكونَ بديلاً لحياةٍ أخرى. وهذا الاعتقادُ مبنيٌّ على أنّه إذا أختار أحدٌ أنْ يضحّي بحياتِه لإطالةِ عمرِ شخصٍ آخرَ، فيمكنه إهداؤه سنواتِه الباقية. وهذا الاعتقادُ يُستخدَم للتوضيحِ عن سببِ موتِ حيوانٍ أليفٍ مخلصٍ. فالكلبُ المخلصُ ممكنٌ أن يختارَ الموتَ ليصحّ صاحبُه المريضُ وينقذه من الموت. وهذا الفعلُ السّامي للحبّ والوفاءِ يساعدُ على تخفيفِ الأسى والحزن اللذين تشعر بهما العائلةُ عند فقدان حيوانها الأليف. ومن الحين للآخر يتمّ تناقل قصص عن الأصدقاء البشر الذين اختاروا الموتَ لإطالةِ عمر أشخاص آخرين. هذه ليست شائعة ولكنها موجودة.

Kami-Kakushi

والتي تشير إلى حكايات اختفاء الناس الغامض من بيوتهم وعدم عودتهم أو إيجادهم. الأطفال هم الأكثر شيوعاً في هذه الحالة ومن الحين للآخر يختفي الرجال والنساء والبالغين من دون أي أثر. في هذه الحالة يقوم الوالدان والأصدقاءُ والجيرانُ بالبحث وذلك بقرعِ الطبولِ والأجراسِ والنداءِ باسمِ الشخص المفقود. وأن هؤلاء الذين يُفقَدون من قِبَل kami يَمنحون العائلةَ لمحةً لهم في الأعياد أو بين الحشود قبل أن يُفقدوا نهائياً.

Kitsune

وهو ثعلبٌ ماكرٌ ذو قوةِ تغييرِ الهيئة. حيث من الممكن أن يتغيّر إلى بشرٍ أو إلى أيّ شكلٍ من أشكال الطبيعة أو حتى إلى مأوى. فالعديد استيقظوا عند اعتقادهم بأنهم يبيتون في منزل دافئ ليجدوا أنفسهم عندما يستيقظوا في الصباح ببركةٍ من الطين وبطنٍ مملوء بالأوراق المتعفنة. والعديد جلبوا سلالاً من السمك للمنزل ليكتشفوا عند وصولهم أنها أحجار. كما أن العديد من الرجال خاضوا مغامراتٍ مع ثعالبَ متنكرةٍ على شكل نساء.

كما يُعتَقد بأن الثعالبَ عندَها القدرة على امتلاك الشخص. فبالإضافة لقدرتِهم على التغيّر فهم قادرين على المسّ بالأشخاص فيصبحون فجأةً ذوي تصرفاتٍ غريبة وعنيفة. ففي الغالب الشخص الممسوس سيكون ذو حمّى عالية وكلامٍ غريبٍ لحدّ الهذيان فيأكل طعاماً غريباً ويرمي بالأشياء من حوله ويقفز بالأنهار ويتسلّق الجبال. وأغلب الممسوسين هم من النساء، فيتصل آبائهم بالكهنة أو السّحرة للصلاة لهم وبعد عدةِ أيامٍ يعود الشخص لحالتِه السابقة. وتُعزى الأضواء الفوسفورية التي نشاهدها في الغابات أو الحقول أثناء الليل إلى الثعالب أيضاً. فتقول القصص أنهم يستخدمون الفوانيس الفوسفورية لتوجيه موكب زفافٍ أثناءَ الليل أو في الطقس السّيء.

Neko

بالإضافة للثعالب لدينا القصص عن القطط. فالأمثال اليابانية تقول: "القطة هي ساحرة" فعلى الرغم من ظرافة القطط واعتبارِهم بريئين إلا أن القططَ الأكبرَ تُعتبر ممسوسةٌ بروحٍ شريرة. فبعد استحواذ الروح الشريرة للقطط تقوم بكل الأعمال للإيذاء الناس. وفي بعض الاحيان يأخذون شكل النساء الكبار بقتلهم وأكلهم وبعدها يأخذون شكلهم. وبذلك يستطيعون أذيةَ الناس ثم يختفون مرةً أخرى. ومن الحين للآخر يقومون بقتل الرّضّع والأطفالِ الصغارِ ولكن بدون أخذ أشكالهم. ولأن القططَ مثالٌ للحظِّ السيء فإنك إن استطعت قتل قطة حتى تُلعن من قِبل أرواحها السبع القادمة.

O-iwa

لعنةٌ أخرى وهي لعنةُ زوجةُ الساموراي . حيث أنّ زوجها سمّمها بينما هو كان يعاشرُ أمرأةً أخرى فتسبب لها التشوّه الدائمَ الأمر الذي دفعها لتقتل نفسها ولكن بعد ذلك بدأت تطارد زوجَها وعشيقتَه وسلالتهم، متسببةً بالعديد العديد من الوفيات والكثير من سوء الحظ. ويُقال أن ذكر هذه الرّوح من دون زيارة ضريحِها وتقديمِ القرابين يتسبّبُ بالسوء. فما كان للكثير من الكُتّاب وفنانين والكثير من الناس إلا أن يقوموا بزيارة ضريحها والصلاة بشكل ثابت لارضائها. ويقال بأن رجلاً ذهب للضريح وأخذ صوراً له من دونِ الصلاة أو حتى إرضائها بأضحية وعندما خرج كانت الصور مشوّشة . فذهب مرة أخرى صلّى لها ثم أخذ الصور فكانت صافية.

المنحدر من مقاطعة كي

في طوكيو يوجد تلٌّ دُعي بKinokunizaka أو ما يُعرَف ب"منحدر مقاطقة كي". وقبل إنارةِ الشّوارع كان التلُّ وحيداً مظلماً. وفي إحدى الليالي وبينما كان رجلٌ يمشي مسرعاً أعلى التلّ، شاهد امرأةً تبكي. وخوفاً من احتمال رغبتها بإغراق نفسِها هرع الرجل إليها وعرض عليها المساعدة الممكنة. كانت هذه المرأة جميلة ترتدي ثياباً تدلّ على أنها من عائلة ميسورة وعبّر لها عن قلقِه عليها وأنه لا ينبغي لها أن تتواجد في ذلك المكان في ذلك الوقت ولوحدها. وما إن وصل لكتفها ليشدّ انتباهَها ويساعدها حتى التفتت إليه ففوجئ بأنها بلا وجه. فصرخ وأخذ يركض ولم يتوقف إلى أن وجد بعض الضوء لبائع وبعد أن استجمع قواه أخبره بما شاهده.

Mujina

وهو كائنٌ على شكل الغُرير ويشبه كثيراً روحَ الثعلب لأنه يهوى المتاعب. ولكنّه على عكسها فإنه يتحوّل إلى نفس الشيء "شبح بلا وجه" ولا يوجد وراء الذعر الذي ينشره حقدٌ ولكن رغم ذلك وحتى بعد مرور ثلاثين عاماً إلّا أنّ الناسَ لا تزال تتجنب المشي ليلاً في Kinokunizaka.

المصدر:

هنا