علم النفس > القاعدة المعرفية

اضطراب ثنائي القطب - الجزء الثاني - التشخيص والعوامل المسببة

يُشخص الأطباء اضطراب ثنائي القطب باستخدام توجيهات الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية ( (DSM)

ليتم تشخيص هذا المرض يجب أن تكون الأعراض بمثابة تحولاُ جذريا عن السلوك أو المزاج الاعتيادي الذي يعيشه المريض.

يتوجب على الطبيب المختص إجراء فحص جسدي ومقابلة وفحوصات مخبرية لتشخيص المصاب بهذا المرض.

حالياً لا يتم تشخيص اضطراب ثنائي القطب من خلال فحوصات الدم أو تصوير الدماغ، لكن اجراء هذه الفحوصات ضروري لاستبعاد عوامل أُخرى قد يكون لها دور في تفاقم مشكلات المزاج كوجود سكتة أو ورم دماغي أو اضطرابات في الغدة الدرقية. إن لم تكن هذه العوامل (الأمراض العضوية) سببا لمشكلتك، يقوم الطبيب بإجراء تقييم نفسي ويُحيل المريض لأخصائي أمراض نفسية (طبيب نفسي مختص بتشخيص ومعالجة اضطراب ثنائي القطب) وعلى الطبيب المختص معرفة ما إذا كان هنالك حالات نفسية مشابهة في عائلة المريض ومعرفة الأعراض المصاحبة لتلك الحالات من خلال مقابلة المريض وأهل المريض أو زوجته...

غالبا ما تتم مراجعة الطبيب عندما يكون مريض ثنائي القطب في حالة اكتئاب أكثر من كونه في حالة هوس ابتهاجي ، لذلك على الطبيب أن يكون بارعا و حذرا من أن لا يتم تشخيص مريضه بالخطأ بمرض الاكتئاب –مرضى الاكتئاب لا يُعانون من حالات هوس (ابتهاج) وبالتالي تُطلق عليه تسمية أُحادي القطب.

الأمراض المصاحبة لاضطراب ثنائي القطب : غالبا ما يكون ادمان المخدرات أو الكحول مشكلة مصاحبة لمرضى ثنائي القطب و يعزو البعض أسباب هذا الارتباط إلى كون المريض يحاول علاج أعراض مرضه باللجوء للإدمان (هربا من أعراض مرضه).

اللجوء للمخدرات أو الكحول يفاقم ويزيد من أعراض اضطراب ثنائي القطب والحقيقة أن المشكلات السلوكية المصاحبة لحالة الهوس قد تقود المريض للإسراف في شرب الكحول.

تُصاحب اضطراب ثنائي القطب، اضطرابات القلق كاضطراب كرب ما بعد الصدمة والرهاب الاجتماعي وقد تتداخل أيضا أعراض اضطراب فرط النشاط مع أعراض ثنائي القطب كالأرق أو التشتت بسهولة، إلا أنه يمكن التمييز بينهما فأعراض فرط النشاط ثابتة، بينما تتخذ أعراض الاضطراب ثنائي القطب شكل نوبات متقطعة.

يكون مرضى ثنائي القطب أكثر عرضة لأمراض الغدة الدرقية والشقيقة وأمراض القلب و السكري والبدانة و أمراض جسدية أُخرى وهذه الأمراض الجسدية قد تكون سببا لأعراض الاكتئاب أو الهوس أو قد تكون نتيجة الأعراض الجانبية لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج ثنائي القطب

ماهي العوامل المسؤولة عن حدوث الاضطراب ثنائي القطب:

العامل الوراثي:

غالبا ما ينتقل اضطراب ثنائي القطب بالوراثة في بعض الأًسر، حيث يُعتقد بأن عدد من الجينات من المُحتمل أن تكون مسؤولة أو مرتبطة بالمرض، إلا أن هنالك وجهة نظر أُخرى تقول بأن الوراثة ليست سببا أساسيا لهذا الاضطراب إنما للعوامل البيئية دور أيضا في تطور هذا الاضطراب. تم إجراء دراسة على توأم متطابق أحدهما يحمل أعراض ثنائي القطب بينما لا يشكو الآخر من أية أعراض ترتبط بهذا المرض، بالرغم من أنهما يتشاركان مورثات متطابقة تماما وما يدل عليه البحث أن هنالك عوامل أُخرى (عوامل بيئية محيطة) بجانب العامل الوراثي قد يكون لها دور في تطور أمراض نفسية عند شخص دون الآخر.

وظائف و بنية الدماغ:

تتيح استخدام صور الرنين المغناطيسي (MRI) التقاط صور للجزء المُراد فحصه من الجسم بما فيه الدماغ وبالتالي تُساعد على دراسة بنية الدماغ ونشاطه ، يعمل الأطباء من خلال هذه الأدوات على تقصي الاختلافات بين دماغ شخص مُصاب باضطراب ثنائي القطب وبين دماغ أشخاص أصحاء أو حتى دماغ أشخاص يُعانون من اضطرابات نفسية أُخرى و مراقبة مناطق الدماغ وارتباطها مع بعضها البعض و بالتالي فهم أوضح لهذا الاضطراب و تأثيره مما يُساعد على التنبؤ بعلاجات أكثر فعالية لهذا المرض.

المصادر:

هنا