الكيمياء والصيدلة > كيمياء حيوية

لا حاجة لواقيات الشّمس: العديد من أنواع الحيوانات تُنتج واقياتها الشمسية بأنفسها!

تماماً كما يستخدم النّاس الواقي الشّمسي خلال أوقات التّعرّض للشمس، تحتاج الكائنات التي تقضي معظم حياتها تحت أشعّة الشّمس كالجراثيم والفطور والطّحالب، لحماية أنفسها من الإشعاع الشّمسيّ.

لقد اكتشف الباحثون ما الذي يحمي أنواعاً عديدة من الحيوانات من آثار التعرُّض لمستويات عالية من أشعة الشمس في بيئتها التي تعيش فيها.

نُشرت النتائج في مجلة eLife ، والتي وجدت أنّ أنواعاً عديدة من الأسماك والزواحف والطيور والبرمائيات تنتج طبيعياً واقياً شمسيّاً ذو جزيئات صغيرة، والذي يمنحها الحماية من الأشعة فوق البنفسجية ومكوّنات الضوء المسببة للحروق الشمسية، بالإضافة لأدواره الحيوية الأخرى. ويتضمّن هذا الواقي مركّبات تدعى الحموض الأمينيّة الشبيهة بالسبورين الفطري (MAAs) ومركّب شبيه يدعى غادوسول Gadusol.

ويعتقد الباحثون أنّ اكتساب تلك الحيوانات لهذه القدرة نتيجة التطور الجيني منذ عصور ما قبل التاريخ.

حيث وُجد المسار الجيني الذي سمح بإنتاج الغادوسول في الحيوانات بدءاً بتراوت قوس قزح والتمساح الأمريكي والسلاحف البحرية الخضراء وحتى الدجاج البلدى. كما وجد أنّ مسار اصطناع الأسماك للغادوسول مختلف عن مسار اصطناع العضويات الدّقيقة للـ (MAAs).

حيث يدخل في الاصطناع الحيوي لـ (MAAs) الذي يتم في بعض الأحياء الدّقيقة، ثلاثة تمائم أنزيمية. ويُستخدم مركّب يدعى فوسفات-7-سيدوهيبتولوز كمادّة أولية. ولتقصّي ذلك بشكلٍ أوسع، قام الباحثون بالتّعبير عن البروتين الشبيه بـ EEVS للأسماك في الإيشريشية الكولونيّة وحضنها جنباً إلى جنب مع فوسفات-7-سيدوهيبتولوز. وأثبت ناتج هذا التفاعل أنّ البروتين الشبيه بـ EEVS هو سكّر وظيفي. وأنتجت التفاعلات الأخرى جزيئاً يمتصّ الأشعة فوق البنفسجيّة بشدّة. وبيّنت الدراسات البنيويّة أنّ هذا الجزيء الصغير هو الواقي الشمسي غادوسول.

تحمل القدرة على صنع الغادسول، والتي اكتشفت أول مرّة في بيوض الأسماك، قيمة تطورية نوعاً ما دون ريب، نظراً لوجودها في أنواع عديدة. وبما أنّه يوفر الحماية من الأشعة فوق البنفسجية UV-B سيجعله ذلك واقياً جيداً من أشعة الشمس إضافة لوظائفه الأخرى كمضاد للسّموم، أو مخفّف للتوتر النفسي، أو التطور الجيني، وغيرها. كما وجد الباحثون طريقة طبيعية لإنتاج الغادسول بكميات كبيرة وذلك باستخدام الخميرة. وبمزيد من البحث قد يصبح ممكناً إضافة الغادوسول كمكوّن لأنواع واقيات الشمس المختلفة أو لمستحضرات التجميل أو المنتجات الصيدلانية التي يستخدمها الإنسان.

ويقول العلماء، من الناحية النظرية، قد يؤمن تناول الغادسول واقياً شمسياً جهازياً عوضاً عن الكريمات أو المستحضرات التي تدهن على البشرة.

وقد تبيّن وجود الغادوسول في بعض أنواع الجراثيم والطحالب وغيرها من الكائنات الحية. في حين كان يعتقد أنّ الفقاريات لا تستطيع الحصول عليه سوى من غذائها. وبرأي العلماء ستلعب القدرة على اصطناع الواقي الشمسي في الجسم دوراً هامّاً في مسار التطور. إلا أنّنا ما نزال في حاجة للمزيد من البحث لفهم الأهمية الفيزيولوجية والبيئية لهذا المركّب.

المصادر:

هنا

هنا