كتاب > روايات ومقالات

كيف تقرأ بذكاء... بسرعة... وبإدراك كبير؟

إذا أردنا أن نُلخِص هذا الكتاب بجملةٍ واحدةٍ، يُمكننا القول بأنَّه دعوةٌ للقراءة، دعوةٌ تنبعُ من نفسٍ مُعَذبةٍ من واقعِ القراءة في العالمِ العربي.

وهوَ صرخةٌ في عقولِ ونفوسِ النَّاس لِلنهوض من هذا الرَّماد وإشعال جذوةِ القراءة في واقعنا المَرير.

يُقِرُ المؤلف في مقدمة الكِتاب بِصعوبةِ هذه المَهمَة التي انبرى لها، حيثُ عَرَضَ بعض الإحصائيات المُخيفة عن الفَرق بيننا وبين العالمِ الغربي، ولكنَّه يحاول أيضاً أن يَغرسَ بذرةً لعلَّها تنمو وتثمرُ ولو بعدَ حين.

يتميز الكتاب بأسلوبه البسيط وجمال إخراجه، فهو من الكتبِ الملونةِ التي تحتوي على صورٍ تريح القارئ وتجتذب انتباه المُقبِلين حديثاً على القراءة.

يُقسَم الكتاب إلى خمسةِ فُصولٍ، يبدأها الكاتب ب "أهمية القراءة"، حيث يسأل "ماهي هوايتك؟”، فإذا أجبتَ بأنها القراءة فسيقول لكَ بأنكَ على خطأٍ كبير! فالقراءة ليست هوايةً وإنما ضرورة من ضرورات الحياة.

هل يمكن أن تقول بأنَّ هوايتك هي الأكلُ مثلاُ! أو التَّنفس! بالتأكيد لا.

ويشرح لنا أيضاً في هذا الباب كيف يمكننا أن نكوِّن مَلكةَ القراءة.

أما الباب الثاني "فَنُ القراءة"، فَيستهِلهُ المؤلف بِخمسةِ أسئلةٍ أسماها خُماسية فَنِ القراءة. وهي:

"ماذا أقرأ؟ لماذا أقرأ؟ أين أقرأ؟ متى أقرأ؟ وَكيف اقرأ؟".

ولعل لُبَّ الكتاب يتركز في هذه الأسئلةِ التي قد تبدو الإجابةُ عليها بسيطةً، ولكنَّ الكاتب يتوسع فيها كثيراً ويأخذنا إلى أبعادٍ أخرى جميلة لم تكن لِتخطر على بالنا.

كان (شيللي) الشَّاعر الإنكليزي، يمزقُ أوراقَ كلِّ كتاب يقرأه بعد أن يفرغ من قراءته ليصنع من الأوراقِ زوارقَ صغيرة، يطلقها في مياه البحيرات والأنهار ويشاهدها وهي تبحر بعيداً، فهذا كان أسلوبه الطَّريف في القراءة.

ولكن ما هي أشهر أساليب القراءة، ولماذا نحتاج أن نقرأ بسرعة؟ وكيف نُطَورُ من سُرعةِ قراءتنا؟ ومتى يجب علينا أن نبطء من هذه السرعة؟

سَتَجِدُ إِجاباتٍ كافيةً ووافية لكل هذه الأسئلة في البابِ الثالثِ المُعَنون بِ

"أساليبُ القِراءة".

تحت عنوان "القراءة الذَّكية"، يشرح المؤلف في البابِ الرابعِ الإرشاداتِ الأساسيةَ للقراءة الذَّكية، وأهمية أن يكونَ لِلقارئ برنامجٌ محددٌ وجاد للقراءة.

ويَختتِمُ هذا الباب بأهمِ الصِّفات التي يجب أن تتوفر في القارئ الجيد.

في الباب الأخير من الكتاب "أنواعُ القُرَّاء"، يُقَسِمُ الكاتب النَّاس من حيث القراءة إلى سبعةِ أصنافٍ أساسية: تبدأُ بالعاجزِ عن القراءة وتنتهي بالقارئِ النَّاقد وبينهما أنواعٌ أخرى تتفاوت من حيث حبها وشَغفها بالقراءة.

ويتناول أيضاً في هذا الباب الإجابة على سؤال مهم جداً وهو: كيف أقتني كتاباً؟ ويشرح في هذا الموضوع أساليباً أساسية يجب علينا اتباعها عندما نريد شراء الكتب كالتوقف عند عنوان الكتاب، معرفة اسم المؤلف والناشر، قراءة ظهر الغِلاف الأخير، التَّدقيق في تاريخ النشر، قراءة المقدمة والفهرس واستعراض بعض فقرات الكتاب بِعُجالة.

وبعدَ القيام بهذه الخطوات سنتمكن إلى حدٍ معقول من تحديدِ قيمة الكتاب الذي بين أيدينا، وسنكون قادرين على الإجابة على سؤال "هل هذا هو الكتاب الذي يلائمُ مُبتَغانا وحاجَتنا وذوقنا أم لا؟".

في النِّهاية، يُختَتَمُ الكتاب بالحديثِ عن مجموعات الكُتب وكيفية نَشأَتِها وأهميتها الكبيرة في انتشارِ عادةِ القراءة في أوساطِ النَّاس.

"القراءة الذّكية" كتابٌ جميلٌ بِشَكلٍ عام، يمكن أن تقتنيهِ أو تقدمه كَهديةٍ لصديقٍ عازفٍ عن القراءة. أما الإهداء فَخُصِصَت لهُ صفحةٌ في مقدمة الكتاب لتكتُبَ إهداءك لِهَذا الصَّديق.

معلومات الكتاب:

الكتاب: القراءة الذكية.

المؤلف: ساجد العبدلي.

دار النشر: شركة الإبداع الفكري للنشر والتوزيع-الكويت.

عدد الصفحات: 110 قطع متوسط.