الكيمياء والصيدلة > صيدلة

خسارة الوزن بزمنٍ قياسيٍ باستعمال حبةٍ سحريّة..أدوية التنحيف ما بين الحقائق والخفايا

أولاً: أدويةُ التنحيف السابقة والتي مُنع تداولُها حاليّاً:

وتشملُ هذه المجموعةُ العديدَ من الأدويةِ التي تمّ استعمالُها لفترةٍ ثمّ مُنعت بعدَ التحقُّقِ من نتائِجها. وتشمل هذه المجموعة:

السيبوترامين Sibutramine: وهو من أكثرِ هذه الأدوية شيوعاً، والمكوّنُ الفعال في دواء Meridia®، الذي قامت شركة Abbott العالمية بسحبه طوعيّاً من الأسواق أواخرَ عام 2010، نظراً للتأثيراتِ الجانبيّة الخطيرة التي يسبّبُها من مشاكلَ قلبيّةٍ وسكتاتٍ دماغيّة.

Phentermine: كان يُشارَكُ مع Fenfluramine باسم Fen-phen® أو مع Dexfenfluramine باسم Dexfen-phen® ، وقد قامت إدارةُ الغذاء والدواء الأمريكية بسحب هذه المشاركات من الأسواق عام 1997 لمشاكِلها القلبيّة الوعائية، كما ويُشارَكُ الفينتارمين بشكل جيد مع topiramate أيضاً و يعرف الشكلُ التجاري باسم Qsymia™

Rimonabant: لم تُعطِه الـ FDA التصريحَ في الولايات المتحدة منذ بداية عام 2006، وفي عام 2008 أوصت وكالةُ الأدويةِ الأوروبيّة "EMEA" بعدمِ تداولِه بسببِ مشاكله النفسيّة الخطيرة التي قد تصلُ للانتحار.

ومن الأدويةِ التي استُخدمت أيضاً لكبتِ الشهيّة لكن بشكل غير شرعيّ هنالك zonisamide و fluoxetine و sertraline. وكما سابِقُوها فقد ترافقَ استخدامُ كلٍّ منها بتأثيراتٍ جانبيةٍ وتحذيرات.

ثانياً: أدويةُ التنحيف المغشوشة:

كما ذكرنا سابقاً، فقد تمّ منع تداول مادة السيبوترامين . لكن المصيبة أنها ما زالت تستخدم بغشّ حيث توضع ببعض المستحضرات ثم تُباع هذه المستحضرات على أنها آمنة أو عشبية.

كما تمّ ضبط احتواء منتجات للتنحيف على مواد دوائية أخرى خطيرة بشكل مخفي تستخدم لأمراض ضغط الدم أو الصرع. وهنالك أدوية أخرى ضبط فيها تواجد مادة Fluxetine المستخدمة لعلاج لاكتئاب والتي ذكرنا أنه منع استخدامها.

ومن أنواع الغش الأخرى هي استخدام مادة تريامترين المدرة القوية للبول والتي إن استخدمت بشكل عشوائي قد تسبب مشاكل إسعافية خطيرة حيث يعتمد على خسارة الوزن عن طريق استنزاف الماء الموجود في الجسم.

ثالثاً: المتمّماتُ الغذائيّة:

يتمّ الترويجُ للعديدِ من المُكمّلاتِ الغذائيّة التي تُباعُ من دون وصفةٍ على أنّها تُساعد في تخفيفِ الوزن ولكن تمَّ إثباتُ عملِ القليلِ منها. والأسوأُ من ذلك، أن بعضَ المكوناتِ المستخدمةِ في هذه المتمّمات قد تكون خطيرةً. وتُصنِّف الـ FDA المنتجاتِ العشبيةَ على أنّها مكملاتٌ لها علاقة بالحمية، وهذا يعني أنها غيرُ مُصنّفة قانونياً ويمكن تسويقُها دون الحاجةِ لسنواتٍ من التجارب. ومن المكونات العشبيّة التي تجدُها في هذه المتمّمات:

1 - عشبة الإيفيدرا Ephedra أو التي تعرف باسم ma huang:

حَظرت إدارة الغذاء والدواء وضعَها في المتممات عام 2004، لتسبُّبِها بأمراضٍ كالنوباتِ القلبيّة واللانظميّات والسكتة الدماغية والذهان والصرع وقد تصل المخاطرُ للموت. تتميّزُ باحتوائها على الإفدرين والبسودوإفدرين والفنيل بروبانولامين.

2 – غوارانا Guarana:

وهي محرّضٌ طبيعي قد يسبب زيادةَ ضغطِ الدّم.

3- كاسكارا Cascara:

وهي ملين فعالٌ لكنّه لا ينبغي استخدامُه كخافضٍ للوزن شأنُه شأنَ المليّنات الشديدة الأخرى لأنه قد يسبّب جفافَ الجِسم وخللاً في الشوارد. كما أنّه يتداخل مع بعضِ الأدوية

4- جلوكومانّان Glucomannan:

مشتقٌّ من جذر نبات konjac، وقد تمّ حظر الجلوكومانّان في العديد من البُلدان لأنه عندما يتعرض إلى سائل، يتضخم ويمكن أن يؤدي إلى انسدادٍ في الجهاز الهضمي (في الحنجرة أو المريء أو في الأمعاء) وذلك في حال كان بشكل حبوب، أما على شكلِ مسحوقٍ فقد أظهر أماناً أكثرَ ويجب أن يؤخَذ مع كميّةٍ من الماء لا تقلُّ عن مئتين وأربعةٍ وعشرينَ غراماً من الماء (أي ما يعادل كأساً من الماء)

5- نبات الصبر Aloe:

يتمّ تسويقُه في بعض الأحيان بمثابَةِ مُطهّرٍ داخليّ، حيث يملِكُ تأثيراً مُسهّلاً قويّاً على الأمعاء. ويمكن أن يؤدّي إلى استنزاف المعادنِ أو ما هو أسوأُ في حالِ وجود مشاكلَ هضميةٍ كما في حال الإصابةِ بالتهاب القولون التقرُّحي.

6- مُستخلص الشاي الأخضر:

يعمل مستخلصُ الشاي الأخضرِ عن طريقِ كبحِ الشهيّةِ وزيادةِ استقلابِ الحُريرات والدهون، من المُكمّلات التي لا يوجد دليلٌ كافٍ عن عمله في تخفيفِ الوزن ولكن تجنّبْ استعمالَه بكمياتٍ كبيرة فهو يؤدّي إلى الغثيان، الإقياء، الانتفاخ، الغازات، الإسهال، الدوّار أو الأرق أو الهيَجان. كما يمكن أن يؤدي لمشاكلَ في الكبد. أما بالنسبةِ للشاي الأخضر فإليكم مقالنا عنه (رابط المقال)

7- الهوديا Hoodia:

ينمُو هذا النباتُ في صحراء كالاهاري في أفريقيا. وكان يستخدمُ للحدِّ من الجوع والعطش خلال رحلاتِ الصيد الطويلة

يتميز باحتوائه على العنصر P57، وهذا العنصر هو المسؤول عن قمعِ الشهيّة من خلال المساعدة على الشعور بالشبع. ولكن ليس هناك دليلٌ موثوق على أنها آمنةٌ أو فعّالة.

إذاً ما هي أدويةُ التنحيف المسموحُ باستخدامها حالياً؟

حتى تاريخ نشر هذا المقال يُصرَّح بأمانٍ استخدامُ الأدوية التالية تحت الإشرافِ الطبّي:

1- الأورليستات و يُعرَف باسمه التجاري كـ Xenical®:

تقوم آليةُ عملهِ على منعِ امتصاصِ نسبةٍ من دهون الطعام في الأمعاء. لذلك أحدُ تأثيراتِه الجانبيّة هي البرازُ الدهني واحتمالُ نقصان مستويات الفيتامينات المنحلة في الدّسُم. وهو الدواء الوحيد المسموحُ بصرفه حتى دونَ وصفةٍ طبية وتكون الجرعةُ الموصى بها كبسولةً 120mg ثلاثَ مرات يومياً خلال أو بعد ساعةٍ على الأكثر من وجبات الطعام الدسِمة.

2- Lorcaserin والذي يعرف باسم Belviq® :

وهو مقلدٌ انتقائيٌّ لمستقبلات السيروتونين من النمط 2C، يعملُ على ضبطِ الشهيّة من خلال الشعور بالامتلاء أو الشبَع، لكنه مازال حديثاً وتجري حولَه العديدُ من الدراسات.

3- الميتفورمين Metformin:

وهو دواء لمرضى السكري من النمط الثاني فهو يعمل على التقليل من امتصاص الغلوكوز في الأمعاء وزيادة حساسيّةِ المستقبلات للأنسولين كما يزيدُ استعمالَ الغلوكوز في العضلاتِ ويحرّضُ على فقدان الأنسجة الشحميّة.

4- بعض المتممات الغذائية:

وتختلفُ عن سابقتها بأنها ذاتُ تأثيراتٍ جانبيةٍ أقلّ أو معدومةٍ. ولا يزال معظمُها في طور الدراسة ولم يتمّ تأكيدُ أمانِها وفعاليّتِها بعدُ، أمثلةٌ عليها:

أ – مُستخلص القهوة الخضراء: يُعتَقَدُ بأن القهوة الخضراء تقللُ من دهون الجسم وتساعد في خسارة الوزنِ. وقد ظهرت الأعراضُ الجانبيّة عند عددٍ قليل من الناس وذلك بسبب الكافئين الموجودِ وتتمثّلُ هذه الأعراضُ بصداعٍ – اضطرابٍ في معدة -العصبية – الأرق – عدمِ انتظامِ ضرباتِ القلب.

ب - الشيتوسان: وهو سكرٌ مستخرج من الطبقات الخارجية الصلبة للكركند وسرطان البحر والقريدس. يُقال أنه يمنع امتصاصَ الدُّسُم والكوليسترول. تمّ دراسُةُ أثره في تخفيضِ الوزن بجرعات بين 1- 5 غرامات. ولا يسبّبُ آثاراً جانبيةً إلا نادراً وتتمثّل باضطرابِ المعدة.

جـ - الكروميوم (الكروم): وهو معدنٌ طبيعيٌّ يعزّزُ تأثيرَ الأنسولين. له دورٌ في تقليلِ الشهيّة وحرقِ المزيد من السُّعُرات الحرارية وتقليل دهون الجسم ويزيدُ الكتلةَ العضليّة ويتواجد طبيعياً في الغذاء.

والآن إليكم بعضُ العباراتِ الموجودةِ على أدوية التنحيف والتي يجب الحذرُ منها:

- ادعاءاتٌ بخسارة الكثير من الوزن وبسرعة. مثل: "هذا الدواء يجعلك تخسر 5 كغ في الأسبوع الواحد"

- استخدامُ مفرداتٍ مموّهةٍ مثلَ: "مضمون النتائج" أو "إنجازٌ علمي غير مسبوق"

- المنتجات التي تسوق بلغات غريبة.

- المنتجات التي تصل إعلاناتُها عبر الإيميل والانترنت.

- المنتجات التي تسوَّق على أنها منتجاتٌ عشبيّة آمنةُ الاستخدامِ وذاتُ نتائجَ تماثلُ الأدوية الكيميائية.

وهنا لدينا سؤال: كم من الوزن قد أخسر في حال استعمالِ أدوية التنحيف المعترفِ بها؟

تساعدك أدوية التنحيف الآمنةُ على خسارة 5-10% من وزنك خلال 12 شهر عندما تترافق مع حميةٍ غذائيةٍ ورياضة وهي نسبةٌ كافية لتحسين مستوى ضغط الدم والسكري. أي ما يعادل باونداً واحداً أو باوندين في الأسبوع.

لكن السؤال الأهم: هل يمكن لأي شخص تناولُ أدوية التنحيف؟

بشكل عام يجب على أي شخص يعاني من زيادةٍ في الوزن اللجوءَ في البداية للحميةِ الغذائية والتمارين الرياضية. وتستخدمُ حبوبُ التنحيف في ظروف أشدَّ، أي عندما لا ينجحُ فقدانُ الوزن بالرياضة والحمية وكان المريض يعاني من المخاطر الصحيّةِ المرتبطة بزيادة الوزن أو السمنة. ولا تُستخدمُ أدويةُ ضبطِ الوزن إلا بإشرافٍ طبّي وفي الحالات المزمنة للأشخاص ذوي مؤشرِ كتلةِ الجسم BMI أكبرَ من 30 كغ\م2 أو مؤشرُ كتلة الجسم لديهم أكبرُ من 27كغ\م2 والذين يعانون من خطر ارتفاعِ ضغط الدم أو خطرِ الإصابة بالسكري أو ارتفاعِ الشحوم.

وملاحظة هامة، يمنع استعمال هذه الأدوية عند النساء الحوامل.

ونصيحة الباحثين الأخيرة حول هذا الموضوع: الوقاية من زيادة الوزن خير من العلاج، كما أن الإرادةَ وتغييرَ نمط الحياة من أهمّ العواملِ المساعدة على خسارة الوزن وننصحُ دائماً باستشارة اختصاصيِّ التغذية قبل تناولِ أي دواء.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا