الطب > طب الأسنان

التَّدخين و الصحَّة الفمويَّة (2): الأضرار التي يجهلها المدخِّنون

الأضرار التي يجهلها المدخِّنون

خامساً: الامتصاص المرضيُّ في النَّسيج العظمي الدَّاعم للأسنان:

يترافق تدخين السجائر مع ازدياد انتشار الإصابة بالمرض حول السنيِّ وخطورته، والذي يعتبر مُدمِّراً للنسج حول السنيَّة من خلال تشكيل جيوبٍ لثويَّة حول الأسنان، وخسارة العظم حول السنيِّ، وأخيراً فقد السن.

ويمكن تفسير تأثير التدخين على العظم حول السنيِّ بحدوث امتصاصٍ عظميٍّ "أفقيٍّ" أو "عموديٍّ" أو "زاويٍّ"، وإنَّ امتصاص العظم العمودي يعتبرُ مؤشراً لتقدم المرض في الأنسجة الداعمة، ليشمل العظم حول السني.

وفي دراسةٍ أجراها الطبيب (Baljoon M) عام 2005، أشارت النتائج إلى وجود علاقةٍ هامَّةٍ بين التَّدخين والامتصاص العمودي في العظم حول السنيِّ، ويمكن اعتبار التدخين عامل خطورةٍ يؤهِّب للإصابة بامتصاص العظم حول السنيِّ عموديّاً.

لماذا يؤدِّي التدخين إلى الإصابة بالمرض حول السنيِّ، والذي يؤدي بدوره إلى فقد الأسنان؟

ينشأ الالتهاب المزمن في النُّسج الدَّاعمة عن الاستجابة المناعيّة فيها تجاه التجمُّع الجرثوميِّ المُتراكِم على سطوح الأسنان. ممّا يؤدِّي إلى تخرُّب ارتباط النُّسج الضَّامة، وبالتالي تشكُّل جيبٍ حول سنيٍّ، يليه امتصاص العظم السَّنخيّ.

سادساً: ارتفاع خطر الإصابة بالطَّلوان:

وفقاً لدراسة أجرتها الدكتورة (Marija Bokor-Bratic) وزملاؤها تبيَّنَ الارتباط الطرديُّ بين فترة التَّدخين وانتشار الطُّلوان الفمويُّ، كما تبيَّن أن الزمن المثاليّ لتطُّور الطلُّوان كان بعد التَّدخين لمدَّة أربع سنواتٍ متواصلة، إضافة إلى الارتباط الهام بين عدد السَّجائر اليوميَّة وظهور الطُّلوان الفموي.

وهناك دليلٌ واضحٌ على أنَّ الانقطاعَ التّامَّ عن استخدام التَّبغ يؤدِّي إلى انخفاض احتمال الإصابة بالطُّلوان الفمويِّ أو ربَّما انعدامه، كما تنخفض درجة الخطورة إلى مستوياتٍ مُقاربةٍ لمن لم يسبق لهم التَّدخين. قد تفيد هذه المعلومة في تشجيع المدخِّنين على الإقلاع عن التَّدخين.

سابعاً: تأخُّر عملية الشفاء:

وفقاً لدراسةٍ أجراها الدكتور (José Roberto PINTO) وزملاؤه، تبيَّن التأثيرُ الجهازيُّ السلبيّ للنيكوتين في شفاء التجويف السنخيِّ بعد قلع الأسنان، وتجلى ذلك بوضوحٍ في تأخُّرِ تشكُّل عظمٍ جديدٍ وتنظيمه، وكذلك تأخُّر تجدُّد المخاطية اللثويَّة، ولاسيما مكوِّناتها الضَّامة.

كما انخفض التشكُّل الوعائيُّ الجديد في أماكن التَّعظُّم والنسيج اللثويِّ المتشكِّل حديثاً، وترتبط شدَّة التأثيرات الضَّارة للنيكوتين على شفاء العظم السنخيِّ مباشرةً بجرعته.

وفي دراسة للدكتور (Wan CP) وزملائه حول تأثير التدخين على الاستجابة العلاجيَّة عند إجراء المعالجة حولِ السنيَّة غيرِ الجراحيَّة، وبعد استخدام التحليل متعدِّد المستويات على البيانات الخاصَّة بالاستجابة للمعالجة حول السنية، فقد أظهر المدخنون تراجعاً أقلَّ في أعماق الجيوب حول السنية وخاصةً في المناطق العميقة منها وذلك عند السبر المناسب وبعد المعالجة حول السنية غير الجراحية.

وفي دراسةٍ حول "تدخين التَّبغ والشِّفاء الجراحي للنسج الفمويَّة" أجراها الدكتور (SM Balaji)، كانت النَّتيجة بأنَّ التبغ - وبعيداً عن كونه مترافقاً مع الآفات السرطانيَّة وما قبل السرطانيَّة - يؤثِّر سلباً على نتائج جميع الإجراءات العلاجيَّة المُطبَّقة داخل الحفرة الفمويَّة، بدءاً من المعالجة حول السنيَّة غير الجراحيَّة إلى الجراحة التقويميَّة الفكيَّة.

ثامناً: التَّدخين و الزرعات (الغرسات):

يزيد معدَّل فشلِ الزرعات السِّنيَّة عند المدخِّنين في الفك العلويِّ عنه في الفك السفليِّ، ورُبَّما ذلك لأنَّ عظم الفك العلوي أقلُّ كثافةً وأكثرُ عرضةً للتأثيرات الضارة للتدخين.

كما تبيَّنَ أنَّ التقبُّض الوعائي الناتج عن الامتصاص الموضعيِّ للنيكوتين إلى الدم يعدُّ عاملاً هاماً في فشل الزرعات.

وقد يوضِّح ذلك انخفاضَ معدَّلات فشل الزرعات في المنطقة الخلفيَّة من الفك السفليِّ، حيثُ يغطي اللسان تلكَ المنطقة وبالتالي يحميها من التأثير الموضعيِّ لتدخين التبغ.

ويوصى ببروتوكولات مختلفة لزيادة فترة بقاء الزرعات عند المدخنين. فقد اقترح (Bain and Moy) وجوبَ توقُّف المريض عن التدخين لمدَّة أسبوعٍ قبل الجراحة للسماح بتراجع المستويات العالية من تكدُّس الصفائح الدموية ولزوجة الدَّم، فضلاً عن التأثيرات قصيرةِ الأمد المترافقة مع النيكوتين.

كما يجب أن يستمر المريضُ في تجنب التبغ لمدة شهرين بعد تطبيق الزرعات، وفي هذه الفترة يكون شفاء العظم قد وصل إلى الطَّور الباني للعظم وبدْء الاندماج العظمي.

كما اقترح (Lambert) وزملاؤه بأنَّه من الممكن إنقاص التاثيرات الضَّارة بإيقاف التدخين واستخدام الصادات الحيوية قبل الجراحة واستخدام الزرعات المغلَّفة بمادَّة الهيدروكسي أباتيت.

تاسعاً: التدخين والسرطان الفموي:

تمَّ تصنيفُ تدخينِ التبغ من قِبَل الوكالة الدوليَّة لأبحاث السَّرطان (IARC) كسببٍ لسرطان البلعوم الأنفي والبلعوم واللوزات والفم.

وأظهرت التحاليلُ الإحصائيَّةُ أنَّ خطر الإصابة بالسَّرطان داخل الفم يزيد عند المدخِّنين بثلاثة أضعافٍ عنه عند غير المدخِّنين. كما يزيد خطر الإصابة بالسَّرطان البلعوميِّ عند المدخِّنين بسبعة أضعافٍ عنه عند غير المدخِّنين.

كما ظهر من خلال التحاليلِ الإحصائيَّةِ أنَّ خطر الإصابة بالسَّرطان داخلِ الفمويِّ عند الرِّجال المدخِّنين لعددٍ أكبرَ من السَّجائر ولفترةٍ أطول، يزيد بثلاثة أضعافٍ عنه عند الرِّجال المدخِّنين لعددٍ أقلَّ من السَّجائر ولفترةٍ أقل. كما أنَّ خطر الإصابة بالسَّرطان داخل الفمويِّ عند النِّساء المدخِّنات لعددٍ أكبرَ من السَّجائر ولفترةٍ أطولَ يزيد بأربعة أضعافٍ عنه عند النِّساء المدخِّنات لعددٍ أقلَّ من السَّجائر ولفترةٍ أقل.

كما يزيد خطر الإصابة بسرطان البلعوم الفموي عند الرِّجال المدخِّنين بشكلٍ أكبرَ ولفترةٍ أطولَ بمرتين تقريباً عنه عند الرِّجال المدخِّنين بشكلٍ أقلَّ ولفترة أقصرَ، كما يزيد خطر الإصابة بسرطان البلعوم الفمويِّ عند النِّساء المدخِّنات بشكلٍ أكبرَ ولفترةٍ أطولَ بثلاثة أضعافٍ عنه عند النِّساء المدخِّنات بشكلٍ أقلَّ ولفترةٍ أقصر.

عاشراً: تأثيرات إضافية للتدخين ضمن الحفرة الفموية:

• فرط الميلانين:

يترافق فرط الميلانين مع تدخين السجائر والغليون، ويُشاهَد على شكل بقعٍ بنيَّةِ اللون داخلَ الفم، ويحدث عند 5 – 25.5% من المدخِّنين. وتنشأ هذه التصبغات عن التَّدخين لآنَّه يسبِّب تحريضَ إنتاجِ الميلانين أو ارتباطِ الميلانين بالمركبات الموجودة في دخان التبغ.

• إلتهاب الفم النيكوتيني:

وهو استجابةُ قبةِ الحنَك للحرارة المُفرِطة الناتجة عن التدخين، ويبدأ كمنطقةٍ مُحمرَّةٍ في قبة الحنَك الصلبة، ثمَّ تصبح بيضاء، وثخينة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا