الكيمياء والصيدلة > كيمياء

ما حقيقة انفجار " تيانجين " الكيميائي الضخم الذي هزّ الصين مؤخراً؟

في تاريخ 12 آب الجاري أضيئت سماء مدينة تيانجين في الصين. لم يكن ذلك بسبب أي احتفال أو مناسبة، بل أضيئت بسبب انفجارات كيميائية رهيبة لأحد المستودعات في ميناء تيانجين الصيني.

لقد حصدت تلك الانفجارات إلى حين كتابة هذا التقرير أكثر من 56 قتيل و 721 جريح نقلوا إلى المشافي.

ويحاول المحققون الآن معرفة المواد الكيميائية التي تمّ تخزينها في تلك المستودعات.

وكان قد أخبر نائب مدير هيئة مراقبة العمل في تيانجين وكالة شينهوا الصينية للأنباء أنّ وجود تناقضات واختلافات كبيرة بين المخزونات المسجلّة من قبل المسؤول عنها في تيانجين وبين السجلّات الموجودة لدى الجمارك، تعيق عملية التحقيق في مسبّبات هذا الانفجار.

وقد أضاف غاو أنّه سُمح للشركة المالكة للمستودع، شركة Ruihai التموينية الدوليّة، بتخزين مواد كيميائية خطيرة فيه بما في ذلك غازات وسوائل قابلة للاشتعال، سيانيد الصوديوم، كربيد الكالسيوم، التولوين ثنائي الإيزوسيانات.

إذ تقول منظمة Greenpeace Asia أنّ سيانيد الصوديوم يعتبر عالي السميّة، بينما يتفاعل كل من كربيد الكالسيوم و التولوين ثنائي الإيزوسيانات مع الماء بشدّة وهو قابل للانفجار. ويقول ريك هيند المدير القانوني لحملة المواد السّامة لمنظمة Greenpeace وهناك أيضأً خطر من استنشاق بقايا تلك المواد السّامة التي انتشرت في الجو. وقد يكون الخطر الأكبر هو إمكانية اشتعال بقايا مواد بتروكيميائية مخزّنة في مخزن قريب من مكان الانفجارات.

وكذلك النيران التي تبقى مشتعلة تنتج مواد كيميائية قد تكون خطرة على رجال الإطفاء، لذا يتوجّب عليهم ارتداء سترة واقية.

اقترح خبراء تخزين المواد الكيميائية الخطرة إعادة النظر في الاجراءات التي اتّخذها هذا المستودع لفصل المواد الكيميائية المخزّنة فيه والتي يمكن أن تتفاعل أو تنفجر في حال تمّت ملامستها والاحتكاك بها .

يقول جو إيدز من مجموعة أصفهان التابعة لإحدى الشركات في سنغفورة: "إنّ تخزين مواد قابلة للاشتعال وكذلك شديدة السميّة وغير مستقرّة حرارياً مثل كربيد الكالسيوم جنباً إلى جنب مع مواد كيميائية قابلة للاشتعال أيضاً يشكّل مصدراً للقلق."

ويقول أنّ السبب الأكثر شيوعاً للحرائق الكيميائية هو تسرّب لأحد الأنابيب أو الحاويات التي تحترق بوجود مصدر للاشتعال مما يرفع درجة حرارة الحاويات المجاورة مسببة انفجارات لاحقة.

لذلك ينبغي على المحققين التأكّد من كفاءة الموظفين الذين كانوا مسؤولين عن إدارة المستودع، هل لديهم الكفاءة الكافية للتعامل مع هذه المواد الكيميائية الخطيرة!

وللوصول لتلك الغاية أطلقت الحكومة الصينية اليوم حملة لمراجعة كفاءة كل الجهات المسؤولة عن تخزين المواد الكيميائية الخطيرة. حيث قد حثّ مجلس المدينة في بكّين السلطات على جميع مستوياتها لأخذ العبرة من انفجار تيانجين واتّخاذ الحيطة والحذر خوفاً من تكرار انفجارات مماثلة، وذلك بالقضاء على أي نشاطات غير نظامية وقانونية من شأنها أن تهدد سلامة عمليات تخزين المواد الكيميائية الخطيرة والتي قد تؤدّي لانفجارات كالتي حدثت.

ولأخذ العلم :

سيانيد الصوديوم: مسحوق أو حبيبات بلورية بيضاء اللون، قابل للانفجار عند تسخينه أو ملامسته الماء أو الحموض القويّة. يطلق سيانيد الصوديوم غاز سيانيد الهيدروجين، وهو غاز شديد السميّة وخانق للإنسان إذ يتداخل مع قدرة الجسم على استخدام الأوكسجين. لذلك فإنّ التعرّض لغاز سيانيد الهيدروجين قد يكون قاتلاً بسرعة وذلك لأنّه يؤثر على كل من الجهاز الرئوي والعصبي والقلب والأوعية الدموية من خلال خفضه لمستويات الأوكسجين في الجسم.

كربيد الكالسيوم: كتل بلورية سوداء ذات رائحة مميزة، غير قابل للاشتعال بطبيعته ولكنّه يشكّل غاز الأستيلين القابل للاشتعال والانفجار بشدة عند ملامسته للماء أو للهواء. أمّا استنشاقه فيسبب سعالاً وصعوبةً في التنفس واحتقان في الحلق وإحمرار للجلد واحتراقه وكذلك إحمرار العينين وعدم وضوح الرؤية. لذلك يجب حفظه في أمكنةٍ وحاويات جافة بعيدة عن الماء وعن أي مصدر من مصادر الاشتعال.

التولوين ثنائي الإيزوسيانات: سائل أصفر شاحب اللون في درجة حرارة الغرفة، رائحته نفّاثة، وهو قابل للاشتعال عند درجات حرارة عالية إذ يحترق وينتج غازات سامّة كالسيانيد وأكاسيد النتروجين. يُمتصّ بسرعة عن طريق الرئتين وبشكل أقل عن طريق الجلد، ويؤدّي امتصاصه عن طريق الرئتين إلى أمراض في الجهاز التنفسي وقد يسبب الاختناق.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا