الفيزياء والفلك > علم الفلك

NASA تؤكد عدم صحة الأخبار عن وجود كويكب على وشك التصادم مع الارض

انتشرت في الآونة الأخيرة على المدونات و مواقع التواصل الاجتماعي مقالات تزعم أنّ كويكباً يقترب من الأرض مشكلاً خطراً يهدد كوكبنا في النصف الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل وأن نقطة التصادم ستكون بالقرب من جزر بورتوريكو التابعة للولايات المتحدة الأمريكية. تزعم الإشاعة أن هذا الاصطدام الكارثي سيسبب دماراً يشمل المحيط الأطلسي ،خليج المكسيك، شواطئ الولايات المتحدة و قارة أمريكا الوسطى و الجنوبيّة.

الحقيقة أنه لا صحّة لتلك المزاعم. تفيد الأدلّة المبنية على الأسس العلميّة أنه لن يحدث أيّة اصطدام بالكرة الأرضية من قبل أيّة كويكب لا في وقتنا الراهن و لا في المستقبل القريب على حد علمنا و حسبما يؤكّد بول كوداس مدير مكتب NASA لدراسة الأجرام السماوية المقتربة من الأرض في باسادينيا، كاليفورنيا.

يتألف برنامج NASA لمراقبة الأجرام السماوية من مجموعة من العلماء و رواد الفضاء مهمتهم مراقبة و دراسة الأجرام السماوية المقتربة من الأرض و تحديد مسارها في الفضاء للتأكد أنها لا تشكل خطر محتملاً على كوكبنا. أكّد فريق هذا البرنامج لدراسة الأجرام السماويّة المقتربة من الأرض أنّ جميع الكويكبات و المذنبات الّتي قد تشكل خطراً على الأرض فرصتها في أن تصطدم بنا ضئيلة جدّاً (أقل من 0.01%) وذلك خلال المئة سنة القادمة. و يؤكّد كوداس أنّه لو كان هناك أيّة جرم سماوي يقترب من كوكبنا مهدداّ سلامتنا لكنا رصدناه و لكننا لم نشاهد أي شيء من هذا القبيل.

يعلم كوداس و فريقه أنها ليست المرّة الأولى التي تطلق فيها مزاعم مثل هذه المزاعم و لن تكون هذه المرّة الأخيرة لأنّ الناس يعجبها هذا النوع من الإشاعات على ما يبدو.

في عام 2011 انتشرت شائعات عن مذنب Elenin وأن اصطدامه بالأرض سيؤدي لهلاك من عليها، لكن المذنّب لم يشكّل أي خطر على الكرة الأرضية وتحطم في الفضاء مخلفاّ سيلاً من الغبار الناعم. في عام 2012 انتشرت أيضاً مزاعم تؤكد بأنّ كويكباً سيصطدم بكوكبنا مسبباً فناء البشريَة في نهاية تقويم المايا الذي ينتهي في عام 2012 ولم يحدث ذلك.

في هذا العام انتشرت مزاعم كثيرة على المدونات في مواقع التواصل الاجتماعي تزعم ان المذنب 2004 BL86 و المذنّب 2004 سيخترقان مسار الأرض و سيشكلان خطراً كبيراً على كوكبنا، لكنهما مرّا بسلام و لم تحدث أية اصطدمات أو أيّة كوارث تماماً كما أكدت ناسا قبل وقوع الحدث.

مجدّداً أدعوك عزيزي القارئ إلى الاطمئنان. لا أسس علميّة لهذه المزاعم و لا أدلّة على حدوثها خلال القرن المقبل على أقل تقدير.