الهندسة والآليات > تكنولوجيا الفضاء

تزويد الأقمار الاصطناعية بالوقود في الفضاء: الحلم الذي أصبح حقيقة

إن إرسال قمر صناعي أمر مكلف بلا شك واستبداله عندما يعطب أمر أكثر كلفة، فمن غير المعقول مثلاً أن تتخلص من سيارتك في كل مرة يفرغ فيها خزان الوقود. ولكن هذا بالضبط ما يجري فعله الآن مع الأقمار الصناعية وطبعاً يعد هذا هدر كبير للأموال. لحل هذه المشكلة خصصت ناسا مكاتب أسمتها مكاتب خدمات الأقمار الصناعية (SSCO) وفي حزيران هذا العام اختبرت روبوتاً جديداً تقضي مهمته بإصلاح الأقمار المدارية في محطة الفضاء الدولية.

في العام 2013 ، اختبرت ناسا تقنيات تحكم عن بعد لنقل الوقود عبر الفضاء كخطوة أولى لتزويد الأقمار بالوقود (وذلك حتى للأقمار الصناعية غير القابلة للتزود بالوقود). وبعد سنتين أعيدت الاختبارات إلى الواجهة مع أدوات مراقبة جديدة تسمى (VIPIR) وهي عبارة عن روبوت مزود بنظام تصوير بمصمم ليتم التقاطه بواسطة ديكستر ( ديكستر هو يد آلية تعيش على محطة الفضاء الدولية ).

تستخدم هذه الأدوات لفحص الأشياء بواسطة مصفوفة مؤلفة من ثلاث آلات تصوير مختلفة متضمنة ما يسمى بورسكوب بطول يصل إلى (85سم) وهو عبارة عن أبنوب بنهايته عدسات معينة.

يقول فرانك كيبولينا المدير المساعد لمكتب خدمات الأقمار الاصطناعية والذي شارك بخمس مهمات لصيانة تليسكوب الفضاء المشهور هابل " رؤيتنا المستقبلية حول وجود الروبوت المزود بأداة صغيرة مجهزة بمجموعة أدوات تستطيع استكشاف الأخطاء وتقديم يد العون في الوقت المناسب للمركبات الفضائية مما يؤدي إلى تمديد مدة خدمة هذه المركبات وما سيعنيه ذلك من توفير هائل."

من المعلوم أن فحص واختبار الأقمار الصناعية النشطة أمر ضروري وقد يصعب إصلاحها أحياناً وحتى بالنسبة للأقمار التي أصبحت خارج الخدمة تكون عملية اكتشاف هذه الأعطال سبباً لمعرفة أسباب الفشل ونقاط الضعف والابتعاد عنها في التصاميم القادمة، في الصورة التالية نجد نموذجاً مصغراً مطبوعاً بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد لما قد يبدو عليه قمر الخدمة الصناعي الجديد مزوداً بإمكانيات متفوقة للوصول إلى الأدوات المختلفة وتشغيلها بواسطة ذراعه.

تدخل الذراع بين النتوءات وتدفع أي أداة تريدها للخارج، وتتضمن الأدوات المتوفرة قطاعة الأسلاك و أداة متعددة الاستخدامات و أدوات السلامة وصمام نقل الوقود.

إن هذا الصندوق مع كل ما يحتويه من أدوات أصبح جاهزاً الآن خارج محطة الفضاء الدولية ليتم إدخاله بواسطة ذراع ديكستر.

في نهاية هذا العام وبحسب ما سينتج عن مهمة التزود بالوقود في المحطة الدولية، سيكون قد تمت عدة مهام إضافية لرؤية مدى فعالية الروبوت خاصة لعملية استبدال الكريوجين (وقود أحفوري) والقيام بتوصيلات كهربائية أساسية ستسمح بدورها لترقية أو استبدال الأدوات بشكل كامل.

لا يسعنا في النهاية إلا أن نقول أن عصر الاعتماد على العنصر البشري في تنفيذ المهام خارج كوكب الأرض بدأ يتقلص لصالح الروبوتات التي على ما يبدو لن يحدها سماء أو أرض أو فضاء.

المصادر:

NASA

هنا