الفنون البصرية > فنانون عالميّون

بانكسي: الغامض الذي أحيا الجدران بإبداعاته!

يمكنكم الاستماع للمقال عوضاً عن القراءة:

بانكسي هو الاسمُ المستعارُ لأحدِ أهمِّ الفنانين الغرافيتين في بريطانيا والعالم والمعروفُ بلوحاتِه المثيرةِ للجدل والتي غالباً ما تحمل مدلولاتٍ سياسيةً وثورية.

بدأ بانكسي عملَه الفنيَّ في بداياتِ تسعيناتِ القرنِ الماضي بانضمامِه إلى فرقةٍ من الفنّانين الغرافيتيين دُعيت آنذاك DryBreadZ. وقد تأثر في بدايةِ مشوارِه الفنيّ بأعمال الفنانBleck Le Rat وقد قامَ بإعادةِ إحياءِ أفكارِه القديمة. بدأ بانكسي بالرسمِ اليدويِّ ولكنه فيما بعد تحوّلَ للرسمِ بالستنسل(1) وأصبحَ نمطَه الشائعَ بالرسم. فعندما كان في الثامنة عشرة من عمره قبضت عليه الشرطة مع رفاقة وهم يقومون بالرسم على الجدران بتهمةِ تخريبِ الملكيّاتِ العامّة، وبينما هرب رفاقُة اختبأ بانكسي تحت شاحنةِ جمعِ القمامة، حيث لفتت نظرَه الأحرفَ المطبوعة بالستنسل على الشاحنة وقرر اتِّباع هذا النمط الجديد في أعماله الفنية.

وتتميّزُ أعمالُ بانكسي الفنيةُ بأفكارِها المثيرةِ والخارجةِ عن المألوف والتي كثيراً ما تترافقُ مع شعاراتٍ مكتوبة. وغالباً ما تتضمّنُ لوحاتِه رموزاً سياسيةً تنتقد بشدةٍ الحربَ والعولمةَ والنفاقَ والطمعَ عندَ البشرِ. ويستخدمُ في لوحاتِه الكثيرَ من العناصرِ ومنها الجِرذانِ والقرودِ ورجالِ الشرطةِ والأطفالِ وحتّى أفرادِ العائلةِ الملكيةِ أحياناً.

وبالإضافةِ للرسمِ ثنائيِّ الأبعادِ على الجدرانِ، يُعرَف بانكسي برسومِه على المجسّماتِ، ولعلَّ أشهرَها لوحتُه من النمطِ الفيكتوريِّ التي رسمَها على فيلٍ حيٍّ مما أثار حفيظةَ العديد من مناصري حمايةِ الحيوانات. كما أنّه استخدمَ أيّ معالم في الطريق ليتخذها مرتكزاً لإبداعاتِه من إشاراتِ المرورِ إلى الجدرانِ التي تحوّلت إلى معالمَ فنيةٍ تمزجُ بينَ الكوميديا السوداءِ والفنِّ الغرافيتي وتنشرُ رسائلَ مختلفةً من الفنّ إلى الفلسفةِ مروراً بالسياسة.

وقد أثارَت العديدُ من لوحاتِه الرأيَ العامَّ برموزِها المثيرةِ ومنها رسومُه على الجدارِ العازلِ بين فلسطين واسرائيل في عام 2005.

كما برع باتكسي باستخدامه للوحاتٍ أصليةٍ وإحداثِّ تغييراتٍ مخربةٍ فيها.

وقد حولت شهرةُ بانكسي العالميةُ لوحاتَه من نوعٍ من التخريب للجدران العامّة إلى قطعٍ فنيةٍ عالية القيمة. حتى دُعي هذا الارتفاع في قيمة الفن المرسوم على الجدران العامة بتأثير بانكسي.

وقد شهدَت مختلفُ بقاعِ العالم لوحاتٍ من إبداعِه، ومن الدّول التي زارَها استراليا، انكلترا، الولايات المتحدة، جامايكا، كندا. وفي تشرين الأول من عام 2013 بدأت لوحاتُ بانكسي تظهر في شوارع مدينة نيويورك بعد انتقالِ بانكسي إليها، بعضُها مرسومةٌ بدقةٍ وعنايةٍ وبعضها لا تعدو كونها خربشاتٍ على جدار. وخلال هذا الشهر باعَ بانكسي بعضاً من لواحاته بما لا يزيد عن 60 دولار للقطعة وهو ثمنٌ أقل بكثير من القيمةِ الحقيقيةِ للوحاتِه.

وتبقى هويةُ بانكسي الحقيقيةُ مجهولةٌ، ولكن يُعتقد بأنه وُلد في بريستول في المملكةِ المتحدة عام 1974. وقد ذاع صيتُه في نهاياتِ تسعيناتِ القرنِ الماضي بسبب قطعِه الفنية المثيرة لاستفزاز الكثيرين. والاسمانِ اللذان توصَّل لهما الفضوليون المحبون لأعمال بانكسي هما روبرت بانكس أو روبن غونينغام. والأخير هو فنانٌ وُلد في بريستول عام 1973 وانتقل إلى لندن في عام 2000 في الوقت التي بدأت فيه أعمال بانكسي بالانتشار.

وقد ازداد سطوعُ نجمِ بانكسي بعد إنتاجِه لفيلمٍ وثائقيٍّ في عام 2010 بعنوان "الخروج من متجر الهدايا" والذي يتحدثُ عن العلاقة بين الفنِّ التجاري وفن الشوارع والذي عُرض لأوّل مرة في مهرجان صندانس السينمائي للأفلام وقد ترشّح لجائزة "أكاديمي أوورد ".

(1) الرسم بالستنسل Stencelling: يتمّ إنتاجُ القطعِ الفنيةِ عبرَ تطبيقِ صباغٍ ما فوق السطح المراد الرسم عليه مع وجود قطعة وسيطة تحتوي على فراغات مصممة بشكلٍ معينٍ وبذلك تنتج اللوحة عبر مرور الصباغ عبر هذه الفراغات فقط.

المصادر:

هنا

هنا