الطب > طب الأسنان

التدخين و الصحة الفموية (1) الأضرار التي يعرفها المدخنون

يؤدي التَّدخين إلى العديد من الأضرار على الصحَّة الفمويَّة، وتشمل هذه الأضرار:

• رائحةَ الفم الكريهةَ (البخر الفمويّ).

• تبدُّلَ لون الأسنان (تصبُّغ الأسنان).

• ازدياد تراكُم اللويحة الجرثوميَّة والقَلَح على الأسنان.

• ارتفاعَ خطر الإصابة بأمراض اللثة، والتي تعتبر سبباً رئيسياً في فقدان الأسنان.

• الامتصاص المرضيَّ في الأنسجة العظميَّة الدَّاعمة للأسنان.

• ارتفاع خطر الإصابة بالطُّلوان، وهو بقعٌ بيضاءُ تتشكَّل داخل الفم ويُعتبر آفةً قُبيل سرطانيَّة.

• تأخُّر عملية الشفاء التالية لقلع الأسنان، والمعالجات حول السنيَّة أو جراحة الفم.

• انخفاض معدَّل نجاح الغرْسات السنيَّة.

• ارتفاع خطر تطوُّر سرطانات الفم.

• آثارَ إضافيةً للتدخين على الحفرة الفموية.

أولاً: رائحةُ الفمِ الكريهة:

كيف يُسبِّب التَّدخين رائحة الفم الكريهة؟

تحدث هذه المشكلة بعدَّة طرقٍ. أما السَّبب المُباشَر لحدوثها فهو بقاء جُزيئات الدُّخان في الحنجرة والرئتين، وبالتالي تبقى الرَّائحة النَّاتجة عن تدخين السَّجائر في الرِّئتين والحنجرة لعدَّة ساعاتٍ رغم التَّوقُّف عن التَّدخين، ومن ثُمَّ تترافق هذه الرَّائحة مع نَفَسِ الشخص المُدخِّن (Smoker’s breath).

كما يمكن للمواد الكيميائية النَّاتجة عن تدخين التَّبغ أن تبقى في الفم لتُشكِّل سبباً ثانوياً لإحداث هذه الرَّائحة، وفي دراسةٍ حديثةٍ تبيَّن أنَّ هذه المركبات الكيميائية (ومنها البيريدين والبيرازين) تبقى موجودةً في اللعاب بعد تدخين السِّيجار، وهي المسؤولة عن رائحة الفم الكريهة.

كما يسبِّب التَّدخين جفافاً في قبَّة الحَنَك واللسان واللثة، فتصبح بذلك بيئةً مناسبةً لنمو الجراثيم غير الهوائية ذات الدَّور الرَّئيسيّ في إحداث رائحة الفم الكريهة، وذلك لأنَّها تستهلك كمياتٍ كبيرةً من بقايا البروتينات داخل الفم، ومن ثُمَّ تفرز مُركَّبات الكبريت المُتطايِرةَ كريهةَ الرائحة نتيجة هضمها السَّريع لهذه البروتينات.

ثانياً: تصبُّغ الأسنان:

يُعتبر تصبُّغ الأسنان مشكلةً جماليَّة أساساً، وتحدُث نتيجةً لتغيُّر لون الميناء (وهو الطبقةُ السَّطحيَّةُ الخارجيَّة للأسنان) أو العاجِ (وهو الطبقةُ الموجودةُ أسفلَ الميناءِ، والتي تشكِّل البنية الأساسيَّة للأسنان) وانعكاسِه، أي اللون، عبر الميناء.

وهناكَ عواملُ عديدةٌ تؤدِّي إلى ذلك، يمكننا تقسيمها كالتالي:

• عواملُ خارجيةٌ: تُسبِّب تصبُّغ الميناء، ويعدُّ التَّدخينُ إحدى هذه العوامل.

• عواملُ داخليَّةٌ: تسبِّبُ تصبُّغ العاج، مثل تناول بعض الصَّادات الحيويَّة كالتتراسكلينات من قِبَل الأم الحامل خلال النصف الثاني من الحمل أو من قبل الأطفال في عمر 8 سنواتٍ أو أقل.

• تصبغاتٌ ذاتُ علاقةٍ بالعُمر: وذلكَ بسبب تناقص ثخانة الميناء مع التقدُّم بالعمر، وازدياد ثخانة العاج.

• فقدان حيويَّة السن: بعد الرضِّ أو الالتهاب.

• حالاتٌ وراثيةٌ: مثل تخلُّقِ الميناء النَّاقص أو ما يُعرف بسوء تصنُّع الميناء (Amelogenesis imperfecta) أو تخلُّق العاج النَّاقص أو ما يُعرف بسوء تصنُّع العاج (Dentinogenesis imperfecta).

إذاً تُعتبر تصبُّغات الأسنان خارجيَّةُ المنشأ النَّاتجةُ عن القطران والنِّيكوتين المتواجدَيْن في التَّبغ من التأثيرات السَّلبيَّة للتدخين، حيثُ يمكن للتدخين أن يسبِّب اصفرار الأسنان خلال فترةٍ قصيرةٍ نسبيّاً، كما يشتكي المدخنون عادةً من تبدُّل لون أسنانهم إلى اللون البني.

ثالثاً: التَّدخين و تراكم اللوَيْحة الجرثوميَّة و تشكل القَلَح:

وجدتْ بعض الدراسات التي تناولتِ العلاقةَ بين التَّدخين والصَّحَّة الفمويَّة بأنَّ المدخنين كانوا أقل اهتماماً بصحتهم الفموية مقارنةً بغير المدخِّنين، كما تمَّت دراسة العلاقة بين مقدار تراكم اللويحة الجرثوميَّة والتَّدخين، وتبيَّن من خلالها ازديادُ تراكم اللويحة الجرثوميَّة عند المدخِّنين مقارنةً بغير المدخِّنين، وازديادُ تراكمها طرداً مع ازديادِ تدخينِ السَّجائر. وكنتيجةٍ لإحدى المراجعات البحثيَّة تبيَّن أنَّ العامل الرئيسيَّ المسبِّبَ لتراكم المزيد من اللويحة الجرثوميَّة عند المدخنين هو إهمالُهم العنايةَ الفمويةَ.

كما تبيَّن تراكمُ مقدارٍ أكبرَ من القلح (Calculus) عند المدخِّنين مقارنةً بغير المدخِّنين، وكان تأثير التدخين مستقلاً عن مقدار تراكمه.

وأشار بعض المؤلفين إلى أنَّ نسبة تشكُّل القلح فوق اللثوي يزيد عند مدخِّني الغليون عنه عند مدخِّني السَّجائر. ورُبَّما يعود ذلك إلى أنَّ درجة الباهاء (PH) الموجودة في دخان الغليون أكبرُ منها في دخان السَّجائر، ولأنَّ مدخِّني الغليون يميلون إلى نشر الدُّخان في الفم بكامله، بينما يميلُ مدخِّنو السَّجائر إلى استنشاقه. كما أنَّ تدخين الغليون يستغرق فترةً أطولَ من تدخين السِّيجارة، ممّا يزيد من مقدار إفراز اللعاب عند مدخِّني الغليون.

وأشارت دراساتٌ أخرى إلى أنَّ سبب تراكم القلح بمقاديرَ أكبرَ عند المدخِّنين قد يكون نتيجةً لازدياد معدَّل إفراز اللعاب. بالإضافة إلى ارتفاع تركيز الكالسيوم في اللعاب المفرَز بعد التَّدخين؛ حيثُ يسبِّب التدخين زيادةً أوليَّةً في إفرازات اللعاب و القصبات ومن ثُمَّ تثبيطها.

ويعتبرُ اللعابُ المصدرَ الرئيسيّ لفوسفات الكالسيوم الموجود في القلح، كما أنَّه مصدر المكوِّنات العضويَّة للقلح (عديد الببتيد (Polypeptide) والبروتينات) التي تشكِّلُ الجزء الأكبر من بنية القلح، وبالتالي فإنَّ سبب زيادة تشكُّل القلح عند المدخِّنين يعودُ إلى تأثير تدخين التبغ على خصائص اللعاب.

رابعاً: التَّدخين وأمراض اللثة:

يُضعِف التَّدخين مناعة الجسم ممّا يُصعِّب مقاومتَه لإصابة اللثة بالإنتان، وعندما تتعرَّض اللثة للجروح فإنَّ التدخين يؤخِّر شفاءَها.

ما الذي يهمُّ المُدخِّن من هذه المعلومات؟

• إنَّ احتمال تعرُّض المدخِّن للإصابة بأمراض اللثة يزيد بمقدار الضِّعف مقارنةً بغير المدخِّنين.

• كُلَّما ازداد عدد السَّجائر التي يدخِّنها الشَّخص، كُلَّما ازداد خطر الإصابة بأمراض اللثة.

• كلَّما طالَت مدَّة التدخين، كُلَّما ازداد خطر الإصابة بأمراض اللثة.

• قد لا تجري المعالجة اللثوية بشكلٍ مناسبٍ عند الأشخاص المدخِّنين.

كما يزيدُ استخدام التَّبغِ بمختلف أنواعه (تدخين السَّجائر، أو الغليون، أو مضغ التَّبغ) من خطر الإصابة بأمراض اللثة.

كيف يمكن الوقاية من أمراض اللثة؟

يمكن ذلك بإتباع النَّصائح البسيطة التالية:

• تفريش الأسنان مرتين يومياً.

• استخدام الخيوط بين السنية لإزالة اللويحة الجرثومية المتراكمة.

• الزيارات الدورية لطبيب الأسنان لإجراء الفحص اللازم للأسنان وتنظيفها.

• عدم التدخين، ويتوجب الإقلاع عنه إنْ كانَ الشخصُ مدخناً.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا