الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

استهلاك التبغ يلوث بيئتنا

إن تصنيع السجائر يُسبب كميات كبيرة من الملوثات على شكل محاليل، زيوت، ورق، خشب، بلاستيك، مواد تغليف ومواد محمولة بالهواء، وجميعها يدعو للقلق من الناحية البيئية إلا أن أكثرها خطراً هي الملوثات الكيميائية.

ففي الولايات المتحدة تُشير التقارير إلى إنتاج أكثر من 27 مليون كغ من المواد الكيميائية الخطرة خلال عام 1992 وكانت صناعة التبغ في حينها في المركز 18 من حيث إنتاج الملوثات الكيميائية الصناعية.

يُصنف دخان السجائر على أنه من المواد المسرطنة من الفئة (أ) من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية ويحتوي على كميات ضئيلة من المواد المشعة والرصاص 210 والبولونيوم 210 الذي ينتقل عبر التربة إلى الأوراق ويبقى بعد عمليات التجفيف والمعالجة. كذلك الأمر بالنسبة للأسمدة الفوسفاتية التي تُفضلها شركات التبغ العالمية فهي تحوي نسباً من المواد المُشعة الي تتراكم في التربة ثم في منتجات التبغ. تجد هذه المواد المشعة طريقها إلى الغلاف الجوي عن طريق تدخين منتجات التبغ أو إلى المياه مع أعقاب السجائر المرمية.

و تُشكل أعقاب السجائر 70 إلى 90 % من النفايات المنتشرة في المناطق الحضرية وتبلغ كمية النفايات اليومية الناتجة عن صناعة واستهلاك التبغ نحو 122 طن يومياً في بريطانيا وحدها.

تراكم أعقاب السجائر

ليس تراكم أعقاب السجائر بالأمر البسيط فقد شغلت أعقاب السجائر خلال العقدين الماضيين الحصة الأكبر من الملوثات المعلقة في مياه البحار.

ففي عام 2008 وفي إطار حملة لتنظيف الشواطئ حول العالم تم جمع 3.2 مليون عقب سيجارة وإزالتها من المجاري المائية وشواطئ البحار والمحيطات وفي 2009 شكلت أعقاب السجائر ضعف عدد النفايات التي تم جمعها من أي نوع آخر من النفايات.

إن أعقاب السجائر غير قابلة للتحلل الطبيعي فالورق والتبغ يمكن تحلله طبيعياً أما الفلاتر المصنوع معظمها من أسيتات السيللوز ليست كذلك، فهي مادة قابلة للتفكك ضوئياً عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية حيث تتفكك إلى أجزاء صغيرة إلا أنها لا تفقد تركيبها وتتبدد في المياه والتربة ويُقدر الزمن اللازم لتفككها بشكل كامل بين 1 إلى 10 سنوات.

في مونتريال يتم إلقاء 3 مليون عقب سيجارة يومياً وتُشكل أعقاب السجائر 17% من القمامة المنتشرة في شوارع تورنتو وتبلغ كلفة تنظيف أعقاب السجائر السنوية في سان فرانسيسكو نحو 7.5 مليون دولار.

أعقاب السجائر سامة للأطفال والأحياء البرية والمنزلية

عندما يتم ابتلاع أعقاب السجائر من قبل الأطفال والأحياء المختلفة تُصبح سامة حيث تُحصي مراكز التحكم بالسموم العالمية آلاف الحالات من ابتلاع الأطفال لأعقاب السجائر سنوياً.

إن تركيز النيكوتين عالٍ جداً في أعقاب السجائر ويتعرض الطفل دون السادسة في حال تناوله لأعقاب السجائر لأعراض كالإقياء والكسل والغثيان والشحوب. وقد وجدت إحدى الأبحاث أن عقب السيجارة الواحد قادر على تلويث لتر من الماء بما يكفي لقتل السمك الموجود فيه مما يستدعي إجراءات خاصة لحماية البيئة البحرية.

كذلك الأمر بالنسبة للحيوانات المنزلية كالكلاب التي تتعرض للتسمم بالنيكوتين وتعاني بشدة عند تناولها أعقاب السجائر.

وتوجد بعض الأبحاث التي تهدف لإعادة استخدام أعقاب السجائر في مجالات مبتكرة كحماية الحديد المستخدم في الصناعات البترولية من الصدأ نتيجة عمله في ظروف قاسية.

التغير المناخي

يُسهم التدخين كجزء من التغير المناخي ذو الأسباب المرتبطة بالنشاط الإنساني (anthropomorphic) فدخان التبغ يحتوي على غازات الميثان وثاني أكسيد الكربون التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.

يُطلق التدخين عالمياً 2.6 بليون كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون في الهواء سنوياً و5.2 بليون كيلوغرام من الميثان.

يُضاف لذلك تأثير تآكل الغابات التي تسببت به زراعة التبغ والمذكور في المقال الثاني من هذه السلسلة وتبعاً لمنظمة الصحة العالمية فعلى الرغم من أن الحصة العالمية للأراضي الزراعية المستخدمة للتبغ أقل من 1% إلا أن أثرها على تآكل الغابات يبلغ نحو 2 - 4% مما يزيد من أثرها على التغير المناخي.

المصدر:

هنا

هنا