الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

الآثار البيئية الكبرى للتدخين

تآكل الغابات:

تلعب زراعة التبغ دوراً هاماً في تآكل الغابات بمناطق كثيرة من العالم وخاصة في بلدان العالم الثالث، ففي حال عدم وجود ما يكفي من الأراضي الزراعية يقوم المزارعون بإزالة مساحة من الغابات المتوفرة لاستخدامها في زراعة التبغ. وتزداد المشكلة حدة مع استخدام حطب الأشجار لتجفيف أوراق التبغ الخضراء. ففي وقت الحصاد تبدأ أعمال جمع التبغ وتجفيفه لحفظه وتخزينه ريثما يتم تسويقه واستهلاكه.

يتم تجفيف أوراق التبغ طبيعياً بالشمس والهواء، لكن هذه العملية تتطلب أشهراً عدة، لذلك يلجأ المزارعون للمعالجة السريعة للتبغ حيث يُعلّق في حظائر مخصصة يستخدم فيها الهواء الساخن لإزالة الرطوبة من الأوراق. تستغرق هذه العملية أسبوعاً ويتم عادة قطع الأشجار وحرق خشبها لتدفئة الهواء، وكثيراً ما تكون الحظائر نفسها مصنوعة من هذا الخشب.

يضاف إلى ذلك كمية الورق الكبيرة المطلوبة في لف التبغ وتعليبه حيث يقدر إنتاج التبغ السنوي بـ 6.3 تريليون سيجارة سنوياً تتسبب في قطع حوالي 600 مليون شجرة وخسارة مليوني هكتار من الغابات ويتركز هذا النشاط في البلدان النامية ويسهم في 2 إلى 4% من تآكل الغابات العالمي.

يوجد في العالم 35 دولة تعاني من درجة عالية أو متوسطة من تآكل الغابات المرتبط بزراعة التبغ معظمها في جنوب قارة أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب قارة آسيا وشرقها وأمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي.

فمثلاً تستخدم في البرازيل 200،000 عائلة من مزارعي التبغ متوسطاً يبلغ 3 كغ من الأخشاب لتجفيف 1 كغ من أوراق التبغ، وتبعاً لمنظمة الصحة العالمية فإن الآثار السلبية لزراعة التبغ تظهر بشكل واضح في تدهور الغابات والحت والتآكل وانخفاض كميات المياه.

أما في مالاوي فتسببت زراعة التبغ بين عامي 1990 و1995 بنسبة 26% من تآكل الغابات.

وفي المناطق شبه الجافة حيث تنشط زراعة التبغ يتسبب النقص الإضافي في الأشجار في جعل الأراضي أكثر عرضة للتصحر وأقل قابلية للزراعة، فيظهر الحت الصفحي جلياً في منطقة أورا في أوغندة مثلاً والتي تنشط فيها زراعة التبغ حيث تختفي الطبقة السطحية من التربة، كما تتسبب عمليات تنظيف الأراضي في منطقة أورامبو (Urambo) في تنزانيا لزراعتها بالتبغ بنسبة 3.5 % من تآكل الغابات السنوي، بينما يستخدم المزارع وسطياً 23 متراً مكعّباً من الأخشاب في الموسم الواحد في أعمال التجفيف مما يسبب تآكلاً إضافيّاً في مساحة الغابات بمقدار 3%.

وقد شجعت شركات التبغ العالمية مزارعي التبغ على زراعة الأشجار لمواجهة مشكلة نقص الأخشاب اللازمة لتجفيف التبغ، لكن أغلب هذه الأشجار التي زرعت كانت من الأنواع سريعة النمو وغير الأصلية مما ترك آثاراً سلبيّة على التنوع الحيوي وأدى لانخفاض مستويات المياه.

ومن الجدير بالذكر أن نسبة تآكل الغابات نتيجة النشاطات المرتبطة بالتبغ إلى تآكل الغابات الكلي يبلغ 18% في سورية والصين و 25% في الأردن ويصل حتى 45% في كوريا الشعبية.

حرائق الغابات والمناطق السكنية:

يعتبر رمي أعقاب السجائر بشكل غير مسؤول من المسببات الشائعة للحرائق في أنحاء العالم عموماً ولاسيما حرائق الغابات، وتقدر نسبة حرائق الغابات التي تسبب بها المدخنون وأعقاب سجائرهم بنحو 10% من جميع حرائق الغابات، كما يقدر عدد سكان العالم الذين يتضررون سنوياً بفعل هذه الحرائق بـ 17000 نسمة، مما يسبب خسائر اقتصادية تفوق قيمتها 27 مليار دولار.

من أشهر الحرائق التي تسببت بها السجائر هو حريق غابة هينجان، الصين -حريق التنين الأسود العظيم عام 1987 والذي تسببت به السجائر الذي يعدّ أحد أكبر الحرائق على مرّ العصور، فلقد دمّر أكثر من 1.2 مليون هكتار من محميّة الغابات، وقتل 220 شخص وأصاب الآلاف وشرّد 34 ألفاً آخرين.

وفي عام 2009 في جمهورية بورياتيا في سيبيريا، قام رجل بإلقاء عقب سيجارة على عشب جاف، مما أشعل حريقاً دمّر 800 هكتار من الغابات، وقد غُرّم بمبلغ 19.6 مليون دولار كتعويض عن الأضرار التي تسبب بها الحريق.

وشهدت بريتيش كولومبيا في كندا عام 2003 أحد أكبر الحرائق الهائلة المدمرة في التاريخ الكندي، والذي دمّر أكثر من 26 ألف هكتار، و70 منزلاً وتسعة أعمال تجارية. وتسبب في أضرار بقيمة 40 مليون دولار أمريكي.

وفي عام 2013 حدث حريق هائل في ميليبيلا في تشيلي أدى إلى تدمير 2792 هكتار.

كما تعتبر السجائر السبب الرئيسي للحرائق السكنية في كندا، والسبب الرئيسي للموت المتعلق بالحرائق، حيث أدت منتجات التدخين خلال 4 سنوات بين عامي 1995 وحتى 1999 إلى 14030 حريقاً وأدت إلى مقتل 356 شخصاً وإصابة 1615 آخرين، كما سببت أضراراً ماديّة بقيمة 200 مليون دولار.

وبناء على تحليل معطيات 11000 حريقاً شمله المسح الإحصائي الذي أجرته المفوضية الأوروبية في 15 دولة أوروبية، فإن الحرائق تتسبب سنوياً في 13 مليون يورو من الأضرار المادية و1600 حالة إصابة و520 وفاة.

يمكن الحصول على الخريطة بدقة أفضل من النسخة العربية للأطلس هنا

المصادر:

هنا

هنا