الكيمياء والصيدلة > صيدلة

اكتشاف مركب جديد مضاد فطري

إذا كنت معتقد إنو جهد العلماء منصب نحو علاج الأمراض الصعبة و النادرة بس، في دراسات يمكن تغيرلك رأيك !! هالمرة اكتشفوا علاج جديد للفطور يلي كلنا سبق و تعرّضنا أو معرّضين ننصاب فيها يوما ما. مركب جديد يكبح المراحل الأولى من الإصابة الفطرية: قام فريق بحثي مشترك من معهد وورسيستر (WPI) وكلّية الطب في جامعة ماساشوستس (UMMS) باكتشاف مركّب جديد يمنع التصاق الخلايا الفطرية بالسطوح، وهي الخطوة الأولى من العدوى التي تسبّبها فطور المُبْيَضّة البيضاء Candida albicans ذات الإمراضية البشرية المعروفة.  و قد تم إجراء سلسلة من الفحوص اختُبر فيها 30,000 من المركبات الكيميائية لدراسة تأثيرها على فطريات حيّة من المُبْيَضّة البيضاء، فوجد الباحثون أنّ إحدى هذه الجزيئات المختبرة تمتلك القدرة على منع التصاق الخمائر الفطرية بالخلايا البشرية أو حتى البوليستيرين (Polystyrene)، وهو مادة بلاستيكية شائعة الاستخدام في العديد من الجهائز (الأدوات) الطبية. غدت هذه الجزيئة الصغيرة، التي أطلق عليها العلماء اسم فيلاستاتين (Filastatin)، مرشَّحة لتطوير دواء جديد مضاد للفطور، وللوقاية من الإصابات الفطرية أيضاً عن طريق استخدامه على سطوح الأدوات الطبية لمنع نمو الفطر عليها. تعدّ فطريات المبيضّة البيضاء العامل الفطري الممرض الأوسع انتشاراً لدى البشر؛ إذ إنّها المسبّب الأكثر تواتراً للعداوى المكتسبة في المستشفيات (أي التي تصيب المريض نتيجة وجوده وإقامته في المستشفى بصرف النظر عن المشكلة الأساسية التي دخل بسببها للعلاج). وتسبّب العدوى بها تظاهرات مرضية مزمنة شائعة كالقلاع thrush والتهاب المهبل، التي تصيب ملايين الأشخاص حول العالم سنوياً كما أنها لا تشفى بسهولة باستخدام المضادات الفطرية القليلة المتوفرة حالياً، لذا يصل معدّل الوفيات بالإصابات الفطرية الجهازية إلى 30-50%، فعلى الرغم من أنّ معظم الإصابات الفطرية لا تسبب أذى خطيراً إلا أنها قد تكون مميتة إذا وصلت لمجرى الدم. إنّ المرضى في المشافي المزوّدين بقثاطر أو أجهزة طبية مزروعة كجهاز تنظيم ضربات القلب (الناظمة القلبيّة pacemaker) والركب الاصطناعية وغيرها... جميعهم معرّضون لخطر نموّ الفطور على هذه الأجهزة، و بالتالي انتقالها لداخل الجسم و إلحاق الأذى به. عادة ما تبدأ إصابة المجرى الدموي بالمبيضّة البيضاء بارتباطها إلى أحد السطوح - كالقثطرة مثلاً، أو الخلايا الظهارية المبطّنة لجوف الفم ـــ حيث يشكّل الفطر ما يُعرف بالغشاء أو اللطاخة الحيوية (Biofilm، والمقصود هو تشكيل طبقة رقيقة جداً ناتجة عن نمو الخلايا الفطرية على هذا السطح). بعد ذلك تبدأ الخطوة الثانية بتحوّل خلايا الخميرة الفطرية بيضوية الشكل إلى شكل خيطي يتمثل بالخيوط الدقيقة الطويلة التي تغزو الأنسجة المحيطة و تتغلغل فيها مُلحقةً ضرراً واسعا بها. وجد الباحثون في دراستهم أنّ الفيلاستاتين قطع الطريق أمام تطوّر كل من المرحلتين السابقتين، حيث تمكّن وعلى نطاق واسع من منع المبيضّة البيضاء من الالتصاق بسطوح متنوعة، كما أنقص بشكل ملحوظ عملية التحوّل إلى خيوط (Filamentation)، و هي المفردة التي أوحت باسم الدواء الجديد (Filastatin). في خطوة لاحقة درس الفريق تأثير الفيلاستاتين على خلايا المبيضّة البيضاء التي نمت دون قيود في أوساط الاختبار والتصقت فعلاً بالجدران المصنوعة من البوليستيرين، فقد تمكّن الفيلاستاتين من قتل العديد من الخلايا الفطرية الملتصقة بالبوليستيرين بعد إضافته إلى وسط الاستنبات. التأثيرات المثبّطة للفيلاستاتين دُرست أيضاً على خلايا الرئة البشرية والخلايا المهبلية للفئران وكذلك على الديدان الحية من نوع الربداء الرشيقة (C. elegans) التي عُرّضت للفطر، وذلك لمعرفة ما إذا كان الالتصاق سيقلّ وبالتالي الإصابة... و بجميع الحالات أظهرت الجزيئة الصغيرة الجديدة تأثيرات واقية واضحة بدون أي سمّية للخلية المضيفة ضمن الشروط المختلفة التي أجريت فيها التجارب. و هذا ما يفسح المجال فعلاً لدخول هذه المادة إلى حقل التصنيع الصيدلاني!

المصدر: هنا