الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

ترتيب تناول الطعام يؤثر بشكل واضح على مستويات الغلوكوز والأنسولين, الخضار قبل النشويات أم النشويات قبل الخضار ؟

مقدمة:

إن تناول البروتينات والخضار قبل تناول الكربوهيدرات (المواد السكرية) يؤدي إلى انخفاض مستويات الغلوكوز والأنسولين عند المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة بالإضافة للسكري من النمط الثاني. هذا ما وجده الباحثون في كلية وايل كورنيل الطبية Weill Cornell Medical College. نُشرت هذه الدراسة في 23 حزيران 2015في مجلةDiabetes Care وقد تؤثر نتائجها على نصائح الأطباء لمرضى السكري بخصوص الطعام الذي يتناولونه، ليس بتركيزهم على مقدار الطعام فحسب، ولكن على الوقت المناسب لتناول الكربوهيدرات.

الدراسة:

يقول الباحث د. لويس آرون Dr. Louis Aronne الذي أعد هذه الدراسة: "نسعى دائماً لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من داء السكري من أجل تخفيض مستوى سكر الدم لديهم" ويتابع قوله: "نحن نعتمد على الدواء من أجل ذلك، لكن يعتبر النظام الغذائي هاماً جداً. إلا أنَّه من الصعب إقناع الناس بتغيير عاداتهم الغذائية".

من المعروف أن الكربوهيدرات (المواد السكرية) ترفع سكر الدم إلا أنه من الصعب أن تقنع مرضى السكري بالتوقف عن تناول بعض المواد السكرية أو التخفيف من بعضها الآخر، إلا أن هذه الدراسة كشفت عن طريقة أسهل لتخفيض معدل ارتفاع سكر الدم ومستويات الأنسولين في الدم.

عادةً ما يستخدم مرضى السكري من النمط الثاني اختبار وخز الإصبع للتأكد من مستويات الغلوكوز. ويعتبر الحفاظ على مستويات طبيعية منه، وخاصة بعد الوجبات، أمراً هاماً جداً بالنسبة لمرضى السكري لأنه إذا كان مستوى السكر في الدم مرتفع بشكل مستمر أو متكرر، فقد يواجه المرضى العديد من الاختلاطات المرضية بما فيها تصلب الشرايين وأحياناً الموت.

أجريت هذه الدراسة للتأكد من نتائج الأبحاث السابقة والتحقق من أن تناول الخضار والبروتينات قبل تناول الكربوهيدرات يؤدي إلى مستوى أقل لسكر الدم بعد الطعام. حيث تم في هذه الدراسة الاستقصاء عن الموضوع بشكل أعمق بالاعتماد على وجبة طعام كاملة تحوي الخضار والبروتينات والكربوهيدرات والمواد الدسمة.

أجريت الدراسة على 11 مريضاً مصاباً بالبدانة وداء السكري من النمط الثاني، يتناولون دواءً عن طريق الفم يساعد على التحكم في مستويات سكر الدم يدعى ميتفورمين metformin. تناول المرضى وجبة تعطي 628 كيلو حريرة مكونة من 68 غرام من الكربوهيدرات (الخبز وعصير البرتقال) و55 غرام من البروتين و16 غرام من الدهون (صدور الدجاج الخالية من الجلد، وسلطة الخس مع البندورة، والبروكلي المطهو على البخار مع الزبدة) مرتين خلال أسبوع واحد.

في يوم وجبتهم الأولى، قاس الباحثون مستوى الغلوكوز الصيامي في الصباح (بعد 12 ساعة من تناول المرضى لطعامهم). تم بعدها الإيعاز إلى المرضى بتناول الكربوهيدرات في البداية، ثم تناول البروتين، الخضار والدهون بعد 15 دقيقة. بعد الانتهاء من الطعام، فحص الباحثون مستويات الغلوكوز بعد الطعام عن طريق فحص الدم بفواصل زمنية مقدارها 30، 60، 120 دقيقة.

بعد أسبوع، قام الباحثون بقياس مستويات الغلوكوز الصيامي. من ثم تناول المرضى نفس الوجبة، ولكن بعكس ترتيب النظام الغذائي: البروتين، الخضار والدهون أولاً، وبعد 15 دقيقة الكربوهيدرات، ومن ثم تم قياس مستويات السكر في الدم بعد الطعام.

أظهرت النتائج أن مستويات الغلوكوز كانت أقل بكثير عند قياسها في الأزمنة 30، 60، 120 دقيقة بمقدار 29%، 37%، 17% على الترتيب، كما كانت نسبة الأنسولين أقل بكثير عندما تم تناول الخضار والبروتينات قبل الكربوهيدرات. تؤكد هذه النتيجة أن الترتيب الذي نتناول فيه الطعام يشير إلى طريقة جديدة للسيطرة على مستويات سكر الدم بعد الطعام بشكل فعال لدى مرضى السكري.

يختم د. آرون دراسته بالقول: "لازلنا بحاجة إلى إجراء بعض الأبحاث الإضافية، إلا أن النتائج الأولية تشير أنه بالإمكان خفض نسبة السكر في الدم وتقليل مقدار الأنسولين عند مرضى السكري من خلال إجراء تغيير بسيط في النظام الغذائي، ومن المحتمل أن يكون لهذا الأمر تأثير إيجابي طويل الأمد على صحة هؤلاء المرضى".

الدراسة الأصلية:

هنا

مواقع ناقلة للدراسة الأصلية:

هنا

هنا